الارشيف / فن تشكيلي

الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي "يونس العاطري".. صانع الأمل بإحساس صادق

يعتبر الفنان "يونس العاطري" من الفنانين الموهوبين، في عالم فنون التصوير الفوتوغرافي والرسم، بالإضافة إلى الشعر والزجل والكتابة القصصية وفن الكاريكاتير، وقد سجل اسمه في قائمة الفنانين الأكثر تأثيراً في مسيرة الفنون، بفضل نزعته الواقعية وميله لتمثيل الواقع كما يراه، والعناية بأدق التفاصيل في لوحاته الرائعة، وفنونه الجميلة.
 
يونس العاطري، ازداد وترعرع بمدينة خريبكة، ثم تابع دراسته بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات، تشبّع بالفنون منذ طفولته بفضل موهبته وتشجيعات عائلته ومساندتهم له في هذه المسيرة الحافلة بالمنجزات، حيث سرعان ما نضجت شخصيته الفنية وتجلّت موهبته في الكتابة القصصية التي زوّد بها مخطوطاته القيّمة، شارك "يونس العاطري" في مجموعة من المهرجانات والملتقيات الوطنية والدولية، كما حاز على العديد من الجوائز والشواهد تقديراً للخدمات الجليلة التي قدّمها للفن والثقافة بالمغرب.
 
والحقيقة أن لأسلوب "العاطري" تأثيره الواضح على أعماله الهادفة، خاصةً من ناحية العناية بالتفاصيل الدقيقة للخلفيات الطبيعية وللمناظر التصويرية، كصخور الجبال والوجوه المبتسمة، وكل ما هو متناثر بانتظام في أرضية الصورة.
 
 
ويعتبر "يونس العاطري" من أهم المصوّرين والرسامين المحترفين الذين عنوا بإبراز الملامح الشخصية لكل الرجال والنساء في تصاويره، حتى أنه لا يمكن العثور على واحد من شخصياته يشبه الآخر في ملامحه أو لون بشرته أو حتى في ملابسه، ولوحظ في أعماله حرصه الشديد على رسم الطبيعة وكل ما هو جميل في صوره، ومن مميزات أسلوبه أيضاً، توظيفه الألوان الزاهية للتعبير عن الأجواء النفسية لموضوعات تصاويره.
 
لا يفصل الفنان المغربي "يونس العاطري"، بين مشروعه التشكيلي المميّز وبين سائر الفنون الأخرى التي يهتم بها، ويعتبر أنه ممن أدركوا مُبكراً العلاقة الوثيقة بين مختلف الفنون التعبيرية كالتصوير الفوتوغرافي والشعر والرسم والموسيقى والغناء.
 
وقال "يونس العاطري"، إن هذا الإدراك المبكر جعله يتماهى مع الألوان والفرشاة كآلات موسيقية، وتكوين اللوحة كسمفونية "أنا مغني بالفرشاة والألوان".
مضيفاً أن الابتكار هو درس آخر يُقدِّمه الفنان، وكذلك الإتقان، لذا فالفن التشكيلي مُعلم النهضة، لأنه يحرص على هاتين القيمتين الابتكار والاتقان.
 
وأوضح الفنان "يونس"، أنه اكتشف من فترة العلاقة بين الفنون مثلاً العلاقة بين الشعر والرسم، فكما يُقال إن الشعر هو كلمة وموسيقى، أو لغة وموسيقى، حيث قال: أنا أجد الموسيقى في الفن التشكيلي، أرى الألوان كأنها آلاتي الموسيقية وألحاني، وأرى تكوين اللوحة كأنه تأليف سمفونية، وفَهْم هذه العلاقة مهم للفنان سواء كان موسيقياً أو فناناً تشكيلياً، أنا أحب الوفاء، فقد تعلّمت من الفن أن أقدِّم نموذج للوفاء، ففي كل المعارض والملتقيات التي أشارك فيها أقدّم ما هو راقٍ وجميل.
 
"يونس العاطري" فنان واقعي رسم حياة الناس ببساطتهم ومعاناتهم وأفراحهم في لوحات جماعية وصور نصفية، فأعطى لكل لوحة أجوائها ومختلف مناخاتها الطبيعية ليُحسسك أنك تعيش وسط قرية جميلة وسط الناس هم أهلك وأنت واحداً منهم، والسبب هو العرض الراقي في تناول اللوحة كمشهد لمحاكاة الواقع حدثاً يمنحك الشعور بحال الناس ورغبتك في الحديث معهم لتستمع بما يدور بينهم من همسات، وما يرجونه من آمال وما يتمنونه من أماني وأحلام وحب وتعاون وتقاسم للحياة بينهم بكل يسر وبساطة.
 
 
لوحاته كسِباق الفرسان على ظهور خيولها العربية، لوحات أعطاها حقها تلويناً راقياً مراعياً التفاصيل التشريحية والمنظورية والنسب والأضواء والظلال والقيم اللونية الغنية والتي فتحت العين على أجواء فنية ممتعة في غاية الجمال والمتعة، كل لوحة هي قصة لوحدها، وجميعها تبيّن ملامح قرية وشعب وأمة، لون وخط وكتل وتعبير لُيحسسك أنك لست بغريب، ألوانه كلها على حدٍّ سواء تُعطينا الحكم بأنه ملوِّن عظيم وفنان معبِّر في واقعية لينقل لنا حال البيئة التي هو منها في تصوير تشكيلي رفيع المستوى.
 
 لقد نجح الفنان "يونس العاطري" في اختراق هذا التراث الضخم وتلك الثقافة الجمالية المتنوِّعة للمغرب، في توثيق دقيق عرفه الجميع ولا زال يقدِّم نماذج وأعمال أصيلة، نجح في صياغة هذه الثقافة الثرية بمعالجات واقعية مدهشة للجميع، ولنا أن نحتفي به مثل ما احتفينا بتجارب وصلت للعالمية، هو الآن يعمل بصدق ومبدأ لوطنه الحبيب، فعلاً إنها تجربة عظيمة لفنان موهوب يستحق الدعم والتقدير.
 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا