الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ذم النساء !!

  • 1/2
  • 2/2

عزيزة المانع - السعودية - " وكالة أخبار المرأة "

يفيض التراث الأدبي العربي بأقوال في ذم النساء، بعضها قيل قبل الاسلام وبعضها بعد الاسلام، وبعضها منسوب الى اسماء معروفة وبعضها لمجهول يشار إليه غالبا بصفة (اعرابي).
من يقرأ ما قيل من مذمات في النساء يجدها تفيض بالمبالغة والبعد عن الواقع مثل القول الذي ينسب (زورا) إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لا تطيعوا للنساء أمرا، ولا تأمنوهن على مال، ولا تدعوهن يدبرن أمر عشير، فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات، فيهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن».
وفي قول آخر منسوب إليه أيضا: «لا تطلعوا النساء على حال، ولا تأمنوهن على مال، ولا تذروهن إلا لتدبير العيال، إن تركن وما يردن، أوردن المهالك، وأفسدن الممالك، ينسين الخير، ويحفظن الشر، يتهافتن في البهتان، ويتمادين في الطغيان».
ومثل ما ينسب إلى ابن المقفع: «إياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى أفن، وعزمهن إلى وهن»، وفي قول آخر ينسب كذبا إلى عمر رضي الله عنه: «لا تسكنوا نساءكم الغرف، ولا تعلموهن الكتاب، واستعينوا عليهن بالعري، واكثروا لهن من قول لا». وغير ذلك كثير مما قيل في هجو النساء والانتقاص من خلقهن، وكان له تأثير كبير على تشكيل صورة ذهنية للمرأة بالغة الرداءة، ليس في أذهان الرجال وحدهم بل حتى في أذهان النساء أنفسهن! فهؤلاء الشتامون كانوا يتعمدون نسبة أكاذيبهم إلى شخصيات عظيمة يتخفون وراءها، ليكتسب كلامهم طابعا دينيا وأخلاقيا يعطيه مصداقية يفتقر إليها؟
ما يجدر التفكير فيه، هو لم ظهر هذا الافراط في ذم النساء؟ ما الأسباب الدافعة إليه؟ ولماذا يكره هؤلاء الشتامون النساء؟
هذا الذم الموغل في الكذب والافتراء، لا يصدر سوى عن موتور حاقد، فما الذي فعلته النساء حتى يستحققن كل هذا الحقد؟
هل عانى أولئك الشتامون من مرارة أذى أصابهم بيد امرأة، فأرادوا الانتقام من كل النساء؟ أم أنهم كانوا يلمسون من الناس إقبالا وترحيبا بما يروجونه من أكاذيب في هجوهن، فسرهم ذلك وتمادوا في صناعته؟
إن كان هذا الاحتمال صحيحا، وأن الناس فعلا كانوا يقبلون مرحبين بما يسمعونه من ذم النساء، فإن ذلك أيضا يثير تساؤلا آخر، ما سر حب الناس ذم النساء، وإقبالهم عليه، والشعور بالابتهاج عند سماعه ؟!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى