الارشيف / ثقافة و فن

يا الله

كل ما أراه هو الحطام، والتشتت، والضياع، وبكلمة واحدة تستطيع أن تهلكني كلياً، وفي طريقي يلازمني الظلام والوحشة، ثمّ بتضرع يصرخ قلبي: يا الله، احضن هذا الحزن العميق بلطفك.

لم يعد بإمكاني التشبث بأيدي الأحباب، واللحاق بهم كلما شعرتُ بالوحدة، فلا أطيق ولا يمكنني الآن التحمل فحان الوداع لذكرياتهم، وأرواحهم، فنفسي أحق من أنها تذبل مع علاقة بائسة، وأيام طويلة مع التعاسة، وشتاء مزدحم بالجفاء!

سأحتمي بمعطفك يا الله، وأردد تعويذاتك، وأركض كثيراً باتجاهك، فلا حول لي ولا قوة إلا بك، فأنا أحتاجك طوال الوقت أكثر من الوقت الذي مرّ، فاكتب على خطواتي الثبات والنجاة، واحفظ قلبي بحفظك يا حفيظ، واجبر ما انكسر يوماً.

يا الله، كلمات تخرج من أقصى الروح، وتتمدد إلى كل حيٍّ في داخلي لتهدأ، ثمّ تأخذها الموجات الصوتية إلى السماء، وتخترق كل السماوات السبع، فتذهب إلى حيث أتت إلى الله، ومن الله إلى الطمأنينة في عيني.

يا الله، النداء الوحيد الذي يربت على كتفي، ويشدّ ظهري لأسير بكل إصرار، ويرسم لي من الأمل نقطة، فأكون المرأة القوية في وجه الحياة وانعكاساتها، والمرأة الواثقة بأقدار تبهج قلبها، والمرأة العاشقة لجمال الأرواح وبساطتها، والمرأة الحرة في ذاتها، والمرأة الباحثة عن معناها.

هناك أيام باردة، لا يمكن المرء تحملها حتى وإن ظنّ بأن لديه شخصٌ قادرٌ على حمايته قد لا يكون هناك في اللحظة المناسبة، فالله هو وحده معك وقادرٌ على تحمل ثرثرتك، وشكواك، ودموعك، وكل الأشياء الغبية التي تريدها ولا تريدها.

ألا يستحق الله أكثر؟

التعبّد ليست فقط حركات متكررة، ولسان يردد القرآن، ويحلل ويحرم وفق ما يراه!

التعبّد هو: حضور قلبك وكل كيانك يهمس الله، فتهتز أفعالك وتبكي من خشية الله، وتظهر على خطواتك معنى الله، فإن كانت الدنيا جنة فهي جنة عندما تتقرب لله.

 

بـقلم: رنا الحامد

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا