الارشيف / سينما و تلفزيون / السينما كوم

9 ممثلين أحبّوا الكتابة و منحوها الشغف

قد يكون للعديد من الممثلين في السينما المصرية اهتمامات أخرى تشغلهم غير التمثيل، لكن في نفس الوقت كان الممثلون المهتمون بالتوجه لجمهور المثقفين و القراء عن طريق الكتابة قليلون للغاية بالرغم من انخراط العديد من الممثلين فعلياً في العمل الثقافي، و لذا سنحاول ذكر أهم الممثلين الذين شاركوا و لو بالنذر اليسير في الإسهام للمكتبة العربية.

 

* سليمان نجيب :

كان من البديهي لفنان ينحدر من عائلة عريقة تولى عدد من أفرادها مناصب رفيعة في الدولة مثل " سليمان نجيب " أن يكون من محبي الكتابة بالتأكيد، خاصةً و أن والده هو الأديب الراحل " مصطفى نجيب ".

و كان من المعروف عن " سليمان نجيب " اختلاطه الكبير بالأوساط السياسية و الثقافية وقتئذٍ، فكان من الأصدقاء المقربين للزعيم " مصطفى كامل "، كما تولى ضمن المناصب التي تولاها طيلة حياته منصب رئيس دار الأوبرا الملكية ( دار الأوبرا المصرية لاحقاً ).

كان أبرز ما خلّفه " سليمان نجيب " هو كتابه الشهير مذكرات عربجي المستند إلى مجموعة من المقالات التي كتبها في مجلة الكشكول تحت اسم مستعار و هو " الأسطى حنفي أبو محمود "، و الذي يتناول من خلاله مشاهداته و آرائه الخاصة عن أحوال مدينة القاهرة و نخبها السياسية و الثقافية في حقبة العشرينيات من القرن العشرين بعد ثورة 1919، و قد قام الأديب " فكري أباظة " بوضع مقدمة للكتاب.

 

 

* نجيب الريحاني : 

واحد من أهم الفنانين المسرحيين الذين عرفتهم مصر في النصف الأول من القرن العشرين، و المنافس الشرس للفنان المسرحي الرائد " علي الكسار " في مسارح شارع عماد الدين، و الذي كان معروفاً بإتقانه للغة الفرنسية بفضل دراسته في مدرسة الفرير حتى حصوله على شهادة البكالوريا، و هو ما أهّله لتقديم العديد من العروض المسرحية الفرانكو - آراب التي كانت متناسبة مع مزاج الجمهور في ذلك الوقت.

في عام 1946، بدأ " الريحاني " في تسجيل مذكراته تحت عنوان مذكرات نجيب الريحاني لكنها لم تنشر سوى بعد عشر سنوات من وفاته في عام 1949، و التي تناول فيها عدد كبير من محطاته الفنية، و علاقته بمجموعة من الفنانين البارزين في ذلك الوقت، منهم : سيد درويش و بديع خيري و بديعة مصابني.

 

* عبد الوارث عسر :

بجانب تفوقه الواضح في التمثيل للسينما و المسرح، كان " الوارث عسر " من الشغوفين بالكتابة بدافع من دراسته المتعمقة للغة العربية حتى صار ملمّاً و محيطاً بكافة أسرارها، و هو ما ساعده بشدّة في كتابة الشعر الذي نُشر الكثير منه، بالإضافة إلى إسهامه في كتابة السيناريو و الحوار لعدد كبير من الأفلام، منها : يوم سعيد و ليلة القدر و زينب و لست ملاكاً.

و كما أحبّ " عبد الوارث عسر " الكتابة، أحبّ كذلك الإلقاء و برع فيه و صار من أهم رواده على الإطلاق، و وضع في هذا الفن أشهر كتاب لا يزال يٌدرس حتى يومنا هذا في كافة المعاهد الفنية بعنوان فن الإلقاء.

 

 

* محيي إسماعيل :

بالرغم من قلة أعماله كممثل في السنوات الأخيرة حتى توقفه التام سينمائياً بعد فيلم ( حد سامع حاجة ) الذي يظهر فيه بشخصية كاتب روائي، إلا أن الفنان " محيي إسماعيل " كان يملأ وقته بالكتابة، و بجانب مشروعه الذي لم ير النور حتى الآن عن حياة معمر القذافي، فقد نُشرت له رواية من مكتبة مدبولي حملت عنوان المخبول : رواية من الأدب الإنساني و التي وصفها في إحدى الحوارات الصحافية بأنها رواية " أدبية و فلسفية و تاريخية و إجتماعية و إنسانية "، كما أعلن في عام 2012 أنه قام بكتابة السيناريو لها من أجل تحويلها إلى فيلم سينمائي، لكن هذا المشروع هو الآخر لم ير النور مثل مشروعه عن القذافي.

 

* أحمد خميس :

عرفه الكثير من المشاهدين في مصر كممثل، لكنه بجانب التمثيل كان إذاعياً مخضرماً ساهم في تأسيس إذاعة الإسكندرية، و شاعراً ينسبه الكثيرون للمدرسة الرومانسية في الشعر، و قد نُشرت العديد من قصائده في مجلة الهلال.

و من بين أعماله الشعرية قصيدة ذائعة الصيت بعنوان الروابي الخضر لحّنها و غناها الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، كما حمل ديوانه الشعري اسم هذه القصيدة كذلك، و غنّى من كلماته عدد كبير من المطربين، منهم : لور دكاش و نجاح سلام و سعاد محمد و فريد الأطرش.

و لأن منجزه الشعري كان غير معروف للكثيرين، فقد عكف الباحث في مجال الأدب " محمد رضوان " بكتابة دراسة بحثية عن أشعار " أحمد خميس " في كتابه أحمد خميس : شاعر الروابي الخضر.

 

قصيدة (الروابي الخضر) بصوت و ألحان الفنان محمد عبد الوهاب :

" title="YouTube video player" width="620">

 

* خالد الصاوي :

قبل إقدامه بنشاط على العمل السينمائي و بعده، كذلك يظل " خالد الصاوي " من أنشط الفنانين على الإطلاق في الكتابة بكل أصنافها، و يشهد على ذلك مدوّنته الشهيرة ( الخبز و الحرية ) التي يكتب فيها بانتظام بين الشعر و المقالات و القصص القصيرة منذ عام 2006، و مقالاته المنشورة في موقع الحوار المتمدن التي تنوّعت بين الفن و الشأن العام و الرأي السياسي، بالإضافة لما ينشره من خلال صفحته الرسمية عبر موقع فيس بوك.

و بجانب ما ينشره إلكترونياً باستمرار، فـلهُ العديد من المؤلفات المطبوعة بين الشعر و المسرح، فنشر له دواوين نبي بلا أتباع و أجراس، و مسرحيات اللعب في الدماغ و أوبريت الدرافيل و حفلة للمجانين و المزاد و الدبلة.

 

* أحمد حلمي :

كانت جريدة الدستور في إصدارها الثاني من أكثر الصحف توزيعاً في مصر بجانب كونها أشهر جريدة معارضة لنظام الرئيس الأسبق " حسني مبارك "، و استطاعت أن تجتذب العديد من المشاهير لكي يشاركوا في الكتابة فيها، و من بين من كتب لها الفنان " أحمد حلمي " الذي كان يكتب مقالاً أسبوعياً في الجريدة التي كانت تصدر في نهاية كل أسبوع، و قد غلب على مقالاته طابع الحديث عن شتّى الخبرات الشخصية و الآراء الحياتية التي كانت تجول بخاطره، حتى أنه كتب مقالاً شهيراً يرثي فيه الفنان الراحل " محمود الفيشاوي " الذي شاركه بطولة فيلم ( 1000 مبروك ).

و بعدها بسنوات، قام " حلمي " بجمع عدد كبير من مقالاته المنشورة في الدستور في كتاب 28 حرف بنفس اسم الباب الذي كان يكتب تحته، و صدر عن دار الشروق في عام 2012 ليصير واحداً من أكثر الكتب مبيعاً لهذا العام، كما قام " حلمي " بالتبرع بكافة عائدات الكتاب لصالح جمعية ( ألوان و أوتار ) التي تستهدف تنمية المهارات الفنية للأطفال في المناطق المهمشة.

 

* صلاح عبد الله :

ربما يبدو على الفنان " صلاح عبد الله " انشغاله الشديد بالتمثيل في العديد من الأعمال على مدار العام، لكن ذلك لا يمنعه من إظهار موهبته المعروفة للكثيرين في الوسط الفني في كتابة الشعر العامي، و ربما يتذكر المشاهدون مونولوج ( المريلة ) الذي كتبه و أدّاه بصوته في فيلم ( الفرح )، لكنه كذلك أصدر ديواناً شعرياً في عام 2013 بعنوان تخاريف و الذي عقّب عليه كل من الفنان " محمد صبحي " و الكاتب المسرحي " لينين الرملي " و نشرت كلماتهما على الغلاف الخلفي للكتاب.

و يعترف " صلاح عبد الله " في إحدى الأحاديث الصحافية بأنه كان مقصّراً للغاية في حق كتابة الشعر في السنوات الأخيرة بالرغم من كتابته للكثير من الأشعار خلال فترة المراهقة و بعدها، و كانت غالبية أشعاره سياسية تأثراً باهتماماته السياسية في ذلك الوقت.

 

صلاح عبد الله يسجّل قصيدة من ديوانه ( تخاريف ) :

" title="YouTube video player" width="620">

 

* دنيا ماهر :

رغم حداثة عهدها بالتمثيل في السينما و التلفزيون من خلال فيلم ( الخروج للنهار ) و مسلسل ( سجن النسا )، إلا أن الفنانة " دنيا ماهر " كانت نشيطة في الأوساط المسرحية لسنوات طويلة منذ تخرجها، بالإضافة إلى عملها مع فرقة الورشة المسرحية، بل إنها قد شاركت مع الفنان الراحل " محيي الدين اللباد " في مجاورة فنية تم تسجيل يومياتها من خلال كتاب ( نظر 4 : يوميات المجاورة )، و هو الكتاب الأخير من سلسلة ألبومات ( نظر ).

و قد نُشر لها عن دار ميريت في عام 2014 كتاب مصوّر ( كوميكس ) حمل اسم في شقة باب اللوق و الذي كتبته بنفسها و عمل على رسومه " جنزير " و " أحمد نادي "، و قد حاز الكتاب على منحة من صندوق المورد الثقافي، و تروي " دنيا " في هذا الكتاب مشاهدتها اليومية المعتادة في محيط سكنها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى