الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

قبل اتخاذ القرار

  • 1/2
  • 2/2

الدكتور: عادل الكراني - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

لا تمر صحيفة أو مجلة في بلداننا العربية إلا وتقرأ فيها مواضيع تختص بالطلاق وإحصاءات تخيف القارئ لما آلت إليه العائلة العربية أو الخليجية.
فبعد أن كان الطلاق حكراً على المسلسلات أصبحت النسب تثير الذعر في الإنسان العاقل والجمعيات المتخصصة بشؤون الأسرة. ولكن لم أقرأ عن مقالة تنصح الذين تخامرهم فكرة الطلاق بما عليهم فعله لتجنب ذلك.
فيسأل السائل: هل هناك دور للمعالجين النفسيين في الوقاية من الطلاق أو تبعات الطلاق؟ وهنا أقول وبكل ثقة: نعم، وهناك فوائد جمة في الذهاب إلى المعالج النفسي بشكل مبكر من بدء فكرة الطلاق، فالاستشارة النفسية من الخطوات التي على المتزوجين اتخاذها إن لم تكن من أهم الخطوات.
يستطيع المتخصص المساعدة في الشؤون الأسرية وتقديم المشورة بالنسبة للقرار النهائي الخاص بالانفصال والطلاق، فإنهاء مشروع الزواج الذي بني في الأصل على الاستدامة يسبب ضغطاً نفسياً كبيراً، وربما اضطرابات نفسية، وبالاستشارة يتأكد الشخص أنه اتخذ القرار السليم بالنسبة للمضي في الانفصال أو لا.
والتأقلم مع فقدان شخص كان عزيزاً، وتحوله إلى سبب في التعاسة ليس بالأمر الهين، وبالأخص إذا كان هذا الشخص يعتمد على الآخر بشكل كبير، فيستطيع المعالج أن يساعد في بناء استراتيجيات جديدة للمضي في الحياة.
بعد الطلاق تشعر المطلقة أو المطلق بالفشل، والكثير من المطلقات يلمن أنفسهن ومن خلال الجلسات يستطيع أن يرى أو يحلل ما حدث من فشل بمساعدة المعالج. ولهذا فوائد عدة، منها الابتعاد عن جلد الذات، ويتعلم المطلق أو المطلقة ليتفاداها في الزيجة المقبلة. والمعالج يستطيع أن يعطي نصائح عملية بالنسبة للعائلة والأبناء، فالحياة الجديدة تتطلب خططاً جديدة سواء بالنسبة لما يشرحه المطلقون لأبنائهم أو ذويهم أو أصدقائهم.
ويستطيع المعالج أن يكون حلقة وصل بين المنفصلين حتى تهدأ الأمور الخاصة بالطلاق فالكره المتبادل أو العصبية يحولان دون وضع الخطط المستقبلية بشكل إيجابي.
وأخيراً إن الحياة بعد الطلاق حياة جديدة ليست بالسهولة التي يظنها بعض المقبلين على الطلاق. فالعودة للحياة الفردية عسيرة، وفقدان الشريك وتحمل النفقات المادية ليست سهلة، والأصعب إن كان هناك أبناء فيضاف دور الأب للأم الحاضنة أو دور الأم للأب الحاضن. بالإضافة إلى أن الكثيرين يصابون بالاكتئاب أو القلق واضطرابات النوم والتي يستطيع المعالج تشخيصها. فصدمة الفشل والإحباط وتحمل هموم العائلة بشكل فردي ضغوطات ترتبط مباشرة بالإصابة بالحالات النفسية.

استشاري طبيب نفسي إماراتي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى