الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

4 معارك في حياة رأفت الميهي.. أبرزها مرتضى منصور

كان شرسا جدا في معاركه. عنيدا في اختياراته. راهن على الفانتازيا ونجح. راهن على الشباب ونجح. راهن على أن يحفر اسمه في تاريخ السينما المصرية ونجح. واليوم رحل عن دنيانا. اليوم رحل رأفت الميهي وبقت أفلامه شاهدة على واحد من أهم رموز الفن في مصر.

وفاة المخرج رأفت الميهي عن 74 عاما


واقعة شهيرة حدثت في أواخر عام 1983، عندما قدم رأفت الميهى واحدا من أهم وأنجح الأفلام في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم "الأفوكاتو"، والذي صدم به الرأي العام، حيث قدم بصورة ساخرة الفساد المستشري في السلطة القضائية والداخلية وعالم المحاماة، فكان من الطبيعي أن يقف أكثر من 150 محام، ضد الفيلم.

بالفعل استشاط الجميع غضبا من شخصية "حسن سبانخ" الذي قدمها عادل إمام، وكذلك كل الرموز التي قدمها الميهي في الفيلم الذي جسّد انحلال مجتمع خارج لتوه من سياسة اقتصادية "منفتحة" في السبعينيات، وأقيمت الدعاوى ضد الميهي وضد الفيلم، مطالبين بوقف عرضه، وحصولهم على تعويض مؤقت 101 جنيه، لأن الفيلم يصور رجال القضاء والمحاماة بصورة غير لائقة ومشينة، ما يسئ إلى سمعة مصر.

ولسوء طالع الميهي أن القضية كان يحكم فيها مرتضى منصور، الذي قيل إنه شاهد نسخة الفيلم، وشاهد القاضي وهو يقوم بمغازلة الشاهدة "إسعاد يونس" في المحكمة بطريقة لا تليق، فانفعل مرتضى، وحكم بحبس رأفت الميهى ويوسف شاهين (موزع الفيلم) وعادل إمام، سنة مع الشغل، وكفالة عشرة آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ.

لكن بعد تدخل نقابة السينمائيين وبعض الشخصيات أصدر المحامي العام لنيابات الجيزة قرارا بإيقاف حكم مرتضى، فما كان للأخير أن يقدم استقالته، وتحول خصما في المعركة، بعد أن اتهمه عادل إمام بمحاولة الحصول منه على رشوة، فتقدم بدعوى سب وقذف، حُكم على الزعيم بسببها بالحبس ستة أشهر وغرامة مليون جنيه، إلا أنها ألغيت بعد اعتذار إمام لمرتضى في الصحف.


يعتبر كثير من النقاد، فيلم "إسماعيلية رايح جاي" لمحمد هنيدي ومحمد فؤاد، عام 1997، هو أول أفلام موجة سينما الشباب الجديدة، إلا أن الفيلم اعتمد على نجوم الصف الثاني وقتها، ثم أتى رأفت الميهي عام 2001 ليصنع أول تجربة سينمائية مصرية تعتمد على وجوه جديدة بالكامل، وهو فيلم "علشان ربنا يحبك"، الذي قام ببطولته أحمد رزق وداليا البحيري ولؤي عمران وجيهان راتب، حيث كان الرباعي وجوها جديدة.

لقد غامر الميهي بالتجربة، محاولا الوقوف أمام موجة كاسحة لأفلام الكوميديا كان أبطالها هنيدي والراحل علاء ولي الدين وأحمد آدم، لكنه لم ينجح على المستوى الجماهيري ولا النقدي، بسبب طبيعة الفيلم الغريبة التي لم تكن تستهوي جمهور السينما في هذا الوقت.


لم يتوقع أحد أن من قدم في أوائل الثمانينيات أفلاما كـ "عيون لا تنام" لفريد شوقي وأحمد زكي ومديحة كامل، و"للحب قصة أخيرة" ليحيى الفخراني، أن يتحول هذا التحول الرهيب لأفلام الفانتازيا في منتصف التسعينيات، بل ونال بعضها نجاحا جماهيريا مقبولا.

راهن الميهي على موهبته الفذة في تقديم أفلام غريبة المضمون، تميل إلى الكوميديا في محتواها، مثل "السادة الرجال" لمحمود عبد العزيز ومعالي زايد، و"سمك لبن تمر هندي" للثنائي نفسه، و"ميت فل" لشريهان، و"ست الستات" و"تفاحة" لليلى علوي. راهن أن يعرفه الجمهور بصاحب "الأفلام الغريبة" ففاز بالرهان.


كان مسلسل "وكالة عطية" الذي كتبه وأخرجه الميهي عام 2009 هو الأخير له على شاشة التليفزيون، بينما كانت له تجربة سينمائية أخيرة بعنوان "سحر العشق" لجمال سليمان، بعدها داهمته متاعب القلب، فكان يعانى منذ فترة بإعياء شديد أفقده القدرة على الكلام، حتى رحل عن دنيانا اليوم عن عمر يناهز 75 عاما.

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى