الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"شعراء" بالمسؤولية

  • 1/2
  • 2/2

"شعراء" الفيسبوك الموقّرون، "أدباء" الشبكات الاجتماعية المبجّلون، رفقا بلغتنا العربية قليلا. أو على الأقلّ اليوم في عيدها، لا تكتبوا شيئا يعيث فسادا في قواعدها، وقِفوا يوم صمت اعترافا بهيْبتها، لعلّها ترتاح من لغَطكم.
أيها "الشعراء" اشعروا قليلا بالمسؤولية، فذلك أضعف الإيمان. ومادُمتم تجرّأتم على لغة الضاد، فلا تسرقوا من الظاء عصاها وتهدوها للضاد، فتتركوها في الظلام ضريرة.
رفقا بالفاعل فلا ذنب له لتنصبوه وتحرموه من الرفع. انصبوا المفعول به ولا تقهروه أكثر، وجُرّوا المضاف إليه كي لا يحسّ بعقدة النقص الملتصقة به.
رفقا بالهمزة التي تُرمى على الأرض ولو كان ما قبلها مرفوع الهمّة، ولا تفتحوا التاء لمن هبّ ودبّ.
بين النحو والصرف ينام "شاعر" الفيسبوك، غير شاعر بتعب سيبويْه والفراهيدي والدُؤليّ، وغيرهم ممّن سخّر حياته لخدمة اللغة العربية، لتصبح بهذا البهاء الذي نعرفه اليوم.
لو كانت اللغة رجلا لصوّب مسدّسه  نحو بلادتِكم، وأفرغ رصاصاته في كلماتكم المهزوزة، أو ربّما كان دفن كتاباتكم حيّة لتفهموا أنها لا تصلح أن تكون جنينا في رحم اللغة.
قليلا من الحياء في محراب اللغة، أيها المارون على صفحات "الشعراء" و"الشاعرات". لا تتعبّدوا لامرأة أتقنت دورها الشعريّ في طلّتها المُغرية، فكم من "لايكات" سقطت على نصف جملة لا اسمية ولا فعلية لبسها العُري باتقان، وكم من "لايكات" أُهدِرت على رُبع نص وصفه المارون "رائعا" لأنه كتب مع صورة رجل أو امرأة أغدق الله عليه/ها وسامة وفحولة/أنوثة.
اللغة العربية ديانة، من اعتنقها وجب عليه فرضيها المؤكّديْن، النحو، والصرف، وتاركهما كافر في انتظار توبت

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى