الارشيف / فن تشكيلي

الفنانة التشكيلية " نعيمة الحيمر " : لوحاتي تسكنني وهي ملاعب طفولتي .. حاورها عبد المجيد رشيدي‎

عرضت الفنانة التشكيلية "نعيمة الحيمر"، نهاية شهر سبتمبر 2019، جديد إبداعاتها التشكيلية الذي احتضن فعالياته، رواق النادرة في الرباط.
 
"نعيمة الحيمر" شاركت خلال هذا المعرض على منظر الطبيعة، حيث أعطى لرسوماتها إبداعاً وبياضاً للوحتها الفنية، كما استمدت الفنانة في بناء معظم لوحاتها من الطبيعة الخلابة للأرض وألوانها الزاهية بتصحرُّها وربيعها، وأن عشقها للأرض وألوانها منح لوحاتها بهاءً وجمالاً، فهي تهتم دائماً بتقديم وتوضيح أسلوبها للمتلقي والتعريف عن ماهية تجربتها الفنية التي يعتبرها الكثير من المهتمين بالحركة التشكيلية، حالة فنية رائعة ومتنامية ضمن الفنون التشكيلية المغربية.
 
والمتابع لأعمال الفنانة "نعيمة الحيمر"، يشاهد وبوضوح مدى فهمها الواسع للفن ومدى قدرتها على تناول الأساليب ذات التكتيك الجديد المتمكِّن من صناعة اللوحة الحديثة والسيطرة على التوازن والانسجام العالي بين العناصر اللونية.
 
"نعيمة الحيمر" فنانة مضت بخطوات واثقة ورهنت وقتها لكي تراه فى لوحتها، جسدت الجمال فى عملها الفني، حيث ارتبطت ارتباط الروح بالجسد، ناشدت خطوطه وألوانه لكي تعلق الأمل والتفاؤل فوق صدرها عبر سنين مضت.
 
تزخر لوحات الفنانة التشكيلية "نعيمة الحيمر" بتلك الرؤى الجمالية العذبة التي تنساب بسلاسة عبر ثنايا أسلوبية الألوان الزاهية، فهي تغرف من طاقة إبداعية عفوية وتلقائية متمكنة في توظيف تقنيات الألوان الفاتحة على اللوحة، بأصول وقواعد حرفة التشكيل في خطابها الجميل تجاه موضوع الطبيعة الخلابة والتي تحتل سائر اللوحات.
 
قدّمت "الفنانة الحيمر"، الطبيعة بألوان من الخطوط في حالات متباينة بليغة الإشارات والدلالات كما عملت على إحاطتها بأشكال من المفردات والعناصر المستمدة من ثقافة وموروث المغرب الأصيل.
 
فعلاً، "نعيمة الحيمر"، فنانة محظوظة كون الله سبحانه و تعالى قدّر لها أن تكون ومنذ أن كانت طفلة، أن تتعلّم الرسم وأبجدياته، كانت قريبة من كل من يعشق الفن التشكيلي، تراقب حركات وفرشاة الفنانين المتميزين وهم يرسمون، وكلها أذان صاغية، تنتبه إلى ملاحظاتهم وتوجيهاتهم، فكبرت في أجواء الفن، مستوعبة أبجدية الألوان وهجائية الأشكال وبلاغة التعبير ودروس المزج والتناغم الطري بين الأشكال الهندسية والرموز التراثية والثقافية.
 
 الألوان هي ما تتميّز بها لوحاتها، فهي ترسم ألوان الفرح والبهجة و المحبة، وتنقل صورة جميلة عن الوجه المشرق والجميل من حياتنا، فألوان الربيع، أينما كانت في العالم هي ألوان فرح وسرور، هكذا توظف "الحيمر" الألوان الفاتحة في أعمالها لتعكس ما تراه في الغد لنا ولأطفالنا و لجميع محبي الفنون التشكيلية.
 
تقول الفنانة “نعيمة الحيمر“صقلت موهبتي بنفسي وتعلّمت من الأساتذة التشكيلين، وتابعت الفن التشكيلي والرسم وأمعنت النظر في كل زواياه لما لي رغبة في أن أكون فنانة تشكيلية أنقل كل ما هو جميل ولا أنسى فضل من ساعدني في صقل موهبتي وقدم الملاحظات والتشجيع، ما يحثني دائماً على الاستمرار”.
 
"نعيمة الحيمر"، ظلت محبة للفن بكل أشكاله منذ طفولتها، خاصةً رسم الطبيعة وكل ما يستحوذ على اهتماماتها الخاصة، ويشكِّل محوراً أساسياً في عملها حيث تعمّقت في التفاصيل الدقيقة جداً لشخوصها، ما ميَّز رسوماتها، وأعطاها طابعاً انفردت به عن غيرها، فالفنانة تسكن لوحاتها، ولوحاتها تشبهها، لوحاتها هي ملاعب طفولتها ومسارح مراهقتها وشبابها ودروب نضوجها، ولها بصمتها الخاصة وروحها في كل عمل فني تُنجزه.
 
 شاركت "نعيمة الحيمر" في عدة معارض بالمغرب والخارج، وقد حصلت منهم على عدة شواهد وجوائز، حيث كانت لها حافز للاستمرار في هذا الفن الراقي.
 

المجلة غير مسـؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا