الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

التليفزيون المصري.. "رضينا بالهم.."

كان المصريون والأشقاء العرب جميعهم ينتظرون حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، للاستمتاع بمفاجآت التليفزيون المصري، والالتفاف حوله ومتابعة جميع مسلسلاته وبرامجه، هذا انتهى منذ سنوات.

للأسف التليفزيون المصري في تراجع مستمر عن الريادة منذ عدة سنوات، ولا يسعه حتى المنافسة مع حرب الفضائيات القوية، رغم كل التصريحات عن تغيير المنظومة الإدارية، والتفتح والانفتاح والعديد من الشعارات التي يتم إطلاقها، ولا أساس لها على أرض الواقع.

في إطار التغيرات الجديدة وحملة التطوير التي يتم الإشارة لها دائما، تمكن التليفزيون أخيرا من شراء حق عرض العديد من المسلسلات الجديدة التي تعرض في شهر رمضان، وهي لنجوم كبار فنيا، دون الإفصاح عن تفاصيل هذه التعاقدات، ولكن من المؤكد أن ميزانية التليفزيون، لم تعد تتحمل دفع تكلفة هذه المسلسلات، ومن المؤكد أنها كلفت التليفزيون مبالغ طائلة.

وبالطبع تنتظر إدارة التليفزيون أن تعوض هذه المبالغ من خلال الإعلانات، التي تكاد تكون غير موجودة، وإن وجدت، ستلاحظ أنها لمنتجات ضعيفة تجاريا، والإعلانات المنفذة لها بجودة ضعيفة جدا، أشبه بأشكال الإعلانات التي كانت تقدم في فترة الثمانينات والتسعينات، ما يؤكد عدم تطور هذا المبنى العملاق، واستمرار إدارته بنفس الأسلوب القديم.

الأسوأ في الموضوع، هو أن إدارة التليفزيون المصري لا زالت تتعامل بنفس الفكر القديم أيضا في عرض الأعمال الدرامية، ولازالت تحذف أي مشهد أو عبارة، من الممكن أن يعتقد المسؤولون أنها قد تكون فيها شبهة الإعلان أو الإساءة لأي شخص أو مسؤول، ولو كانت مجرد اشتباه لا أساس له، على الرغم من عرض هذه الأعمال على الفضائيات الأخرى، دون أي حذف تماما.

بل وخرج بعض صناع هذه الأعمال للاعتراض على هذه السياسة غير المبررة، ومنهم المخرج أحمد مدحت مخرج مسلسل "ظرف أسود"، الذي أعرب عن استيائه الشديد من حذف قناة "النيل للدراما" لعدد من المشاهد من مسلسله، ما تسبب في عدم فهم المشاهدين للأحداث.

ودعا جمهوره لعدم متابع المسلسل على هذه القناة، ووصفها بأنها لا تحترم حق المؤلف والمخرج وجميع العاملين بالمسلسل.

الأمر نفسه حدث مع مسلسل "الصعلوك"، للفنان خالد الصاوي، الذي تم حذف عبارات منه، اعتبرتها إدارة القناة نفسها، إساءة للدولة والحكومة، على الرغم من كونها في الإطار الدرامي.

وحذفت مشاهد وجمل من المسلسل الكوميدي "لهفة"، للفنانة دنيا سمير غانم، لمجرد اشتباه الإدارة في احتمالية أن تكون هذه الجمل والمشاهد دعائية لمنتجات أو محلات تجارية أو مناطق سكنية، على الرغم من أنهاء جزء من الحوار ولها هدف.

وعلى الرغم من النداءات التي يطلقها المسئولون بضرورة الوقوف إلى جانب تليفزيون الدولة، والمساهمة في نهضته من جديد، إلا أن إدارته لاتزال تتبع نفس الأفكار القديمة، التي ستؤدي إلى انهياره بالتأكيد.

وبعد كل هذه الإجراءات التي تتبعها إدراة التليفزيون العريق والأقدم في المنطقة العربية، هل يعتقدون أنهم سيحصلوا على أعمال فنية أخرى في السنوات المقبلة، وأن هذا الجهاز سيظل على قيد الحياة بهذه الإجراءات الغربية، أم سينتهي تماما؟

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى