الارشيف / ثقافة و فن

ابتسم، فأنت في حضرة الكاميرا ..

فإدارة عدستها فقط كفيلٌ بجعلك ترسم ابتسامة زائفة قد لا تعني لك شيء .. دون الاهتمام لكونك سعيداً فعلاً أو حزيناً مثقلاً بالهموم ..

 

فهذه العدسة الصغيرة غدت في أيامنا هذه جلّاداً صامتاً، تقتل العفوية و البراءة .. فهي تُجبر كل الواقفين أمامها على تغيَيب مشاعرهم .. و تناسي مآسيهم للحظة واحدة فقط .. و تصيبهم بالشلل التام جسدياً و عقلياً ..تنبعث من عدستها إشعاعات سحرية .. تجعل الدموع تتبخر .. و الهموم تزول .. تُدخل العقل في غيبوبة مؤقتة .. و تنثر البسمة بسرعة عجيبة .. و إن كانت زائفة ..

 

نجحت في التسلل إلى حياتنا اليومية، و أصبحت الحاضر الأول و العنصر الأهم في شتى المجالات .. ترصد أفراح الناس و أحزانهم .. تقلباتهم مع الأيام .. و الخطوط التي رسمها الزمان على وجوههم .. تسجّل كل الأحداث و المصائب بلا رأفة أو رحمة .. فما أكثر الصورة التي نراها يومياً لشيوخ و أطفال فقراء و جياع .. أو صور لنازحين في المخيمات .. أو باعة على الأرصفة في شتى الأصقاع .. تجتمع في ملامحهم بؤس البشرية جمعاء .. ليس في هيئتهم شيء يدل على السعادة سوى هذه الابتسامة التي جُبروا على رسمها بفرمان من سلطانٍ ظالم اسمه الكاميرا... 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا