الارشيف / ثقافة و فن

المشوَّهون - قصيدة للداعي

إلى المطربين العرب الذين سيحيون حفلات رأس السنة و يشربون أنخابها مقابل آلاف الدولارات، وإلى زبائنهم العرب الذين سيدفعون مئات و ربما آلاف الدولارات للرقص و السهر على أصوات المطربين أعلاه في بيروت و دمشق و عمّان و القاهرة و سواها من عواصم عربية كل في حين يُباد شعبٌ بكامله على مقرُبةٍ منهم و تحت أعينهم ..
لا أحد يطلب أو يتوقع أن تتوقف الحياة بسبب الحرب في غزّة، و لكن بعض اللياقة و الذوق تتطلب أن لا يبالغ المرء بالاحتفال و الفرح، فليس هناك ما يفرح حقيقةً،
ومن أراد بعد هذا كلّه أن يحتفل فالأولى أن يكون ذلك "على الضيّق" و مع العائلة و الأصدقاء ..


ها هوَ العام الجديد يُطلّ مقتربا
اسمع يا من أضاعَ الخُلقَ و الأدَبا
أليسَ فيكَ من الإحساسِ ذرّةٌ
أم قدِ اختلّ فيك العقلُ و اضطربا
إلى الحفلاتِ تمضي غيرَ مكترِثٍ
وَ همّك أن تسمعَ الألحانَ والطّربا
فهنا نانسي وهناكَ ديكٌ وَ وائلٌ
و ربما "دجاجةٌ" صوتُها يَنقُر الحَبَبا
و "مُطيربونَ" تخالُ النشازَ صنعتُهم
صوتهم كنقّارِ خشبٍ ينقرُ الخشبا
ما "يغنّون" من الكلامِ إلا سفاهةً
فَتبّاً لمن صفصَف الكلماتِ أو كتبا
ما لهم من همّ إلا جمعُ أموالٍ
الدولارَ و اليورو و الألماسَ و الذهبا
أَ حفلٌ و رقصٌ على إيقاعِ طبلةٍ
و بِغزّةَ حربٌ تنشرُ الموتَ والكرَبا
أَ حفلٌ و في غزّةَ كلّ يومٍ مأتمٌ
و أنّى نظرتَ ترى النيرانَ و اللّهبا
و شعبٌ صارَ في الخيامِ مشرّداً
حُرِمَ من أحلامهِ و حقّهُ اغتُصِبا
محاصرٌ ما بين ظلمٍ و ظُلمةٍ
باتَ على بلواه صابراً محتسبا
ليت شعري هل مات الحياءُ فيكم
أم تراهُ من قلّة حيائِكم.. هربا
"يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ"
ما عادَ ينفعُ فيكمُ هجائي ولا العَتبا
أتعجّبُ لحالٍ قد وصلنا إليه..
قالتِ الأمثالُ:عِش رجَباً ترى عجَبا
فليسجّل التاريخُ في صفحاتهِ
نحنُ شعبٌ على رأسهِ يسيرُ .. مُنقلِبا
تتسابقُ الشعوبُ نحوَ رفعتها
ونحو الجهالةِ .. لا أحدٌ يسبقُ العرَبا

 

 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا