الارشيف / ثقافة و فن

التوائم - الحلقة السادسة

قصة قصيرة

 

التوائم

 

(6) الحلقة السادسة

 

مضت عدة أشهر على خطوبة نادية ... و الخطيبين مشغولين في تجهيز عش الزوجية .... بينما نادين مشغولة بالدراسة و التحصيل من أجل لفت نظر صلاح على أنها هي أيضاً مجتهدة و ناجحة، و بنفس الوقت كانت تتقرّب كثيراً من نادية و خطيبها ... اللذان كانا يعاملانها بكل حبٍ و حنان لتعويضها عن المستقبل الذي ستعيش فيه نادية بعيدة نسبياً عنها ... و بالفعل ترفّعت نادين إلى السنة الرابعة و النهائية في جامعتها بدون أن تحمل مواد ... و خلال هذه الفترة حصل صلاح على عرض عمل مغري في رومانيا و في أحد مصانع الأدوية حيث كان صديقه صاحب المعمل هناك.... و بعد تشاوره مع نادية اتفق الطرفان على أن هذه فرصة لا تعوّض بالفعل على أن يسبق صلاح نادية و يباشر عمله، و يجهّز بيتاً لائقاً بها و الأوراق اللازمة للإقامة و غيرها، ثم يعود و يقيمون زفافهما و يسافران ... كعروسين يقضيان شهر العسل، ثم يتابعان حياتهما في رومانيا كعائلة... كما اتفقا أيضاً على تأجيل موضوع الإنجاب سنة على الأقل حتى يستقران هناك.... و إن لم تعجبهما الحياة يعودان إلى دمشق، فبيتهما جاهز هنا و كذلك عملهما .... هكذا كان الاتفاق ... و بالفعل سافر صلاح إلى رومانيا ... و بدأت أشواقهما لبعضهما تتصاعد رويداً رويداً، و كذلك شوق نادين لصلاح الذي كان يكبر بعيداً عن الأعين .... و مضت عدة شهور و نادين تدرس و نادية تنتظر، حتى جاءت رسالة الفرح من قبل صلاح يخبر بها نادية أنه حصل على بيت جيد و يقوم بفرشه و عمله ممتاز و قريباً سيعود ليأخذ خطيبته و عروسته و حبيبته نادية ....

 

 

و بالفعل عاد صلاح بالصيف ليتم مراسم زواجه و عرسه بين أهله و أهل نادين و معارفهما الذي كان عرساً جميلاً و مبهجاً، و الجميع كانوا بمنتهى السعادة ..... إلا نادين التي كانت بمنتهى التعاسة مع أنها تخرّجت من الجامعة .... و لكن لم يلقى هذا الحدث أي اهتمام من صلاح ..... كان مشغولاً جداً بعروسه، و أضحت نادين على الهامش تماماً ..... في هذه الأثناء بدأ وحش مخيف ينمو في روحها ..... فقد بدأت تكره أختها نادية بالرغم أنها تمثّل بالظاهر غير ذلك .....

 

 

و سافر العروسان بعد توديع أهلهما ... و لكن كان وداع نادين من أصعب الوداعات ... فقد عانقت أختها و تشبّثت بها كما يعانق الطفل الغريق أمه .... و هو بين الحياة و الموت، و كان المشهد مأساوياً جداً أثّر بالجميع، فالكل يعلم أنهما توائمان و اليوم تفترقان ..... و خاصةً صلاح الذي حزن على نادين، و تعاطف معها و قبّلها قبلة أخوية من رأسها ... فلم تستطيع نادين إلا أن تعانقه بشدة ... استغرب هو لها و استغرب من حولها، و لكن الكل عذرها فقد يكون الوضع ثقيلاً عليها ؟؟..... و طار العروسان إلى حياتهما الجديدة بكل فرحٍ و بهجة ... و أمل بمستقبل جميل ينتظرهما هناك ......

 

 

أما نادين فقد اعتكفت في غرفتها لأيام، و باتت لا تأكل و لا تخرج ... و فقدت حماسها لأي شيء .... غير هاتف أختها و التواصل معها بأي شكلٍ و صورة .... لم تجد نادين عملاً بشهادتها سريعاً .... فقد كانت تعاني من الفراغ و الوحشة بشكلٍ رهيب .... و بعد عدة شهور من هذه الحالة التي أثّرت بصحة نادين و نفسيتها... و بعد عدة اتصالات تمّت بين نادية و أمها عن وضع نادين و حالتها .... قررت نادية أن ترسل لأختها طلباً لزيارتها، فتكون كسياحة لها و تغيّر الجو و إطفاء شوق الأختين التوائم، و هذا ما شجعته العائلة كلها و رحّب به صلاح ..... و ما أن علمت نادين بزيارتها لأختها في رومانيا و سفرها إلى هناك من أجل السياحة و التسوّق و المتعة، و مشاهدة نادية و صلاح و العيش معهما و لو لفترة قصيرة ....... حتى باتت الدنيا كلها لا تسع سعادتها .... و بدأت تحضّر نفسها لهذه الرحلة التي كانت تتمناها من كل قلبها و هي باتت وشيكة التحقق ......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

يتبع  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا