كثيراً ما يتحدث النقّاد عن الأدب النسائي بمختلف فروعه؛ رواية أو قصة أو شعراً، معتقدين بأنه عندما تكون الأديبة امرأة لابد أن تركز على اضطهاد المجتمع الذكوري لها، أو العلاقة العاطفية التي تجمعها بالرجل، وأنها ستغوص في تفاصيل ذلك، ولكن كثيراً ما تفاجئنا بعض الأديبات من النساء بالدخول في دوائر تمثل مفاجأة للقارئ، وفي النهاية الحكم للقارئ سلباً أو إيجاباً، فقلم الكاتب ــ رجلاً كان أو امرأة ــ هو كالعصفور؛ حر طليق في فضاءات الكلمة.
في لقاء الكاتبة والشاعرة سحر حمزة على قناة "الشرقية" منذ أسابيع، تحدثت عن إصدارها الأخير المتمثل في ديوانها الذي استوقفني كثيراً عنوانه "قصائد للنساء فقط"، وضمّ ــ كما ذكرتْ الشاعرة ــ قصائد لنساء تركن بصمات في حياتها.
وبعيداً عن النقد الذي سيخضع له الديوان من المتخصصين في هذا المجال، إلا أن فكرة تخصيص ديوان شعري قصائده تستهدف نساء، مع أن الكاتبة امرأة، فكرة جديرة بالتأمل، لإن المرأة متهمة دائماً إما بالنرجسية والتمحور حول الأنا، أو الغيرة من قريناتها من النساء، حتى أن معظم النساء في نظر البعض قد لا يستطعن أن يعملن بكفاءة مع فريق عمل نسائي أو قيادة نسائية . ولكن الكاتب -رجلا كان أو امرأة-  يهدف في كثير من الأحيان  إلى إعلاء بعض القيم التي قد يتأثر بها، أو يرى أنها قد توارت في زمن نعيشه الآن، وتُصوَّب نحوه أصابع الاتهام بأن القيم الجميلة ضلت الطريق فيه.
إن سحر حمزة في "قصائد للنساء فقط" استهدفت فئة نسائية ضمت الأم والابنة والصديقة، إعلاء لقيم الوفاء والصداقة والمحبة، والتأثير والتأثر اللذين يحدثان في العلاقات الإنسانية، كما يحدثان في العلاقات بين الحضارات.. سطّرت سحر حمزة شعراً يفيض حباً وامتناناً وشوقاً لنساء، وليس لرجال في حياتها، وهي تجربة لابد أن نتوقف عندها، في زمن نحتاج فيه أن نؤكد أن الكلمة أمانة.. الكلمة رسالة.
عبير الكلمات
الوفاء قيمة لا يمكن أن تتجزأ.. تحية حب وامتنان لكل من أثرى حياتي، ونقش بوفائه وإخلاصه مكانته ومكانه على جدران قلبي.