الارشيف / تربية و علم نفس

أفكار لمواجهة غيرة الطفل من أخيه الزائر الجديد للأسرة

إلى جانب الفرحة التي يعيشها الأهل عند سماعهم خبر انتظارهم لطفل ثان أو ثالث، ينتابهم قلق حيال شعور طفلهم الأكبر وموقفه من الزائر الجديد الذي سيتقاسم معه اهتمام والديه به وحياته بالكامل وربما غرفته وألعابه، وسيحظى بانتباه واحتفاء عائلي واسع، بعد فترة طويلة كان فيها هو– أي الطفل الأكبر- محطّ أنظار الجميع.

وتتنوع ردود فعل الأطفال تجاه القادم الجديد للأسرة، فمنهم من يفرط بالاهتمام به ويظل بقربه طوال الوقت، ومنهم من يبتعد عنه تماماً ويمتنع عن التواصل معه؛ وربما يتجاهله تماماً، وليس بالضرورة أن يظهر أو يعبر بشكل صريح عن غيرته أو رفضه أو كرهه للمولود الجديد، لذا يجب على الأهل الانتباه أكثر لما يحصل مع طفلهم الأكبر، وأن يكونوا أكثر حساسية لكلامه وتصرفاته وطرق تعبيره المختلفة.

ومن ردود الفعل المرصودة أيضاً؛ القيام بتصرفات لجذب الانتباه والحصول على الاهتمام، فقد يميل الطفل للبكاء أو التباكي كثيراً، أو يوقع نفسه في المآزق والمشاكل عمداً، أو على العكس قد يكون وجود منافس محفز له ليقوم بتصرفات إيجابية تحوز إعجاب والديه وتجلب له المديح والتقدير.

لكن هناك ردود فعل أخرى سلبية يجب على الأهل توقعها، وهي الاعتداء على المولود بطرق مختلفة، فقد يحاول أن يحضنه بقوة شديدة تصل حد الخنق، وقد تنتاب الطفل نوبات غضب تبدو للوهلة الأولى بلا سبب، ونوبات صراخ وشجارات مع أطفال آخرين خارج إطار العائلة المصغرة.

إلى جانب ذلك، ولعله الأخطر، هو إيذاء الطفل نفسه وترك علامات على جسده نتيجة للحكّ المستمر أو الخدش بالأظافر، وهو نتيجة للكبت النفسي الذي يعيشه وعدم تعبيره بطريقة صحية عن الضائقة النفسية التي يعانيها بسبب تغيّر مكانته– بحسب تقديره- في العائلة، وقد يظهر ذلك بأشكال أخرى مثل العودة لعادات قديمة مثل التبول اللا إرادي ولعق الأصبع، ومن المحتمل أن يظهر رد فعله على تجاهل الأم على شكل تصرفات متناقضة، فهو يحتاجها من ناحية ويبحث عنها؛ لكنه غاضب منها ويعتبر أنها تركته وذهبت لتلد في المشفى وتجلب للبيت طفلاً آخر.

خطوات وقائية

يحتاج التعامل مع غيرة الإخوة بعضهم من بعض حكمة وصبراً من جانب الأهل وتركيزاً وانتباهاً مستمرين، خاصة في السنة الأولى لولادة الطفل الجديد؛ وما يستطيع الأهل فعله في هذا الشأن هو مشاركة طفلهم بتجربة الحمل والولادة، وبناء علاقة بينه وبين المولود حتى قبل أن يولد، عبر اختيار الاسم، وقراءة القصة للجنين أو الغناء له، وربما اختيار ملابسه، والاستماع لمشاعر الطفل وتفهمها بشكل كامل، وتعزيز العلاقة معه ومشاركته بكل أخبار الجنين أو المولود الجديد.

على الأهل حث الطفل الأكبر على التعاون مع المولود الجديد، ومشاركته بالفعاليات المختلفة، وربما تحمل جزء من مسؤوليته، مثل المشاركة بإطعامه، أو تحضير ملابسه بعد الاستحمام، أو الانتباه له عند غياب الأم بشكل مؤقت.

كما يجب تخصيص وقت مهم تقضيه الأم مع طفلها الأكبر، وتسمح له بالتعبير بحرية عن مشاعره تجاه شقيقه وتجاه احتياجاته، وعليها القيام بفعاليات استثنائية مع الطفل الأكبر كي يتبدد شعوره بالتجاهل أو الإهمال أو الوحدة، وتشعره بتميّزه.

على الأهل أيضاً تجنب إجراء أي مقارنة بين الطفلين على الإطلاق، في جميع مراحلهما العمرية، فالتنافس بين الإخوة قائم دائماً، وعلى الأهل تجنب لعب دور في هذه المنافسة؛ ولذلك في حال تصرف الطفل الأكبر تصرفاً "صبيانياً" أو غير مسؤول يمنع على الأهل مقارنة ذلك بتصرفات الآخرين، وتجنب قول جمل من قبيل: "حتى أخوك الأصغر لا يتصرف بصبيانية هكذا"؛ لأن ذلك يولّد كراهية ستبنى عليها العلاقة بين الإخوة وستؤذيها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى