الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

وماذا عن مسلسلات رمضان؟

  • 1/2
  • 2/2

أميمة تمام - مصر - " وكالة أخبار المرأة "

وكأنها مفاجأة صدمت المجتمع المصرى والمسئولين أننا نعانى من بعض الظواهر الأخلاقية السلبية التى كثيراً ما تتجسّد فى صورة فنون هابطة تقدّم غالباً تحت مسمى الفن حين يُساء استخدامه للترويج لمفاهيم هابطة وتصورات مغلوطة عن المرأة المصرية والعربية، وقد تجلى ذلك مؤخراً بعد خروج الكليب الشهير «سيب إيدى»، ليحدث عاصفة بالمجتمع المصرى لم تقعد ولم تهدأ حتى بضبط وإحضار المتهمة التى قامت بالأداء التمثيلى والرقص فى ذلك الكليب الفاضح، وقد كان لسان حال الكثيرين ممن يتابعون ذلك المشهد كلمة (ياللا.. عقبال الباقى)، مما أبرز حقيقة التناقض الشديد الذى نعيشه، والذى يعانى منه المجتمع المصرى بمختلف قطاعاته، بما فيها الرسمية، حتى فى التعامل مع ما يتعلق بمنظومة القيم الأخلاقية، داخل المجتمع، والتى أصبحنا أيضاً نكيل فيها بمكيالين، رغم أن القيم الأخلاقية لا تتبدّل ولا تتجزّأ ولا تتحول، وفقاً للشخصيات أو الأهواء، وإنما من المفترض أنها من أهم الثوابت، فنحن قد أصبحنا الآن نتابع، وبشكل شبه يومى، فى بيوتنا، برامج على بعض الفضائيات، تقدمها راقصات وأخريات يرتدين ملابس فاضحة ويؤدين مشاهد ساخنة لا تختلف كثيراً عما قامت به صاحبة ذلك الكليب الشهير فى برامج مسابقات رقص شرقى مثلاً أو برامج ترفيهية تعج بأجواء لا تتناسب والبيوت المصرية بأى حال، لأنها أشبه ما يكون بأجواء الملاهى الليلية! ناهيك عزيزى القارئ عن بعض البرامج الأخرى التى تطرح أفكاراً لا تقل خطورة عن كل ذلك، كالبرامج التى تتحدث عن الشذوذ الجنسى تحت ستار ومظلة كشف الحقائق أمام المجتمع، فى إطار تحقيقات صحفية! أو مثلاً برامج أخرى تطرح موضوعات جنسية شديدة الحساسية والخصوصية من خلال مكالمات هاتفية من الجمهور، بهدف حل مشاكلهم التى يعرضونها بشكل أكثر انفتاحاً، مما ينبغى أن يكون عليه، سواء من قبَل المتصلين أو من قبل المتخصصين الذين يقومون بمناقشتهم والرد عليهم بصورة قد تخدش حياء بعض المشاهدين من الصغار، هذا بالإضافة إلى ما يُطرح ويرد إلينا من خلال المسلسلات التليفزيونية من أفكار ورؤى ومشاهد -حدث ولا حرج- لا تقل عما ورد بكليب «سيب إيدى»!! وها نحن الآن فى انتظار وجبة أخرى دسمة من المسلسلات الرمضانية التى لم تبشر التنويهات عنها بالخير، وإنما طالعتنا بالعديد أيضاً من المشاهد التى لا تصلح لشهر رمضان الكريم ولا حتى للبيوت المصرية والعربية من حيث المبدأ، ولذا، يبقى التساؤل قائماً هل سيتخذ إجراء ما تجاه الأعمال المتجاوزة أخلاقياً، التى ستبث فى هذا الشهر الفضيل على شاشات الفضائيات أم أنه سيطلق عليها «أعمال فنية»، وبالتالى ممنوع الاقتراب منها أو المحاسبة، على اعتبار أنها نمط من أنماط الإبداع؟! لذا أرجو كالكثيرين، من السادة المسئولين، بل من الجهات المعنية، أن تستكمل عملية تطهير المجتمع المصرى من هذه الأنماط من الأعمال الهابطة والشخصيات التى لن تترك المجتمع سليماً دون عطب أو تلوث، وذلك رحمة بمستقبل أبنائنا وبناتنا الذين سيقومون باستكمال المسيرة وبناء المجتمع بعدنا، وذلك أيضاً من خلال إعمال القانون، وإلى اللقاء الأسبوع المقبل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى