الارشيف / قصص من الواقع

الموت حباً - الحلقة الخامسة (5)

كثيراً ما كانت نور تتساءل بينها وبين نفسها ما سر هذا الحب بين رضوان وزوجته هند وهي زوجته منذ سبعة عشرة عاماً ....هي تعلم أن الزوجة الجديدة هي من يأسر الرجل بالعادة ....فكيف إن كانت بجمالها وعمرها .....أيعقل أن تغار الجديدة من القديمة ....إنه حظها العاثر ...حتى بهذه انقلبت الآية ....وبدأت نور تدرس حركات وأفعال هند بكل انتباه وتتبع دقيق ...لتعلم هذا التعلق الغريب لرضوان بهند ....وبدأت تماشيها في البيت وتقول لها أريد أن أتعلم منك كل شيء فهكذا أوصاني رضوان وأن تكوني مثل أختي الكبيرة ....وتوقعت أنت تنزعج هند من العبارة الأخيرة ....أختي الكبيرة ...حيث تتذكر من خلالها فارق السن ....ولكن هند لم تنزعج إطلاقاً بل أصبحت تعتني بـنور وتعلمها كل الأعمال المنزلية ....وما يحب رضوان وما يكره بكل طيبة وود .....فكانت معاملتها لـنور بالفعل كأخت ....وهذا مما زاد من هم نور وغضبها على هند ....لم تجد لها ثغرة تنفذ من خلالها لتدمر علاقتها مع رضوان ....وكما يقول المثل فرق تسد .....وكثيراً ما عملت نور حركات شيطانية دون أن تشعر بها هند ....ولكن الله كان ينقذها في كل مرة وكأن لها ملاك حارس خاص بها ؟ ....مرة رأت هند تخفض حرارة الطبخة لتنظف المكتبة ....فكانت نور ترفع النار لأشدها حتى تحترق الطبخة ....فلا تلبث هند كل قليل تراقب طبختها وتخفض النار مستغربة دون أن تسأل ....أو تغضب ....وكثيراً ما كانت تخبئ أشياء تستعملها نور حتى تقوم بالبحث عليها .....ومرة أخفت لها ساعتها أسبوع كامل .....وهند تبحث عنها وهي حزينة لأنها تحبها جداً فهي هدية من رضوان ولها ذكرى عزيزة و خاصة عندها ....حتى شعرت نور بالحزن عليها من كثرة ما بحثت ....فوضعتها بمكان لتجدها فيه ....وكم كانت سعادة هند كبيرة عندما وجدت الساعة ....ولم يخطر ببالها أن نور هي من أخفتها .....وكثيراً ما كانت تنسب نور لنفسها أعمال أو طبخات قامت بها هند لنفسها أمام رضوان في غياب هند ....

 

 

ومرت الأيام على هذا الوضع ....وكان رضوان منتهى الأخلاق والمعاملة الحسنة مع نور وأهلها ...فلم يمر شهر دون أن يرسل لأهلها راتب معقول غير الهدايا والأعطيات والعزائم والخيرات التي كان يرسلها لبيت حماه حتى دون أن تدري نور ....فكان كريماً يحب الخير مع كل الناس فكيف مع أهل زوجته الصغيرة .....أما نور فكانت مشغولة بالمقالب والمكائد ....والتفكير ليل نهار لتفوز بقلب رضوان لوحدها ....وخاصة أن حبها له كان يزداد يوماً بعد يوم ....من أخلاقه ومعاملته الرائعة لها ولهند على قدم المساواة والعدل في المعاملة .....ولكن كانت تشعر أن قلبه كله عند هند ....وأنها تفهم عليه من نظرة .....فكانا مثال الزوجين المحبين المتفاهمين بشكل رائع ومتناغم ....ولولا موضوع الإنجاب ما فكر رضوان أساساً بالزواج الثاني .....ولكن لمن يترك هذا المال كله ....لا بد من وريث ....ولا بد من أطفال يملؤون عليه حياته وبيته ويحقق من خلالهم عاطفة الأبوة .....ومرت أربعة أشهر والعائلة تدلل نور ليحصل الحمل ....وبالفعل حصل الحمل بعد أربعة أشهر تماماً .......كانت فرحة رضوان وأمه وهند ....لا توصف .....ونور فهمت فرحة رضوان وأمه ....أما فرحة هند العارمة والصادقة ......استغربتها واستهجنتها كثيراً ......وقالت لنفسها : إي فهمنا رضوان وحقه يفرح وأمه وحقها تفرح ......أما هند ؟؟؟؟؟....لماذا تفرح بهذا الشكل ....حتى أخذت على عاتقها الاعتناء بنور بنفسها خلال أشهر الحمل الأولى حيث كان وحام نور صعب جداً .....وكادت نور أن تحبها فعلاً ...لأنها أحست بعاطفتها ومعاملتها التي تضاهي الملائكة فيها ......ولكن نفسها الشريرة .....تمنعها من ذلك ....فكلما مالت بعاطفتها نحو هند .....تقف لها نفسها بالمرصاد ......أنسيت من هذه ......هذه الشريكة اللزقة ....التي تلصق برضوان ...ولا تتركه لها ....هذه الحبيبة الأولى بحياته وتحدث نفسها قائلة :والتي يأبى قلبه أن يضعك إلى جانبها....... وإن كانت معاملته ممتازة معك ومع أهلك ....ولكن قلبه ليس معك .....يا إلهي ألا طريقة أتخلص منها نهائياً .........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قالتها نور بقلبها وكل احساسها ........وكانت هذه الفكرة البذرة .....التي بدأت تنمو في كل يوم ......إلى أن أتى ذلك اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


يتبع 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى