الارشيف / بريد القرّاء

(( تفقدونا قبل أن تفقدونا ))

المسؤولية تكريم إلهي للإنسان، إذ أن جعله مسؤولاً و أناط تلك المسؤولية بموطن التكريم الإلهي و هو العقل و أودع فيه حتمية الإحساس بالمسؤولية و القيام بها لصلاح أمور الحياة بإختلاف مستوياتها و توزيع تلك المسؤولية فردية مجتمعية تجاه النفس و تجاه الآخرين.
هناك فئة مجتمعية تتوق إلى إستشعار مسؤوليتنا المجتمعية و السعي لتحقيق الحياة الجيدة و الرفاهية لها في مرحلتها الحالية و القادمة هم ( كبار السن ) و هذا هدف أسمى تسعى إليه المنظمات الدولية لتحقيقه، إن الظروف و المعطيات الحياتية الحالية أثّرت بشكلٍ كبير على المجتمعات و على آليات التعامل مع أفراد المجتمع و بين أفراد الأسرة، و أيام جميع تلك التغيرات و تسارع عجلة المعلمة أصبح من الواجب التعاطي مع فئة كبار السن خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه و واجب يتجسد في استشعارنا تفقدهم الدائم و احتواءهم بحبٍ و وفاء و إحسان.
إذا ما استشعرنا تلك المسؤولية لتغيير ثقافة أفراد المجتمع الصغير ( الأسرة ) أولاً و المجتمع المحيط ثانياً بأن كبار السن لهم الأولوية في مسؤوليتنا مهما كانت المغريات و المتغيرات الحياتية.
إن قدرتنا على تفقدهم و تواصلهم أرحم بكثير من قدرتنا على تحمل مرارة فقدهم و مواجهة التقصير في مسؤوليتنا اتجاههم.
لا يزال الوقت أمامنا لنتفقدهم و نستشعر المسؤولية معهم و نشبعهم محبة و عطاءً و عرفاناً و بِراً قبل أن نفقدهم.

• آخر السطر/ المسؤولية المجتمعية عطاء.


* الرئيس التنفيذي لمركز العرفان للخدمات المجتمعية (سلطنة عُمان)
عضو الإتحاد الدولي للشيخوخة
 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى