الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

برامج المقالب وإرهاب المُشاهد

  • 1/2
  • 2/2

    يلجأ المشاهد العربي الى جهاز التلفاز ليمتع نفسه ببرامج ترفيهية تنسيه واقعه الاقتصادي المتعب وواقعه الاجتماعي المتحلل ، بعيداً عن  اخبار القتل والذبح وتفجيرات بدون أي افق لشيء مختلف مما يصيبه  بالملل واليأس من هذه الاخبار التي تدعوا للغثيان . 
واصبحت برامج المقالب التي يقع فريستها المشاهد العربي  اصبحت السمة السائدة لمعظم الفضائيات العربية  فبدلا أن يتم عمل مقلب «خفيف» في ضيف أصبحت الفكرة الآن في كيفية إرعابه وتخويفه بشتى الطرق، بدءاً من برنامج  الرعب الشهير  ( رامز قرش )  ،  وصولا الى  برنامج ( الجاسوس )  حيث تقوم فكرته حول كيف سيتصرف شخص  يتقدم لشغل وظيفة ما،  عندما يكتشف أن هذه الوظيفة ستحوله إلى جاسوس يعمل  لصالح اسرائيل  ( تخيلوا ) والضيف معصوب العينين موثوق اليدين  لايهامه بتعذيب من يجلس معه .   
 
االملفت للنظر ان تلك البرامج بلغت ذروتها خلال شهر رمضان المبارك , شهر الخير والبركة والعطاء لا السخرية من الناس واثارة رعبهم ،  التي لا تشكل أي أهمية تثقيفية أو معرفية بالنسبة للمشاهدين ناهيك عن خطورتها التي من الممكن أن تؤدي إلى كوارث تصل إلى حد وفاة الضيف نتيجة لخوفه الشديد كما أنها تؤثر على سلوكيات المجتمع من خلال نشرها للعنف والإثارة.
  أن هذا النوع من البرامج يستهدف عمل مقالب في الفنانين او اشخاص عاديين على حد سواء  لا تمت بأي صلة إلى المهنية الاعلامية  فهي  تدعو إلى العنف والإثارة وتحدث شروخاً في قيم المجتمع العربي ، ولا تحقق أي وظيفة من وظائف الإعلام فلا يمكن إدراجها تحت برامج التسلية والإمتاع فعلى مدار السنوات الماضية كانت تذاع برامج الكاميرا الخفية ولم تصل إلى هذا الحد من الخطورة وكانت تحظى بنسبة عالية من المشاهدة ويتهافت عليها المعلنون.
وعلى الرغم من توفر مثل هده  البرامج في العديد من  الفضائيات العالمية ، ولكن لها شروط تحكمها خلافاً  للبرامج المماثلة  في الاعلام المصري والتي خرقت كل القواعد المهنية ،  ووضعت ضيوف تلك البرامج في مواقف محرجة بهدف زيادة جرعة الضحك لدى الجمهور   .
علماء النفس حذروا من خطورة هذه  البرامج مؤكدين ضرورة اعتماد  الفروق الفردية بين البشر، فكل شخص عندما يرى مشهداً معيناً يتصرف وفقاً له،   لكن برامج المقالب المذكورة  تعتمد على استثارة حاسة الخوف عند الإنسان لأقصى درجة، مما يشكل خطورة كبيرة على حياة الضيف؛ لأنها تخرجه عن شعوره وممكن أن يتصرف بصورة عشوائية تؤدي إلى نتائج عكسية.
فمن  الممكن أن يصاب الضيف بصدمة عصبية، تؤدي إلى الشلل والمصيبة الكبرى لو كان الضيف يعاني من الفوبيا فذلك يقد يؤدي إلى موته في الحال، لأنه يصاب بالسكتة الدماغية .
بقي ان نقول ان برامج المقالب  ليس لها من غرض سوى  الاستخفاف  بالمشاعر الإنسانية والاساءة للمشاهد العربي ، لأنها تكشف الجانب السيء فيهم فنجد من يسب وآخر يتعرض للإغماء ويصاب بالرعب، وهذه أمور تتسبب في صدمة .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى