الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

نساء... في السياسة رجال

  • 1/2
  • 2/2

مادلين جليس - سوريا - " وكالة أخبار المرأة "

في الوقت الذي كانت فيه كثير من النسوة يغرقن في مستنقع الجهل والتخلف والعادات الاجتماعية البالية، كانت هناك نسوة كثر تسعى جاهدة لترتقي بعلمها وعملها، وتمارس دورها في المجتمع على أكمل وجه. ولئن كانت المرأة في كل زمان ومكان عنصراً فعالاً في مجتمعها واللبنة الأولى في بنائه، فقد تعدّى دورها الواجبات المنزلية وتربية الأطفال وخدمة الزوج، وحدا بها ذلك إلى الدخول مع الرجل جنباً إلى جنب في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحتى السياسية والعسكرية.
فصعدت إلى القمة نسوة كثر آمنّ بقضاياهن وعملن وناضلن لأجلها وسعين لتحقيق ما صبون له، والأمثلة على ذلك كثيرة يستحيل حصرها في عدة سطور أو وريقات عدة. فالملكة فكتوريا التي حكمت بريطانيا والتي سمي العصر الذي حكمت فيه بريطانيا بالعصر الفكتوري ليست إلا واحدة منهن، وأيضاً هناك ألينور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت التي عرفت بقدرتها الفائقة على إلقاء الخطابات وانخراطها في العمل السياسي، إضافة إلى مارغريت تاتشر التي عرفت بالمرأة الحديدية والتي غيرت سياساتها بريطانيا تغييراً كاملاً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فخلّد الناريخ اسمها وعملها.
ولم تكن ماري عجمي إلا صورة نموذجية للمرأة السورية التي تدخل في خضم السياسة بشكل فاعل، وغيرها كثر سوريات وغير سوريات.وأيضاً زنوبيا المرأة الصامدة التي حكمت بعد وفاة زوجها ورفضت الانكسار والاستسلام لعدوها، وحين أُسرت رفضت الذلّ فتجرعت السمّ وقتلت نفسها. لم يكن دور المرأة غائباً في السياسة قديماً أو حديثاً، فهي تثبت يوماً بعد يوم قدرتها على الخوض في المجال السياسي كمثل أيّ رجل، وقد تفوقه في بعض الأحيان. فبدل أنه تكون نصف المجتمع أضحت مجتمعاً بأكمله وغدت العنصر الفعّال في كل أمر.
والمرأة التي كانت تشجع الرجال على المعارك قديماً والتي باتت تقاتل اليوم في أرض المعركة إلى جانب الرجل، وترفع السلاح لتحمي وطنها وتذود، هي حفيدة جوليا دومنا المرأة السورية التي حكمت روما، ورافقت زوجها الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس في معاركه التي خاضها في الشرق، واستحقت لقب(أم العسكر)، وهي ابنة سناء محيدلي وجميلة بوحيرد اللتين لايمكن لأحد منّا أن ينسى دوريهما في الوقوف بوجه المستعمر الذي حكم بلديهما.
أمثلة كثيرة للنساء اللواتي لعبن دوراً كبيراً في تغيير العالم وسياساته واستحققن بجدّ أن يكونوا نصف المجتمع. المرأة ليست فقط مساهماً في إنتاج الخيرات المادية والروحية فقط، بل هي منتج أساسي للحياة برمّتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى