الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

احترم الفكرة حتى و إن لم تعجبك

 

في أكثر من مقالة تحدثت عن أهمية التشجيع و الدفع بفلذات أكبادنا و أفكارهم نحو المستقبل المشرق، و نظراً لأن الخطوة الأساسية في هذا السياق تكمن بين جدران المدارس، و بين يدي المعلمين و المعلمات، فإنهم و كما هو واضح يتلقون حملاً هائلاً و كبيراً في سبيل أداء رسالتهم التعليمية، لذا كلماتنا تتوجه لهم بطريقة أو أخرى.

المدرسة هي الوعاء المعرفي الذي من خلاله يكتسب الطفل منذ سنواته التعليمية الأولى السلوكيات و المعارف على مختلف اتجاهاتها و ميولها، فضلاً عن معرفته بطبيعة الحياة و النظام السائد فيها من خلال النظام السائد في مدرسته، لأنها مجتمع صغير ينقل صورة عن المجتمع الكبير بكل أطيافه و ألوانه، لذا من الطبيعي أن تكون رؤيتنا و تطلعاتنا نحو هذه الصروح التعليمية، و ما ينتج منها و عنها.

 


هذه الكلمات أسردها بعد سماعي قصة إحدى الطالبات مع معلمة الحاسب الآلي التي كانت تشرح موضوعاً عن استخدام الحاسب الآلي، توجهت الطالبة نحوها و قالت : أستاذتي أنت تقومين بتعليمنا مادة عملية، لماذا لا نطبق هذه الدروس على أجهزة الحاسوب في المعمل ؟ غضبت المعلمة و نهرتها قائلةً : هل أنت تعلميني أساليب الشرح ؟ سأخصم من درجاتك.
 

غنّيٌ عن القول إن الموضوع تصاعد و تدخلت الأسرة لحماية ابنتها، لماذا ؟ لأن ابنتهم في الحقيقة كانت متفوقة في الحاسب الآلي، و تصمم برامج و مواقع على شبكة الإنترنت، ببساطة هذه الفتاة كانت تجاوزت جميع دروس الحاسب الآلي تطبيقياً و عملياً، هنا يتضح لنا موقف المعلمة الضعيف أمام لجنة للتحقيق، و هذا الضعف هو الذي يخدش هذه المهنة العظيمة، و هذا هو الذي يهبط من قيمة و رسالة التعليم.

 


 

صدقوني إن رسالة التعليم بالغة الخطورة، و المعلمون و المعلمات يستحقون كل احترام و تقدير، لكن أمام مثل هذه القصة التي سردتها بشكلٍ موجز، كيف سيكون حال المعلم أو المعلمة ؟ كان على هذه المعلمة أن تحترم هذه الطالبة، و تتفاعل مع مقترحها بكل رحابة صدر، ماذا لو قالت أشكرك على مقترحك و نطبقه إن شاء الله، أو قالت فعلاً كلامك صحيح، لكن لا توجد أجهزة كافية، أو غيرها من الردود الراقية التي تشجع هذه الفتاة لا تخرسها و تكمم صوتها.
 

يقول الروائي العالمي الراحل " نجيب محفوظ ": « العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى و لو لم يؤمن بها »، و أعتقد أن هذه المعلمة و جميع معلمينا عليهم احترام أفكار و مقترحات و آراء طلابنا و طالباتنا، حتى و إن لم يقتنعوا بها أو لم تعجبهم، فالتشجيع و التوجيه زاوية مهمة في العملية التعليمية.

 

الكاتبة الصحفية : فاطمة المزروعي - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى