دروب الحياة وعرة المسالك ، وتضاريسها ذات مقتضيات خاصه ، تقرب اناسا من بعضهم البعض وتنسج بينهم خيوط الصداقة والالفة ، وتجمعهم جلسات الحديث عن الاحلام والرؤى المشتركه ، ثم تدق ساعة الفراق ، ويتفرق الجمع اما بحثا عن حياة جديده ، او طمعا في فرصة عمل ، او هربا من وطن ضاق بابنائه .
وقد تضيع العناوين البريديه ، تتغير ، او تصبح غير ذات جدوى .
تنقطع الاخبار ، تمر الاعوام اثر الاعوام ،، ورويدا رويدا ، يسكن الاصدقاء والاحبه في زوايا معتمة من الذاكره ، لكن وجوههم تقفز امامنا احيانا ودون سابق انذار،، في صحونا وفي احلامنا ، نشاهدهم يذرعون ارصفة المنافي البعيده الباردة بحثا عن ابتسامة دافئة كانت تملأ دنياهم سعادة ، يلوحون لنا بايديهم ولسان حالهم يقول : مكانكم ما زال شاغرا .
وفي لحظة سرياليه ، يحمل اليك بريدك الالكتروني رسالة من احدهم معطرة بذكريات الماضي وتنسج خيوط الالفة من جديد ، تتبادل معه العناوين وتستأنف معه نقاشات واحلاما وطرائف عمرها اعوام طويله وكأنكما بدأتماها ليلة امس وليس منذ عقدين من الزمن .
ليس مهما ان عثرنا نحن عليهم ، ام عثروا هم علينا ، في النهايه لا فرحة تعادل فرحة اللقاء بصديق قديم ..