فازت طالبة اسكتلندية في الـ20 من عمرها في انتخابات البرلمان البريطاني التي جرت أمس الخميس، لتكون أصغر نائب في مجلس العموم البريطاني منذ 350 عامًا.
وفازت مهيري بلاك (20 عاما) التي تدرس العلوم السياسية بمقعد كان يشغله القيادي في حزب العمال ومن أبرز الوجوه العمالية في اسكتلندا دوغلاس الكسندر، الذي كان وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية.
وتقدم بلاك الكسندر بأكثر من 6 آلاف صوت لتصبح بلاك أصغر عضو بالبرلمان البريطاني منذ أكثر من 300 عام، بعد كريستوفر مونكتون الذى كان عمره 13 عاما عندما فاز بعضوية البرلمان عام 1667.
وقالت بلاك، التي تمثل الحزب الوطني الاسكتلندي تعليقا على الانتخابات إن "شعب اسكتلندا يتحدث وقد حان الوقت لتسمع أصواته في ويستمينستر".
وقبل أن تتولى البرلمانية الشابة مسئوليتها في البرلمان البريطاني في وقت لاحق هذا الشهر، سيتعين عليها أن تخوض امتحان السياسة في العام النهائي لدراستها بجامعة جلاسكو.
وكان الكسندر فاز بمقعده في الانتخابات الماضية بأغلبية تزيد على 16 ألف صوت تبخرت في هذه الانتخابات.
ومما يزيد الهزيمة مرارة أن الكسندر تولى إدارة الحملة الانتخابية لحزب العمال بسبب خبرته الانتخابية الواسعة.
ولكن هذه كلها لم تكن كافية للوقوف في طريق بلاك التي ما زالت طالبة في جامعة غلاسكو راكبة موجة من المشاعر القومية في اسكتلندا اكتسحت بها الأغلبية السابقة لمنافسها العمالي بحصولها على أكثر من 23 لألف صوت.
وألقت بلاك كلمة حارة بمناسبة الفوز امتدحت فيها غريمها العمالي المهزوم بالقول "أنا في الوقت الذي أُقدر أن هذه ضربة الى دوغلاس الكسندر آمل بصدق أن يستمر في النظر الى مستقبله في معترك السياسة ما أن يفوق من صدمة هذه النتيجة".
ووجهت بلاك رسالة جامعة إلى الناخبين قائلة "سواء منحتم اصواتكم للحزب القومي الاسكتلندي أو لغيره، وأيًا تكن آراؤكم بشأن مستقبل اسكتلندا فاني سأعمل على تمثيلكم وكل من في هذه الدائرة الانتخابية بكل ما في وسعي".
وحين سُئلت بلاك عمّا ستفعله بعد الفوز اجابت انها ستعمل على انجاز رسالتها الأكاديمية المقرر أن تقدمها في نهاية ايار (مايو) لنيل الشهادة الجامعية بالعلوم السياسية.
ويُفترض ألا تواجه بلاك صعوبة في نيل الشهادة بعد أن اختارت لموضوع رسالتها الأكاديمية الحزب القومي الاسكتلندي نفسه، وكيف تمكن هيكله التنظيمي من استيعاب موجة الأعضاء الجدد، الذين رفدوا صفوفه منذ الاستفتاء من 20 الف عضو الى أكثر من 100 الف عضو في الوقت الحاضر.
وكانت بلاك لفتت الانظار اليها في بداية الحملة الانتخابية عندما نُشرت افلام فيديو ظهرت فيها، خلال اجتماع حاشد من أجل استقلال اسكتلندا قبل الاستفتاء اواخر العام الماضي، واصفة من يرفضون الانفصال بأنهم مغفلون وأنانيون. ولكنها أكدت بعد انتخابها نائبة عن منطقة بيسلي أنها غيّرت موقفها من الرافضين للاستقلال.