على الرغم من المكانة المتميزة التي تتمتع بها المرأة في بلادنا وعلى الرغم من التقدير الكبير لأدوارها وعطائها في كل المجالات والقطاعات، الا انها لا تزال في بعض القضايا تعامل مهما بلغ بها العمر مثل قاصر لا تملك من أمرها شيئا.
لا داعي هنا للإشارة إلى إحصائيات وأرقام حققتها المرأة فكل شيء واضح للعيان ولا يخفى على أحد ما تحظى به، لكن لا بد من الحديث حول نقاط أو ممارسات نتمنى ألا تنال من الثوب الجميل ناصع البياض.
أقول بعد كل ما وصلت إليه المرأة الإماراتية لا تستطيع تجديد أوراقها الثبوتية من جواز سفر أو بطاقة الهوية أو استخراج رخصة قيادة، أتحدث عن حالة لموظفة في السابعة والعشرين حاصلة على شهادتي ماجستير وتتبوأ مركزا مرموقا في المؤسسة التي تعمل لديها، تعيش سعادة وراحة بال، لكن الكآبة لا تفارقها وتعيش حالة من الاحباط عندما يحين موعد تجديد جواز سفرها، إذ تصبح مطالبة وفق الإجراءات بأن تحضر خلاصة قيد الأسرة، وبما ان والدها قد طلق والدتها ..
وهي صغيرة فالعلاقة شبه معدومة بينها وبين والدها المستقل بحياته بعيدا عن مريم ووالدتها وينظر إلى خلاصة القيد على أنها ملكية خاصة وليس مستنداً رسمياً لكل من يعنيهم وبالتالي لا يحق لمريم حملها أو الاطلاع عليها، فتبدأ المعاناة بالرجاء والتوسل لأخذ خلاصة القيد لمدة ساعتين فقط لتجديد جواز السفر أو الهوية ويقابل الرجاء بالرفض والمراوغة إلى أن يتم توسيط كبار العائلة وكأن الموضوع خطبة أو زواج، إلى أن تتمكن من لمس خلاصة القيد التي لا تراها إلا في مناسبات وبتوسط كبار العائلة.
حالة ثانية لمهندسة نالت العديد من شهادات التميز في مجال عملها وتحضّر لنيل درجة الماجستير معاناتها ليست أقل من »مريم« حاجتها إلى خلاصة القيد تدفعها لأن تقطع مئات الكيلو مترات ذهابا وإيابا إلى والدها الذي يقطن إمارة أخرى وهو يرفض إعطاءها إياها أو لزوجته، وتضطر لطرق بابه مرات حتى يحن عليها ويعطيها سؤلها.
التساؤل إذا كان العمل الكترونيا ونحن نستظل بالحكومة الذكية والسجل المدني لكل مواطن يحوي كل بياناته جميع أوراقه الثبوتية لماذا الإصرار على وجود خلاصة القيد الأصلية لماذا تصل المرأة إلى سن الأربعين وتعامل كقاصر ولا تستطيع استخراج رخصة قيادة إلا بتوقيع ولي الأمر إن كان أباً أو أخاً، كيف لفتاة تتحمل مسؤوليات جساماً في عملها وتشغل مناصب رفيعة، وتتوسل في بعض الحالات من أجل سند رسمي لاستكمال إجراءات رسمية؟!