الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المفردة السحرية

  • 1/2
  • 2/2

جميعنا ودون استثناء نحتاج في مرحلة أو مراحل من حياتنا إلى المساعدة، وقد تكون هذه المساعدة مستمرة لوقت طويل أو بين وقت وآخر، بمعنى أن الإنسان لا يمكن أن يكون انعزالياً منفرداً لا يحتاج لأي من المقومات التي تساعده على البقاء بل وتساعده ليكون قوياً، ولو أمعنا التفكير جيداً لوجدنا أننا منذ صرختنا الأولى كان لازماً علينا أن نجد العون والمساعدة، ثم تستمر السلسلة.
ولأننا نعتاد على مثل هذه المساعدات تصبح تراكمية ولا تلفت اهتمامنا أو تشدنا نحو فضيلتها وقيمتها العميقة، خصوصاً عندما تكون هذه المساعدة مدفوعة الثمن، وأقصد عندما تقوم على سبيل المثال بشراء منتج غذائي أو ملبس أو غيرها من المستلزمات الحياتية فتنعدم تماماً لدينا قيمة العرفان والتعبير عنه بالشكر العابر، وهذا ملاحظ في تعاملاتنا اليومية، فنحن لا نوجه كلمة شكراً لمن يقدم لنا الطعام ولا لمن يصلح الأعطال في منازلنا ولا لمن يقدم خدماته في مختلف مناحي حياتنا اليومية، والسبب أننا ندفع من مالنا ثمناً لهذه الخدمة، لذا نعتقد أن كلمة شكراً لا يستحقها، وهذا الذي يصدمك تماماً، فالذي أمامك يقوم بوظيفته الحياتية وهو يحتاج لمثل كلمات العرفان والتقدير والتشجيع بغض النظر عن القيمة المالية التي يتقاضاها نظير عمله.
سأضرب مثالاً بسيدة تعمل في مكتبة عامة، وهي موظفة رسمية وتتقاضى راتباً شهرياً، نظير عملها، يأتي أحدهم ويسأل عن كتاب فتنهض وتبحث معه عن الكتاب حتى تجده وتسلمه له، يتناول الكتاب من بين يديها ولا يقول كلمة شكراً حيث ينصرف للقراءة على طاولة قريبة، لنفكر للحظة حول ردة فعلها في المرات المقبلة، يأتي أحدهم يسألها عن كتاب فتكتفي بالإشارة بأن يبحث في عمود الكتب رقم 2 فالكتاب من بين تلك الكتب..
لنسأل أولاً: هل قصرت في أداء وظيفتها؟ الإجابة لا، لأنه ليس من مهامها الوظيفية أن تقوم بالبحث عن الكتب للقراء، لكنها مبادرات شخصية منها، إذن ما الذي غير حالها وبدل طريقة تعاملها؟ الإجابة أنه الشخص الأول الذي لم يكلف نفسه أن يقدم كلمة شكر وامتنان لمبادرتها، ببساطة الذي أريد الوصول له أننا جميعاً نحتاج لكلمات التشجيع وكلمات العرفان وكلمات الاستحسان، لقد مللنا من كلمات النقد والتأنيب التي نسمعها يومياً..
لا تعتقد أن كل من يقدم خدمة مقابل المال لا يستحق أن تقول له شكراً، بالعكس اشكره وشجعه على أن يقدم مبادرات إضافية لخدمة الآخرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى