الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

إمرأة تحت السطر» مسرحية تراثية تعكس لصورة المرأة في المجتمع«

  • 1/2
  • 2/2

بيروت - " وكالة أخبار المرأة "

"إذا أردت أن تحكم على حضارة وطن فانظر إلى مدى تعلق شعبه بتراثه".
الفلكلور هو تراث شعبي، ومجموع التقاليد الشعبيَّة والعادات الخاصّة بثقافة بلدٍ ما، الفُلْكلور هو مرآة عادات الشعوب التي تشكل جانبًا مهمًا من البناء الثقافي، وهو كل ما تتوارثه الشعوب عبر الزمن، كفنون الأدب الشعبيّ، والموسيقى، والرقص، والغناء، والحكايات والأساطير، والأمثال، والألغاز، والمعتقدات الشعبيّة، كما تشمل فنون الرسم، والنقش والعمارة والأثاث والأزياء والصناعات الحرفيّة والمأكولات والطب الشعبيّ. وفي ظل الحداثة، أصبحت القرى اللبنانية بعيدة عن التراث القديم، لتحتفظ ببعض الفنون القديمة، كالدبكة والزجل.
وتاريخيًا، «العونة»، أو «الدبكة» كما ذكر الفنان الراحل زكي ناصيف هي من أصل سرياني مؤلفة من أل التعريف السريانية "د " وكلمة "العونا" والتي تعني المساعدة، وعند إنجازهم الأعمال، كانوا يعقدون حلقات الدبكة مغنين الدلعونا. وفي ظل التطور الفني، خرجت «العونة»، أو«الدبكة» عن مفهومها الاستعراضي والأعراس لتحتل أهم المسارح اللبنانية، وتشكل سابقة في فن الرقص الفلكلوري عبر تحويل الفلكلور إلى رسالة فنية هادفة تحاكي قضايا إنسانية. ولعل جمعية "مرحبتين" الممثلة برئيسها مالك العنداري، -وهو مدرب ومتخصص في التراث اللبناني- كانت خير من طوّر في الفلكلور اللبناني عبر عروض مسرحية شكلت سابقة مسرحية وأدخلت قضية المرأة في لوحات فنية راقصة دون نص، ضمن عرض مسرحي "امرأة تحت السطر"، والذي سيعرض قريبًا في مسرح دوار الشمس، وكان لموقع سلاب نيوز هذا الحوار الخاص مع مالك العنداري، مؤسس جمعية "مرحبتين":
عن رسالة العمل المسرحي "إمرأة تحت السطر" يخبرنا العنداري: ""إمرأة تحت السطر" عمل مسرحي يجسد وضع المرأة في المجتمع الشرقي بلوحات راقصة من دون نص يعبرّ به الراقصون عن المواقف بنظراتهم وتعابير وجههم، وأجسادهم، من أجل إيصال فكرة واحدة، وهي احترام المرأة وكيانها والاعتراف بدورها الأساسي اجتماعيًا".
ويتابع، "أما عن اختيار العنوان، اخترنا تحديدًا كلمة "تحت السطر" لنظهر حجم الضغط الذي يمارسه المجتمع على المرأة في كل الأحوال، عوضًا عن قوانين حماية المرأة والتي هي جميعها تحت السطر".
أما اذا تم التعاون بين جمعية "مرحبتين" وبين جهات داعمة لحقوق المرأة، يجيب العنداري: "نحن ندعو كل الجمعيات المختصة بقضايا وحقوق المرأة أن تدعم عملنا وتعتبره جزءًا من حملتها. إذ أنّ العرض المسرحي يختلف عن عرض فيلم وثائقي ولو كان يحاكي القضية نفسها، لأنّ المسرح هو عرض مؤثر يتفاعل معه المشاهد من خلال الموسيقى والحضور والتفاعل المباشر. ونحن مستعدون لكافة أنواع التعاون مع هذه الجمعيات بهدف إيصال القضية ضمن إطارها الصحيح وحتى الاستفادة من خبرتهم في هذا المجال".
وعن موضوع الفن الفلكلوري وأهمية انتقاله من الشارع والقرى إلى خشبة المسرح، يشير العنداري: "في السابق كانت هناك محاولات متواضعة جدًا لنقل الفلكلور الى المسرح وكانت تقتصر على المهرجانات الصغيرة في القرى، إلى أن انطلقت تجربة الفلكلور على المسرح في مهرجانات بعلبك مع الأخوين الرحباني في بداية الخمسينات وبالتعاون مع الكثير من الفنانين اللبنانيين، ليستمر تطوير هذه المهرجانات مع العديد من الفرق والتي مثلت لبنان في فرنسا أمثال بديعة جرار ومروان، من ثم فرقة الأنوار وفهد العبدالله وعبد الحليم كركلا، الذين كانوا مميزين جدًا بنقل الفلكلور الى خشبة المسرح، وفي ظل العدد الهائل الذي يقدم اليوم تحت شعار الفلكلور، علينا التوقف عند أي عمل والسؤال: ما هو هدف وجوده في المسرح؟ وكيف هو إطاره الفني والأكاديمي؟ وأين هو الإطار التمثيلي لهذا الفلكلور؟ هل هذا العمل يمثل حقًا الفلكلور اللبناني، أم أنه يشبه الفلكلور؟".
وبعيدًا عن العمل المسرحي، مالك العنداري هو مؤسس لجمعية "مرحبتين" وهي جمعية تعنى بنشر التراث والعادات الشعبية والفلكلور اللبناني في أنحاء العالم، وفي التفاصيل يخبرنا العنداري: "مرحبتين" هي جمعية لبنانية هدفها إيصال صورة لبنان في لبنان والخارج بشكل ثقافي، فني، إبداعي، تنموي وتربوي. ويتابع قائلًا: "انطلقت الفكرة في العام 2010 ليتم تأسيسها رسميًا في العام 2013 في "اليوم اللبناني"، وفي هذا العام احتضنت جمعية مرحبتين هذا المشروع، الذي هو عبارة عن نشاط يقام في "بلاد الاغتراب" يتم التعاون فيه مع جمعيات، ووزارات الثقافة أو جامعات في الخارج، هدفه التعريف عن الفلكلور اللبناني المجهول في الخارج عكس الفلكلور الأجنبي، حيث تقام أنشطة فنية تراثية نتناول من خلالها نواحٍ متعددة من الثقافة اللبنانية كالدبكة والموسيقى والمطبخ اللبناني والحرف والفنون كجزء من عملية التبادل الحضاري مع البلد المضيف ومدته يوم واحد".
ويضيف: "وبعد العودة إلى لبنان، يتم دعوة المشاركين الاجانب بأنشطة "اليوم اللبناني" الى زيارة لبنان، كضيوف في عائلة لبنانية والتعرّف عن قرب الى العادات والتقاليد اللبنانية، بالمقابل يمكنهم تقديم خدمة اجتماعية مجانية لأهل هذه القرية مقابل السكن المجاني. كما يحصل الضيف أيضًا على جولة بعدة مناطق لبنانية، وحضور مسرح، وزيارة المتاحف وورشة عمل لتعليمه الدبكة". ويؤكد العنداري أنّ الدعم لهذه الأنشطة من قبل الوزارات المعنية في لبنان او جهات أخرى هو دعم معنوي فقط".
ويشير الى أنّه "ضمن نشطات جمعية "مرحبتين" أيضًا، محاولة التوعية الاجتماعية على أهمية الفلكلور الذي يخجل به معظم الشباب اللبناني الـ"cool"، وإثبات أنّ الفلكلور اللبناني ليس فنًا يُخجل به".
ويختم العنداري الحوار بالقول: "مسرحية "إمرأة تحت السطر" من جمعية "مرحبتين" هي مسرحية تحكي عن المرأة، عن الواقع اللبناني وعن المجتمعات الشرقية، نقدمها بشكل ثقافي يشمل كل الأبعاد الفنية والثقافية، وهو سابقة مسرحية تجمع الكوميديا السوداء والفلكلور في عمل واحد من دون نص، نتمنى على كل الجهات المعنية دعم هذا العمل لما يحمل من أبعاد فنية وإنسانية لضمان انتقاله في مختلف المسارح اللبنانية ونشر التوعية بين الناس عن أهمية الفلكلور، إضافةً الى القضية الأساس "المرأة"".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى