الارشيف / ثقافة و فن

الصبحية ...الجزء التاني....

اتفضلوا يا جماعة.. مافي شي من واجبكون.... هيك كم اكلة 


خفيفة عالسريع.... لا تعيبوا.. بتقول صاحبة البيت هالكلمات 


الغير صادقة على الاطلاق وبترسم على وجها ابتسامة رقيقة 


بتخبي فيها كل تعبها.. بعد هالمقدمة والديباجة الطويلة .. 


بيقمو هالستات عالبوفيه.. الي بتكون الها اول وما لها آخر.. 


طاولة مزينة على الآخر.. متل الاوتيلات.. شي طالع .. شي 


نازل.. شي غميق.. شي طبقات.. شي مشطح... شي مقطع.. شي ملون... شي مزين... 


شي عم يفور ويغلي... اشكال والوان متل كرنفال الربيع (الي بينعمل بهولندا مو مهرجان 


القطن تبع سوق الانتاج.....!!!)..


_ووووااو .. ليش معذبة حالك... لااااا هيك ما بيصير.. اتفقنا قهوة... هلق رح ينتزع 


الريجيم... الله يسامحك....

 

لحظات صمت مريبة.. هدوء قبل العاصفة... وبتبلش المعركة بتحليق عالي 

للصحون.. وبمستوى منخفض للشوك والسكاكين.... وبيبلش 

السكب... وووووووووو... يا حفيظ..... يا لطيف.. امسكو المسبحة وكملو معي الصلاة

النارية... صحون المعازيم بتصير متل القرية العالمية.. كل فنون الطبخ.. والوصفات

العالمية وكل ما توصلت إله البشرية من وصفات واكلات موجودة بصحن واحد... شوية

يبرق جنبن تماماً سوشي جاية عليهن صوص البوافر... الي انسكب فوقا كم قطعة كبة

نية.. بلزقن في غرتان... وبنفس الصحن شوية سلطة سيزر مختلطة مع المحمرة

واليلانجي وسلطة روسية.. وكلو عم يسبح بمرقة التبولة... والكولا دايت لو

سمحتوا... طبعا منشان الريجيم ... والله يعين هالمعدة شو رح تتحمل لتتحمل.. وهون

بتتوحد كل فئات المجتمع.. وبتنصهر في بوتقة الطبقة المحرومة والجائعة. . بيسود

الهدوء لأول مرة لمدة عشر دقايق فقط لا غير...

 

 

وبعدا بتبلش الأحاديث تتشابك من جديد وهنن عم ياكلو.. وهادا لحالو فن بحد ذاتو... انو 

الوحدة تحكي.. وتشرح.. وتاكل .. وتسكب .. وتنفعل .. وتركز وتستدوق الطعمة.. 

وتتوازن بالكعب العالي.. والحلق التقيل.. وتشفط بطنها.. وبنفس الوقت في بأيدها 

محرمة راكزتها تحت الصحن .. وبأيدها التانية كاسة العصير الرقيقة والتقيلة الي الها 

قاعدة .. وعيونها عشرة عشرة على باقي الأحاديث متل الرادار .. وعم تسمعن كلن.. 

وممكن كتير تقاطع الحديث لتنتين بعاد .. وتشارك بالرأي.. وكل هاد والحمرة لسه ما 

انتزعت...!!!!!!! وطبعاً لا بد ما نذكر المعلميات والملاحظات اللي بتتفتق فيا بعض 

الحاضرات.. على انا ما بحط جبنة لهالأكلة.. وهي ملحها زيادة.. وهي الصوص تبعها 

تقيل.. وانا بعملها اخف من هيك .. وووو الخ.. وصاحبة البيت بتتقبل هالملاحظات بصدر 

رحب وابتسامة عريضة كأنها مفرشيه أسنانها بالألتيكو.. مع انو اللي بتتفزلك هي اكتر 

وحدة بتاكل....!!! بعد مرور نص ساعة على بداية الأكل بتروح هيئة السفرة وبتصير 

متحف لمخلفات الحرب العالمية التانية.. او بالاحرى التالتة اللي عم تصير حالياً ببلدنا...

 

 

هون بتشلح صاحبة البيت الكعب العالي وبترفع شعرها لفوق .. وبتبلش تلم بأناقة بالغة 

وهدوء شديد الصحون الفاضية.. والكل عم يتشكر ويمدح

_ شو هالاكل الطيب.. كتير غلبتي حالك... سفرة للنظر.. بتبتسم صاحبة البيت وهي 

شايلة طبقة صحون فوق بعضها متل تدريبات المعهد الفندقي.. بيرجعوا المعازيم 

عالصالون ومنن بيبلش يدخن.. ووحدة بدها شاي.. ووحدة شاي اخضر منشان تحرق 

الدهون.. ووحدة بدها قهوة .. وكتير كتير من الفزلكات اللانهائية.. تعب الصبحية وشغلها 

كلو كوم... وهالطلبات بعد الأكل كله كوم تاني.... بتتقبل صاحبة البيت هالطلبات بقليل 

من الامتعاض... بس العالم خلص أخدت وش .. و ما حدا بيتنازل عن طلبو.. وبعناء شديد

بتحاول تلاقي بالمطبخ قرنة فاضية حتى تصف الفناجين من جديد.. طبعاً ما رح اتطرق 

لشكل المطبخ كيف بيكون لأنه هادا لحالو فيلم رعب.. و كابوس لصاحبة البيت... بتبلش 

العالم تروح وحدة ورا التانية.. بعد صراع مرير وبحث شاق بين أكوام المناطي 

والجاكيتات... (مناطي : جمع مطربش سالم لكلمة مانطو..) وهون لا بد انه أذكر 

الأحاديث الطويلة اللي بتنفتح عالباب .. احاديث ونقاشات ومداخلات.. بتبلش بكلمة الله 

يعطيك العافية.. وبتنتهي بكلمة خاطرك مع السلامة... بينجمعوا الستات بسيارة وحدة 

وبيسكروا الباب... بتندار أول وحدة وبتقول _ ييي .. قلبت معدتي.. والله ما قدرت أكل 

ولا لقمة.. شو هاد.. وحدة تانية بتردها... _ سفرة فقيرة.. مو عيب.. عازمة كل هالعالم 

على خبزة وجبنة (بما انه السفرة فيها صحن أجبان فاخر)... _ اي شفتي شفتي.. شقد 

وشا ناشف.. قالبة خلقتها بالعالم.. مين مفكرة حالها.. _ شفتي شقد بخيلة.. مو 

طبيعي.. عكلن هالعيلة معروفه ببخلها... سبحان الله بيبين الواحد مهما غطى 

وعمل... قال يعني عم تقلد سفرتي.. يييي شو جاب لجاب.. طبعاً ناهيكن عن الحكي 

والشلي على باقي المعازيم وقصصن وتفاصيل حياتن.. بيفضى البيت .. وبتخلص 

الصبحية عند المغرب.. وبتقوم ست البيت عالمطبخ وبتلم وبتقلب ما تبقى من 

الاكل.. وهي فرحانة انه دورها خلص.. ومفكرة انه بيّضتت وجها.. بس للأسف ما بتعرف 

شو عم ينحكى بضهرها...


ودمتم برعاية الله...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا