الارشيف / ثقافة و فن

جيران ..... و لكن ؟ - الحلقة الخامسة

قصة قصيرة

 

جيران .... و لكن ؟

 

(5) الحلقة الخامسة

 

و ما أن وصلت حياة أمام باب منزل جارها منير و هي في طريقها إلى صبحية نسوان ... فتح منير باب منزله فجأة و ألقى تحية محترمة .... ثم قال لحياة : أرأيت بعد حفلة التنظيف المحترمة تلك ... و انفجار انبوب المياه في السقيفة، هاشت عليّ الصراصير من كل جهة و صوب ..... هنا رفعت حياة حاجبيها حتى أصبحوا مثل جبال هيمالايا، و قالت : لتكون مفكّر إني كمان بيف باف ... و تنتظر مني أن أكافح صراصيراك ؟؟؟...... هنا ضحك منير ضحكة عالية، ثم قال : معاذ الله ... أتشعرين أني قليل ذوق لهالدرجة ؟؟... قالت حياة .... في نفسها ... لأ ... أكتر بشوي ... و لكنها ابتسمت ابتسامة صفراء، و قالت له : عندك في الحارة سوبر ماركت بوجهك عليه و قم بشراء عبوة بيف باف أو بايغون، و قم برش بيتك .... و السلام. و لم تدع له فرصة حتى يقول لها مع السلامة، كانت وصلت آخر الدرج، و خرجت من البناء و تنفّست الصعداء .... و هي تحدّث نفسها يا ربي هل هذه عقوبة ... استغفر الله العظيم ؟؟؟.... 

 

 

و أمضت حياة وقت ظريف و مرح مع صديقاتها و كم تندرن على هذا الجار الغليظ ... و عادت حياة لبيتها، و حاولت أن تصعد الدرج بكل هدوء حتى لا يشعر منير بعودتها و يطلعلها بمشكلة جديدة ... حاكم وجهه نحس ... وصلت حياة إلى بيتها بسلامٍ و آمان ... و قضت تتمة يومها بهدوء و راحة، و عندما بدأ الليل يرخي ستائره السوداء المخملية، أوت حياة إلى سريرها و بيدها رواية كانت قد بدأتها منذ عدة أيام و قد أعجبتها جداً، و أضاءت اللمبدير قرب سريرها لتستأنف قراءة روايتها الشيقة .... و وضعت نظارتها الخاصة بالقراءة و غرقت في عالمٍ آخر ... و بعد قرابة الساعة سمعت صوت حركة في مطبخها .... إلا أنها لم تعير الأمر أي اهتمام فقد تكون متوهمة .... 

 

 

و بعد قليل سمعت، و كأن الصحون تقرقع مع بعضها البعض و كان الصوت واضحاً ... هنا شعرت برهبة و خوف .... ما هذا الصوت ؟؟؟ و نهضت من سريرها باتجاه المطبخ رويداً رويداً ... فسمعت صوتاً آخر و كأنه طرق على كأس بلور .... هنا تأكدت أن هناك شيء ما في المطبخ .... بل هناك من يتحرك في المطبخ .... فهرب الدم من جسمها لا تدري إلى أين ؟... و أصابت أطرافها رعشة و برودة .... و هي تتوجّس و تفكر بشكلٍ سريع و متلاحق... أفكار كثيرة كانت تراودها بشكل يشبه سباق الماراثون .... ليكون حرامي في زيارتها اليوم .... يا ويلي يا ويلي ... تقول في نفسها ..... ولّا ... ؟؟؟!! أحسنين ليكون جني ..... ولييييييييييييييييي ..... ماذا أفعل .... ماذا أفعل يا ويلي ..... و وقفت برهة أمام باب المطبخ و هي تشاور... نفسها أترجع لسريرها و تتصل فوراً ببهاء ... أم بمن تتصل .... و حاولت العودة، و لكن وجدت المسافة من باب المطبخ إلى سريرها باتت أطول من المسافة لكي تطل طلة صغيرة على المطبخ و تستطلع الأمر ....

 

 

و لكن إن كان حرامي مختبئ أو يترصدها سيقتلها لا محال .... و أصابتها قشعريرة، و شعرت بأن عيناها قد برزت عن وجهها عدة سنتيمترات .... و أصبحت باردة كالأموات .... وقفت قليلاً و كانت الأصوات قد هدأت تماماً ... فتنفّست ببطء و هدوء، و أخذت تعمل حركات الشهيق و الزفير من أجل الإسترخاء ... حتى هدأت قليلاً، و استجمعت شتات نفسها و شجاعتها التي هربت منها منذ قليل، و أصبحت تحت اللحاف و ها هي الآن قد حزنت عليها و عادت لها لتدفعها لتلقي نظرة على المطبخ ... أكيد كل هذه الأصوات هي أوهام .... و لكن عليها أن تتأكد .... و مدت يدها على قابس النور و أضاءت لمبة المطبخ ... فلم تسمع شيئاً ... مدت رأسها ... فلم تشاهد شيء ... ثم دخلت المطبخ .... و لم تجد شيئاً غريباً أو غير عادي .... و جالت بنظرها بكل أنحاء المطبخ ... لم تجد شيء ... تنفست أخيراً تنفس طبيعي، و بدأت الحرارة تعود تتدريجياً إلى أوصالها التي كادت أن تتقصف من الخوف، و ابتسمت ابتسامة راحة و استرخاء، و همّت بمغادرة المطبخ و عندما رفعت يدها لتطفئ النور ..... و كانت المفاجأة ..... و أي مفاجأة ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

يتبع  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا