الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تطور المرأة العربية يثير هواجس الخوف لدى رجال الدين !

  • 1/2
  • 2/2

د. رضا العطار - العراق - " وكالة أخبار المرأة "

لماذا اصبحت المرأة مصدر قلق رجال الدين ؟ - - و اصبحت الشغل الشاغل لهؤلاء ؟
ولماذا يتميز المجتمع العربي بهذه الحساسية المفرطة تجاه حقوق المرأة وحريتها وسد افاق المجتمع في وجهها ؟ - - - وهل المرأة في المجتمع العربي تختلف عن المرأة في اي مجتمع مسلم اخر كالمجتمع التركي والماليزي والباكستاني الذي منح المرأة حقوقها الاجتماعية والسياسية - - ورغم هذا ما زالت قضية المرأة العربية وخاصة في السعودية قضية مستعصية.
لا شك ان قدوم فلول الاخوان المسلمين الى السعودية في الستينيات من مصر، هربا من بطش عبد الناصر، وفي الثمانينيات هربا من مجزرة حافظ الاسد في حما بسوريا،
ومنح بعض قادتها الجنسية السعودية والسماح لهم بالعمل في التعليم والتربية والاعلام، قد ساهم في تعميق النظرة الدينية المتشددة لاعطاء المرأة حقوقها المدنية، ولم تكن الحياة في السعودية على هذا النحو من قبل، اذ كان مسموحا للمرأة الاجنبية ان تذهب الى السوق غير محجبة. وكانت المرأة قد حصلت على حق التعليم عام 1962 وكانت تتقدم في مجالات كثيرة، لكن هذه الحقوق تعثرت ثم توقفت بعد مجيء الاخوان المسلمين.
حتى ان بعض الفقهاء قام مؤخرا بتشريع انواع جديدة من الزواج هي اقرب الى الدعارة منها الى الزواج. هو غطاء شرعي لاصحاب الشهوات المنحرفة – فقد تم تشريع زواج المسيار ( الزواج السريع على منوال الوجبات السريعة ) وسط احتجاج كبير من قبل النساء السعوديات - - وهو زواج موقت لمدة ساعات معينة مقابل مبلغ من المال.
وقد صرحت الصحافة المحلية ان هناك 10 الاف طلب زواج مسيار من الرجال مقابل طلب واحد من النساء - - وقد صرح بعض الكاتبات السعوديات بان زواج المسيار ليس له علاقة بالاسلام. ورغم ذلك فقد انتشر هذا النوع من الزواج للاسباب التالية.
رغبة الرجال في المتعة الجنسية – الاتفاع نسبة العنوسة بين النساء – عدم رغبة الرجال في تحمل المسؤولية – غلاء المهور – رفض الزوجة الاولى لفكرة التعدد – رغبة بعض الفتيات في عدم الارتباط بزوج ما – واخيرا عدم استقرار الرجل في مكان واحد بسبب العمل.
لقد لخصت هذه الازمة، الكاتبة السعودية الليبرالية الجريئة (جهير المساعد) بقولها:
ان في السعودية خمس فرقاء يختلفون حول ازمة المرأة السعودية وهم :
الفريق الاول يرى ان المرأة السعودية تعيش في نعيم ورغد ولا ينقصها شئ في الحياة، ويرى ان بقاءها خلف الجدران اضمن لها واحسن عملا. والفريق الثاني يرى ان المرأة تعيش ازمة الخروج من العصر وازمة القمع والمصادرة والالغاء فلا هي تنتمي الى العصر الحديث ولا هي تنتمي الى عصر جدتها، وهذا الفريق يريد للمرأة العلم والعمل والحقوق، كل الحقوق. والفريق الثالث، وهو فريق (الصحوة) الراديكالية في المؤسسة الدينية، فهؤلاء لا شغل ولا همّ لهم غير المرأة واشجانها، هؤلاء وضعوا المرأة في اقفاص، لن يقول بها الاسلام. وعلقوا عليها مسؤولية اسوا الشرور واقبح الفتن. واعتمدوا خطاب الزجر والتهديد والتخويف وانكروا على المرأة ما اباحه لها الاسلام نفسه. والفريق الرابع هو الفريق الاجنبي في الغرب، وهذا ينادي بتبديل المرأة السعودية تبديلا كليا ويعتبرها ازمة الازمات، كما يعتبرها خارج نطاق نساء العالم ولا يحق لها الانتماء للقرية الكونية، لتخلفها واختلافها شكلا ومضمونا. اما الفريق الاخير فهو الفريق المتفرج الذي لا يحرك ساكنا، وكأن امر المرأة السعودية وازمتها لا يعنيه من قريب او من بعيد.
وفي الختام تدعو الكاتبة الى عدم الانصات الى هؤلاء الفرقاء كافة. وان على المرأة السعودية ان تبادر الى رسم مستقبلها بنفسها، وان تخط طريقها وحدها وبالطريقة التي تناسبها وتتماشى مع وضعها في مثل هذا المجتمع، فازمة المرأة السعودية، انها بين ايدي هؤلاء الفرقاء، يلعبون بها ككرة القدم ويتعاملون مع وجودها بطريقة ركلات الترجيح، كل فريق يريد تسديد هدف، يقوده الى الفوز على الفريق الأخر.
فذروة الازمة انه تم تصنيفها وكأنها شئ من الاشياء يمكن تحريكه من موضعه كحجر الشطرنج وليس انسانا له عقل وارادة وموقف وحرية اختيار - - - وبلغت الازمة منتهاه حين استمرت في حياتها كالجائع الذي يعيش على شم رائحة الطعام الشهي ولا يستطيع ان يتناوله، - - لقد سمعنا وقرانا من حلو الكلام ما يملأ اطنانا من الورق وفي النهاية كانت مثل الذي شم رائحة الشواء وبس. - - - هل بعد هذا هي مسكينة ؟ لا فقط اذا تمسكت بارادة، الا ان تكون لعبة لأحد.
* مقتبس من كتاب الاسلام وجراب الحاوي لشاكر النابلسي مع التصرف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى