الارشيف / أعلام و مشاهير

في عيدها.. الصبوحة تشرق من جديد

"قوليلن يحطو دبكة ويرقصوا بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن. بدي ياهن دايماً فرحانين بوجودي وبرحيلي متل ما كنت دايماً فرّحن". هذه كانت وصية الأسطورة صباح التي نقلتها ابنة شقيقتها كلودا عقل إلى جمهورها بعد وفاتها. فالشحرورة العظيمة أرادت أن نذكرها كما عرفناها دائماً ضاحكة، مبتسمة تضفي جواً من البهجة أينما حلّت، وحتى في أحلك الأوقات التي مرّت بها، بل على فراش الموت، كان قلبها ينبض فرحاً.

يصادف في شهر تشرين الثاني ذكرى ميلاد ورحيل الصبوحة (10 تشرين الثاني 1927 - 26 تشرين الثاني 2014) التي تركت الأرض لترفرف بأجنحتها كملاك في السماء. واليوم في ذكرى ميلادها نتذكر الأسطورة التي تخطّت حدود لبنان والوطن العربي لتصل إلى العالمية.

ذهبت صباح الفرح، والابتسامة المشرقة، تاركة وارءها تاريخاً حافلاً بالشهرة والفن والنجاحات، ففي حياة الصبوحة الكثير من المحطات التي لا يمكن اختصارها لأن في كل محطة كانت تسطر نجاحات يخلدّها التاريخ. وإحياء لذكراها الجميلة وإرثها العظيم، قررت ابنة شقيقتها كلودا عقل إصدار كتاب يوثّق مسيرة أكثر من 70 سنة من العطاء الفني والإنساني، ليشكل إرثاً للأجيال القادمة.

الكتاب على وشك الانتهاء لكن لا تاريخ محدداً لاصداره، فالسيدة كلودا عقل تضع اللمسات الأخيرة عليه. في هذا المجال، كشفت عقل لـ "لبنان 24" أن "الكتاب، التي فضلّت عدم البوح باسمه تاركة إياه مفاجأة، سيسرد قصة حياة صباح وتاريخها و كافة المراحل التي مرّت بها". ولفتت إلى أنها استعانت بجميع من عاش مع صباح من أهل وأصدقاء وطبعاً بتجربتها الخاصة بما أنها كانت من رافق الشحرورة حتى آخر لحظات حياتها.

إذاً سيتضمن الكتاب يوميات كلودا مع صباح التي أخبرتها بالكثير، وهذا هو مغزى الكتاب. وشددت عقل على أن كل ما سيرد في الكتاب عن لسان صباح موثّق لأنها تملك تسجيلات صوتية للشحرورة، التي ظلّت، وفقاً لعقل، واعية لآخر لحظة تتذكر أدّق التفاصيل عن حياتها ومسيرتها وأغانيها، لافتة إلى أن "ليس الهدف من الكتاب استغلال صباح بل الإضاءة على تفاصيل من حياتها يجهلها الكثيرون. فصباح غنية ويجب أن نتعمق كثيراً للتعرف عليها".

وقالت عقل: "عشت معها وأعرف الكثير عنها ومن المهم أن يعرف الناس هذه التفاصيل عنها وعن شخصيتها"، مضيفة "أعمل على الكتاب بتأنٍ فتاريخ صباح غنيّ وليس بالأمر السهل أن تختصر حياتها بكتاب.. هيدي صباح!".

وتابعت: "قصتها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعائلتي لأنهم عاشوا بداية الحقبة جنباً إلى جنب، الأرشيف كلّه مع والدي الصحافي فاضل سعيد عقل كتبه بخط يده مرفقاً بالصور، فبحوزتي أكثر من 4 آلاف صورة سيضّم الكتاب الكثير منها".

من جهة أخرى، رأت عقل أن صباح تعرضت للأذى من الكثيرين، "لكن عقلها كان أكبر منهم، لم تكن تهتم سوى بمحبة جمهورها وتعتبرهم رأس مالها في هذه الحياة".

صحيح أن صباح رحلت بالجسد لكنها ستظّل موجودة في قلوبنا إلى الأبد، وفي ذكرى ميلادها، نضّم صوتنا إلى صوت عقل التي تمّنت لها أن تكون محتفلة في السماء مع يسوع المسيح.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى