الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

دور المرأة وعنصرية مناهج التعليم

  • 1/2
  • 2/2

بسنت عماد إبراهيم - مصر - " وكالة أخبار المرأة "

فى مجتمع تحكمه العنصرية لابد أن تكون فيه المرأة من الطبقات المهملة التى لا يعرف الكثيرون عنها سوى أنها من مكملات الحياة، وأن وجودها ضرورى وملح لاستمرارية وتسهيل العيش فى المجتمع، وتسبب فى ذلك -أى إهمال دور المرأة- وحصرها فى الولادة والتربية والإعاشة مناهج التعليم العنصرية التى أغفلت وما زالت تغفل دور المرأة فى تقدم الأمم ورقيها، وأصبحت مناهج التعليم المتخصصة لا تعدو كونها معددة لمناقب الرجال رغم أن دور المرأة ثابت فى كل العصور والأزمان، فى الزوجة التى استقبلت النبى محمد "ص" وأعانته وهى الأم التى أنجبت عمار بن ياسر، وهى المحاربة التى صدت عن النبى محمد "ص" كيد أعدائه فى غزوة أحد وهى الطبيبة المخففة للآلام التى اشتركت مع المسلمين فى غزواتهم وهى العالمة والمهندسة والمجددة والمعلمة والضابطة والقاضية ولا ننكر أنه خلال السنوات القليلة الماضية وبعد اشتراك المرأة المصرية فى الثورات المصرية والعربية وتأثيرها فى مجريات الأمور بدأ بالفعل إحساس المجتمع وشعوره بدور المرأة وقدرتها على تغيير المعادلة، إلا أن ذلك كان معنويًا فقط، إذ أن هناك العديد من الأفكار التى يتم استدعاؤها بين الحين والآخر وفى مناسبات متعددة للتقليل من دور المرأة وحصرها فى دور أنها من مكملات الحياة. وساعد فى ذلك بل وزاد منه هو مناهج التعليم التى لا ترقى لمستوى التغيير التى شهدته مصر والمنطقة، فكتب التاريخ فى مراحل متعددة لا تذكر سوى دور الرجال من علماء ومفكرين ومجددين ومحاربين، ولم يقتصر الأمر عند تجاهل المرأة وتضحياتها ودورها وفقط، بل امتدت بعض المناهج التعليمية خاصة الأزهرية إلى التكريس لفكرة دور المرأة الحاضنة ودور المرأة المربية وحصرها فى هذا النطاق. وليست هذه الدعوات بإبراز دور المرأة انسلاخ من طبيعتها كأم وحاضنة ومربية فهذه ضمن مهامها التى أوكلها الله إليها، والتى تكون هى بطبيعتها وفطرتها سعيدة وحريصة على القيام به، بل إن الدعوة لإبراز دورها يجب أن يتضمن تضحياتها بنجاحها أحيانًا فى سبيل ذلك حرصًا على تقدم المجتمع ونهضته ورفعته. فالمرأة شاركت فى ثورتين شعبيتين فى مصر فضلا عن مشاركتها فى ثورات الربيع العربي، وفقدنا الكثير من الأمهات والزوجات فى سبيل نيل الحرية، بل إن المرأة كانت تحمل طفلها أثناء مشاركتها فى الثورات إيمانا منها بدورها كإنسان، ولم تمنعها أمومتها أو دورها من المشاركة فى كل الاستحقاقات الانتخابية والثورية من العمل على تقدم ورقى الشعوب. إن دور المرأة فى المجتمع هو أحد العوامل البناءة فى نهضته وفى علو مكانته ورقيه فهى المربية الأولى للأجيال تتجلّى رسالة المرأة فى الأسرة حين تقوم برعاية أولادها وتربيتهم التّربية الصّحيحة المبنيّة على الأخلاق والدّين، ولا يمكن أن تؤدّى الأمّ هذه الرّسالة إلا عندما تكون مهيّئة لذلك وكما قال الشّاعر: الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق ولكن يقتصر دورها هنا على التربية فقط بل تثبت دورها دائمًا فى العمل فى فترة من الزمن فقد نجحت فى أن تكون فى أعلى المناصب أثبت كفاءتها أمام الرجل ولربما تفوقت أيضًا عليه فقد عملت فى كل شيء فى السياسة كان لها دور فى تحريك المجتمع وجعله فى تقدم مستمر. كما تتجلّى أهميّة المرأة حين تؤدّى رسالتها بالمجتمع بما تحمله من شهادات علميّة تمكّنها من تعليم الأجيال، وكم نرى من معلّمات يربّين طلابنا على الأخلاق الحميدة ويزوّدونهم بالعلم النّافع فى حياتهم، وبالتّالى فإنّ دور المرأة حيوى فى محاربة الجهل والتّخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثّقافة فى كلّ مجالات الحياة لبناء مجتمع مزدهر ومتطور يرقى إلى مستوى الأمم الراقية ولا بد له من وضع مرتكزات أساسية لوضع المرأة فى المكان اللائق بها لبناء المجتمع الراقى ومن هذه المرتكزات: أن تتضمن مناهج التعليم دور المرأة المربية والعالمة والسياسية والقاضية والمحاربة، وإبراز ذلك للعمل على دحر أفكار قصر دور المرأة فى التربية والإنجاب وفقط. كما أن للدولة دور كبير قيام يتمثل بإصدار التشريعات لحماية حرية المرأة وضمان حقوقها المدنية كاملة وإطلاق طاقاتها الإبداعية كما يجب أن تتضمن التشريعات مواد تدافع عن حقوقها ومكانتها الاجتماعية وحمايتها من العنف والأذى ومن العادات والأعراف العشائرية البالية التى تحط من كرامة المرأة وشخصيتها. كما أن القضاء على الأمية بين النساء خاصة فى الريف وذلك بتعليمهن القراءة والكتابة والتى تعتبر الخطوة الأولى لرفع المستوى الثقافى للمرأة وزيادة وعيها لتكون فاعلة فى بناء المجتمع وتطوره. من ضمن العوامل التى تؤدى إلى دحر فكر قصرها على الإنجاب والتربية هو إتاحة الفرصة الحقيقة للمشاركة الفعالة للمرأة بالأنشطة الثقافية والفنية وذلك بتشجيعها بكتابة الشعر والقصة والمسرحية وتسهيل نشر نتاجها الأدبى وإقامة الدراسات النقدية لتطويره وتشجيع المرأة على المشاركة الفاعلة فى الأنشطة الفنية كالموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية المختلفة. ولمنظمات المجتمع المدنى خاصة النسوية منها دورها الحقيقى فى بناء ثقافة المرأة وزيادة وعيها وذلك بإنشاء نوادى وجمعيات ومراكز ثقافية كذلك فإن لهذه المنظمات دور فاعل بالعمل على تثقيف المجتمع وتغيير عقلية أبنائه نحو احترام المرأة وأهمية دورها فى بناء المجتمع وتطويره. وأن أهم مرتكز أساسى لبناء وتطور ثقافة المرأة وزيادة وعيها للنهوض بالمجتمع هو توفر الأمن والاستقرار السياسى للبلد وبدونهما لا يمكن النهوض بواقع المرأة الثقافى والاجتماعى وبالتالى لا يمكن بناء مجتمع متطور ومزدهر. إن التطور والبناء الحضارى لأى مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور ثقافة ووعى المرأة ومساهمتها الفعالة بهذا البناء ليكون مجتمعاً مدنياً قائماً على المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمبادئ الانسانية ولا يمكن لأى مجتمع أن يبنى حضارة دون ان تساهم فيه المرأة مساهمة فعالة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى