الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

حياتنا تحيط بها العقد النفسية !

 

حياتنا محمّلة بالعقد أو محاطة بالمعقّدين، هكذا تبادر إلى ذهني و أنا أقرأ عن العقد النفسية التي يمكن أن تكون موجودة فيك أو في أقرب الناس لك، و وجدت أيضاً أن مثل هذه العقد يطلق عليها العقد النفسية، و هي ليست مرضاً بل حالة نفسية، و بقليل من التوجيه و الإرشاد، و أيضاً بقليل من العقاب قد تزول، لكن يجب أن يكون الشخص المصاب بالعقد لديه استعداد للتخلص منها، و أولاً يكون معترفاً بوجودها لديه.

 

لن أتحدث عن أسباب نشوء هذه العقد أو ظهورها، لأن موضوعها طويل و متخصص أيضاً، لكنني أمرُّ على عقد نفسية عدّة تمّ تصنيفها، و البعض منها معروف لدينا، بل نرمي بها بعض الأشخاص، مثل أن نقول : هذا عنده عقدة النقص أو عقدة الغرور، و هناك عقدة الظهور و الاستعراض، و توجد عقدة الإيذاء و استفزاز الآخرين، و عقدة الحب المرضي، و عقدة التنافس و تسمى عقدة " قابيل "، و تقوم على التنافس العدائي، و هناك عقدة الشخص الذي يريد من الآخرين أن يحلوا له مشكلاته، و عقدة ملازمة الطفولة، بمعنى أن الشخص لا يريد أن يكبر و يحب أن يتم التعامل معه و كأنه طفل، و هناك عقدة لدى بعضهم لكن لم أصادف حتى الآن أحداً يعانيها و هي الرغبة الدائمة في إسعاد الآخرين و لو على حساب نفسه، إضافةً إلى عقدة الخوف من المستقبل.
 

 

و توجد عقدة أتوقع أنها منتشرة في مجتمعاتنا العربية، و هي عقدة المخلِّص، و هؤلاء يعتبرون أن تخليص الناس من المشكلات و الهموم لن يتم بحيث تزول و تنتهي إلا على أيديهم و وفق طريقتهم فلديهم حلول لكل شيء، كما توجد عقدة نقص تدفع المرأة للتصرف مثل الرجل، و الغريب أن النساء اللاتي يعانين هذه العقدة ناجحات في حياتهن العملية، و لعل من أشهر العقد الحياتية التي نعرفها عقدة النقص، و حسب خبراء العلوم النفسية فإن من سمات المصاب بهذه العقدة العدوانية و الاستعلاء و التظاهر بالشجاعة و المبالغة في الحديث عن نفسه، و هناك عقدة أيضاً معروفة بيننا و هي عقدة الذنب، و هي شعور مطلق بالذنب، حتى و لو لم يقم الشخص بعمل يستدعي هذا الشعور.

 


لكن لا أخفيكم أني توقفت عند عقدة السرقة، و ذُهلت من وجود تصنيف نفسي لها، لأنه سبق و سمعت عن قصة فتاة من عائلة ميسورة مادياً، و لكن هذه الفتاة تقوم بسرقة ما تطوله يداها مهما كان تافهاً، و أدركت عندها أنها تعاني حالة نفسية، فعقدة السرقة قد يكون المصاب بها إنساناً ثرياً و لا حاجة مادية له، و لكنه يقوم بالسرقة، و أقودكم نحو عقدة قد تكون موجودة في حياتنا أو قد يكون شعر بوجودها أي منا بين وقتٍ و آخر و هي عقدة الفضول، و كما يقول علماء النفس فإن الفضول غريزة بشرية، لكن المصاب بهذه العقدة تحديداً تجاوزوا المعقول و المقبول، إلى حدٍّ أنهم قد يصلون لمرحلة التجسس بل و السؤال المباشر من دون أي تردد.
 

 

و هناك المئات من العقد التي تمّ تصنيفها و موجودة بطريقةٍ أو بأخرى في حياتنا الاجتماعية، قد يعانيها الفرد و هو لا يشعر بها أو لا يعرف أنه محط ازدراء الآخرين و أنها تسبب له مشكلات اجتماعية هو في غنى تام عنها، لو وجد التوجيه و العناية و الإرشاد.
 

 

سأظل أقول : إن علم النفس بحر معرفي شاسع و كبير، و مع الأسف لا نعطيه في عالمنا العربي ما يستحقه من الاهتمام و الرعاية.

 

الكاتبة الصحفية : فاطمة المزروعي - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى