الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أجندة العالم الغربى تثير قضايا التحرش...وتتجاهل تعرض النساء للحروب

  • 1/2
  • 2/2

سعاد طنطاوى - القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "

30 يونيو هو اليوم الذى غير مجرى حياتها، وكان لها فيه دور جوهرى إيجابى، فكلل ثورة 25 يناير بالنجاح واستعادت مصر –مع أبناء وطنها- من يد الإخوان ولكن بعد مضى عام من تأييدها للرئيس السيسى تطرح بعض التساؤلات أهمها..هل تحسن وضع المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو؟..
وإلى أى مدى حصلت على حقوقها واستعادت مكتسباتها بعد إقرار الدستور الجديد؟.. وما فرص تمثيلها بشكل مناسب فى الانتخابات البرلمانية والمحلية القادمة؟.. ومادورها المنتظر فى تنفيذ خريطة الطريق وطموحاتها خلال المرحلة المقبلة؟.. وأستعبن  فى هذا التحقيق بآراء ذوى الخبرة فى المجال النسوى لأهمية وضع المرأة التى شكلت على مر العصور حجر الزاوية فى بناء الأسرة المصرية.. لما تمثله من دور فاعل فى استمرار البشرية وتعاقب أجيالها منذ بداية خلق أمنا حواء من ضلع سيدنا آدم عليه السلام.. ومرت عليها عصور فكانت فى الجاهلية لا تراعى لها حرمة.. حتى وصل الأمر الى "وأدها وهى صغيرة مخافة العار" وجاء الإسلام ليرد لها اعتبارها ويعزز مكانتها ويعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة، وهى فى بيتها مكرمة الى أن تعاقبت الأجيال وتطورت المجتمعات فأجبرتها على الخروج إلى معترك الحياة فوجدت فيها العنف والقهر والاستبداد الذى يتنافى مع طبيعتها فبدأت تحتج على تلك الأوضاع المهينة.
المرأة "نضال على مر التاريخ "
وليس 30 يونيو أول كفاح ونضال لها فقد سجل التاريخ بحروف من نور مسيرة نضال المرأة المصرية التى بدأت فى 16 مارس 1919 وأثبتت فيها المرأة المصرية أنها جزء من نسيج المجتمع حينما خرجت أكثرمن 300 سيدة فى ثورة ضد الاستعمار تناضل من أجل الاستقلال بقيادة السيدة هدى شعراوى رافعات الهلال مع الصليب يهتفن بأسم الزعيم سعد زغلول ضد الاستعمار، وتوالت بعدها المطالب تحسين مستوى تعليم المرأة، وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية والحصول على حق التعليم الثانوى والجامعى، وإصلاح قوانين الزواج حتى حصلت على حقها فى الانتخاب والترشح عام 1956 وإستمر نضالها ومشاركتها حتى أصبحت الأن عضوا برلمانيا وشغلت مناصب رفيعة كوزيرة وقاضية وصحفية وسفيرة، إلا أنها لم تشغل حتى الآن منصب محافظ على الرغم من أنها مؤخرا شغلت منصب نائب محافظ..
د. عزة العشماوى أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة فتشير إلى أن المرأة المصرية سواء العاملة أو ربة البيت فى حاجة الى كثير من الحريات والحقوق بعد ثورة 30 يونيو وإظهار مواهبها فى دعم أسرتها "بتشجيع مبادرة ثقافة العمل الحر" لرفع مستواها الاقتصادى فى المشروعات الصغيرة، ويستطيع المجتمع المدنى والدولة توفير الكثير من -المعارض الدائمة- لتسويق منتجاتها من المشغولات اليدوية والمصنوعات الجلدية والمأكولات، والأمر فى حاجة إلى إطلالة إعلامية أيضا لمساعدتها فى تسويق منتجاتها.
وتؤكد العشماوى أنه مازال هناك العديد من التحديات أمام المرأة المصرية منها ثقافة الإرهاب والإعلام ومايبثه من عنف تجاه الأسرة والطفل، وتؤكد أن تمكين المرأة فى أخذ وضعها الذى يليق بها فى الدولة يعد إنجازا، ولكن الأمر يحتاج الى تفعيل دور الشابات خاصة اللاتى تم تعيينهن كمعاونات للوزير أو للمحافظ.
وترى د. عزة هيكل عميدة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى أن هناك قناعة من الإرادة السياسية بأن للمرأة دورها فى المرحلة القادمة -على الرغم من أن هناك بعض الأصوات القليلة التى ترى أنها بحاجة الى تدريب لتولى مناصب- ولكن بالضغط النسوى والتواجد والإنجازات تستطيع المرأة أن تثبت عدم صحة تلك الادعاءات.
"معاناة السورية والعراقية" أهم القضايا
وتضيف د. عزة هيكل أن هناك تحديات تواجه المرأة منها أن أجندة العالم الغربى أجندة استعمارية تعتمد على منظمات المجتمع المدنى التى تمولها تلك الدول المانحة لخدمة أهداف وأغراض تخلق حالة من عدم الاستقرار داخل المجتمعات العربية ومنها المجتمع المصرى، وتثير قضايا ليست ذات أهمية مثل قضايا التحرش والختان وعدم المساواة فى تمكين المرأة اقتصاديا، وللأسف الشديد تغفل تماما ماتتعرض له المرأة فى الحروب الأهلية ولا تتحدث عن معاناة المرأة السورية التي تعانى من التشرد والبيع والسبى، ولا المرأة الليبية أو العراقية ولا تتحدث عن زواج القاصرات وجهاد النكاح واغتصاب المرأة ولا عن عدم القدرة على التعليم.
وتضيف أن المرأة المصرية تهتم بتنمية مهارات النساء التعليمية والوعى الصحى والصحة الإنجابية للمرأة، وتقليل عدد أفراد الأسرة ومقاومة العنف والإدمان كما تهتم بالتمكين الإقتصادى، وترى أن هذا التمكين ليس بالمشروعات الصغيرة فقط ولكن بخلق قرى منتجة متكاملة مثلما فعلت كثير من الدول وعلى رأسها الصين، تكون المرأة فيها شريكا أساسيا فان ذلك يعمل على رفع مهاراتها وزيادة تدريبها ومساهمتها فى خفض الزيادة السكانية وكلها قضايا تنموية أهم من التحرش الموجود فى الأجندات الغربية التى تعمل على نفس وتيرة الجاهلية والسلفية المتطرفة التى تجعل المرأة حلبة للصراع كأنها تنقسم بين تيارين وبالتالى تضيع البوصلة الحقيقية للمرأة. وتقول هناك تحديات أمام الجيل الجديد من الفتيات الباحثات عن حقوقهن فى التساوى فى الأجور وفى الحصول على أجازة وضع فى القطاع الخاص وأن تكون مدفوعة الأجر وحقها فى أن تكون هناك دور حضانة لرعاية الأطفال فى أثناء فترة العمل وأن تعمل بفترة أقل فى الوقت حتى لا تكون ممزقة بين أسرتها وعملها وعلى المجتمع المدنى والناشطات الاهتمام بتلك القضايا وطرح مقترحات لتنفيذها على أرض الواقع لحماية المرأة العاملة، لأنها إذا استقرت فى العمل تكون أكثر انتاجا وتكون أسرتها سليمة.

الأهرام

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى