الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بعد بيع النساء السبايا كفى إهانة لله وللإنسان

  • 1/2
  • 2/2

البروفسور الاب يوسف مونس - لبنان - " وكالة أخبار المرأة "

صرخة القمة الاسلامية الروحية في بيروت
الصرخة التي اطلقتها القمة الروحية الاسلامية في بيروت تتلاقى مع صرخة الازهر ضد هذه الاعمال البربرية التي هي ضد الاسلام وضد الشرائع الطبيعية والانسانية والالهية. كفى اهانة للاسلام وتشويها لصورته ولصورة الشعوب العربية كافة، شكراً لهذا العقل المنّور وللقلب المحب الذي تكلم باسمه صديقي الدكتور محمد السمّاك.
اهانة للاسلام و لتاريخه
كفى تشويهاً لصورة الاسلام وللشعب العربي واظهاره بصورة الهمجي المتخلف والرجعي! كفى!
هل رأيتم تلك الصور المخجلة للعرب وللاسلام على وسائل التواصل الاجتماعي؟! رجال شبه بشر، يعرضون بعنف وقساوة ووحشية، النساء - السبايا، في سوق النخاسة للبيع؟ وكأنهم يعرضون معزاة، او بقرة او كلبة للبيع؟ انها غنائم حرب وغزو دون اي احترام لحقوق الانسان ولشرعة الامم المتحدة وللوصايا الالهية المقدسة.
 الاحتفال الوحشي
ما هذا الاحتفال الوحشي الرهيب؟
ما هذا المشهد الذي لا يطاق ولا يحتمل او يعقل من اناس فقدوا انسانيتهم وهم يعتقدون انهم يمارسون امراً الهياً امام نظر العالم المذهول من هذه المشهدية؟ ما هذا الصمت الكوني امام هذا العار؟ تذكرني هذه الجبانة بقصيدة لخليل مطران في مقتل «بزرجمهر» وقد أبّنته سافرة الوجه تشهد قتله وهذا ما لا يقبله الرجال:
يا موت قتل بزرجمهر وقد اتوا
فيه يلّبون النداء عجالا...
ما كانت الحسناء ترفع سترها
لو كان في هذي الجموع رجالا؟
 العدل الالهي
يا الهي! ايها السيد الديان العادل!
ايها العدل الالهي المطلق! ايها الحق الذي نسمع صوته عندما تقرع الاجراس فتقول: «الله حق».
غضبي لاذلالهن ودوس كرامتهن وحريتهن هو اهانة لي وصفعة وبصقة على وجهي لان كل واحدة منهن، من هؤلاء النسوة هي امي او اختي وحبيبتي فاهانتها وانتهاك كرامتها وحريتها هو امتهان كرامتي وكرامة كل رجال الدنيا ونسائها كل رجل حر وامرأة كريمة، لان كرامة المرأة هي من عند الله الذي خلقها ومن ذاتها، وليست منة من الرجال. كل امتهان لاي انسان في اي مكان هو امتهان لي وسحق واذلال لكرامتي الشخصية.
اين انتن يانساء العالم من هذه الاعمال والمشاهد الوحشية والمذلة لكرامة المرأة والرجل معاً؟ انهن هناك امام اعينكن؟ نساء مربوطات بالحبال كالكلاب متشحات بالاسود وبالحجاب، والباعة - الرجال يرفسونهن اويلبطونهن ويصرخهن وصائح يصيح بالمذياع لبيعهن. المشهد مهين مؤزز للنظر وللاحساس.
 الى هنا اوصلتنا فتاويكم المجنونة
يا اصحاب الفتاوى الملوثة بالخطيئة الى هنا قادتنا جبانتكم ياساسة عالم المصالح والمنافع.
الى هنا، ذهبت بنا عقدكم وهلوستكم وانفصام شخصيتكم المكبوتة، والمعقدة يا دعاة الطرحات التحريرية البيضاء.
 جحيم العالم العربي
هذه الكلمات ليست «فشة خلق» ولا كلام «بالعربي المشبرح» فماذا سنقول لتاريخنا المستقبلي لعلمائنا وفلاسفتنا ومفكرينا وفقهائنا وقديسينا واوليائنا وانسبائنا اذا سألونا لماذا جلبنا هذا العار على تاريخنا وديننا وحضارتنا وثقافتنا وسلوكياتنا وشوهنا صورتنا التاريخية. سنقول لهم حاول هؤلاء الجهلة فتح الختم السابع كما في سفر الرؤيا فانفتح علينا بركان الجحيم وليس الربيع العربي المفقود تحت ليل التكفير والترويع والاضطهاد والارهاب.
 العرب يشوهون تاريخهم
كيف سيدافع العرب عن صيتهم ودينهم وكتبهم وصورتهم السوداء في تاريخ الحضارة، ويتهمون اسرائيل والصهيونية بخلق الاكاذيب عنهم وبتشويه صورتهم وكذب مقولاتهم وقراراتهم كيف سنتصرف: عندما يقولون لم يجد العالم فاتحاً ارحم من العرب وهم يقدمون امام اعين العالم وقائع الدمار، والخراب والذبح والحرق وهتك الحقوق الاساسية للكرامة الطبيعية للشخص البشري ويدوسون القيم التي لا تمس وهي موجودة عند كل الشعوب والمحرمات الجوهرية الينبوعية في ضمير وطبع واخلاق ووجدان كل انسان.
 لو كانت هذه النساء يهوديات
غريب هذا الصمت والسكوت الكوني من العالم اجمع، فلا صوت للامم المتحدة ولا صوت للمدافعين عن حقوق الانسان ولا الحيوان.
ولا صوت المؤسسة الحقوقية والدينية الكبرى ولا حلقات الحرية والكرامة وشبكات التواصل الاجتماعي تصرخ وتقول: لا! كفى! كيف اسدل الستار عن هكذا جريمة ضد الله وضد الانسانية.
لو كانت هذه النساء يهوديات لاشتعل وضع العالم بالصراخ لاجل حريتهن وكرامتهن لكنهن عرب ومسلمات ومسيحيات او ايزيديات وسوريات او «كافرات» «فليذهبن الى الجحيم، والرجل العربي يضع على جبهته ربطة تقول: ايها العار المجد لك.
 اخرجوا من اللامبالاة
عتبي لاذلالهن ودوس كرامتهن هو لانني لست في اللامبالاة كما يقول البابا فرنسيس لانني اعتبر ان هذا الفعل بصقة على وجهي واذلال لكرامتي، لان كل واحدة من هذه النساء هي امي، واختي، وحبيبتي، لان كرامة المرأة وحريتها ليست منة من الرجال، بل هبة ونعمة من الله خالقها، فاهانتها وانتهاك كرامتها وحريتها هو امتهان لكرامة جميع الرجال وان من «نظر فقط من نظر الى امرأة واشتهاها فقد زنى بها في قلبه». يقول السيد المسيحي. واردد «بخجل القصيدة القائلة» عرب، عرب انتم يا اولاد... عرب انتم! للدكتور ياسين سويد، مستشهدا بمظفر النواب (النهار 27 تشرين الاول 2002).
وانا اسأل نفسي لماذا اكتب؟
هل انا صوت صارخ في البرية، برية بربرية الانسانية الجديدة ولكنت لو ناديت اسمعت لو ناديت حيَّا لكن لا حياة لمن تنادي:
فهات الرفش والمعول لنحفر خندقا ثانيا نواري فيه احيانا.
ايها العالم العربي سيأتي يوم يقوم فيه العدل الالهي على «وجه الارض فالى اين ستهربون من غضب السماء؟ عندما ترتجف الارض من صوت الله القائل اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية؟ حيث يكون البكاء وصرير الانسان.
هناك حيث دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ. وعدل الله سيقوم في الارض قبل ان يقوم في السماء لاجل جميع خطاياكم ضد الله وضد الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله.
وانا اصلي: اللهم اجعل حظي مع الضحايا وليس مع الجلادين. انت ايتها الرحمة الالهية ارحميني؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى