الارشيف / ثقافة و فن

المرياع

المـــرياع
...........
وكــيــفَ يــحرَّرُ الأقــنانُ جــيلاً
إذا خــلــقــوا عــبــيداً بــالــولادةْ
.
وســيِّــدُهمْ  لـــهُ حـــقٌ عــلــيهمْ
كــمــا ربُّ الــسماءِ لــه الــعبادةْ
.
إذا  مـــا مـــاتَ يَــخْــلِفُهُ بَــنُــوهُ
كــأمْــتِــعَةٍ وأبْــنِــيَــةٍ مُــــشــادةْ
.
وهــمْ كــالعيرِ لــيسَ لــها قــرارٌ
تــمــصُّ دِمَــاءَها بَــطَراً قُــرَادَةْ
.
وســـاروا كــالقطيعِ وراءَ كــبشٍ
خَــصِــيٍّ كــالــنِّعاجِ بـــلا إرادةْ
.
هو المرياعُ خلفَ الجَحْشِ يَمْشي
أمــامَ الــجمعِ بــاتَ لــهُ الــرّيادةْ
.
لـــهُ جـــرسٌ يُــجَلْجِلُ بــانتظامٍ
لــكي يــمضوا عــلى نهجِ القيادةْ
.
إذا مـــا شـــذَّ فَـــرْدٌ ذاتَ يــومٍ
تــلاحــقُهُ الــكلابُ بــلا هــوادةْ
.
لــيرجع طــائعاً مــن غــير كَرْهٍ
فــفــي الإقــناعِ تــمتلكُ الإجــادةْ
.
فــمن أوبــارهمْ صــنعوا فــراشاً
ومــن ريــشِ الــنّعامِ لــهُ وسادةْ
.
ومــن حــرمانهمْ يَــبْني قصوراً
عــلى أوجــاعهمْ يُــبدي جَــلادةْ
.
وإنْ بــذلــوا لـــهُ مــالاً ونــفساً
يُــؤَنِّــبْهُمْ ويــرغــبُ بــالــزّيادةْ
.
إذا مــا شــاءَ خــاضَ بهمْ حروباً
نــتــائجُها الــكــوارثُ والإِبــادةْ
.
لــيسبحَ فــوقَ بــحرٍ مــن دمــاءٍ
ويــصنعَ مــن جــماجمِهمْ قِــلادةْ
.
هـــو الــسَّبَّاقُ يَــشْرِيهمْ بــبخْسٍ
فــفي الــتَّسْوِيقِ حاز على شهادةْ
.
وهـــمْ بــالعُـرْفِ لا هَـمٌّ لــديهمْ
ســوى تَفْخِيمُ أصــحابِ السعادةْ
.
بــعصرِ الــقبحِ باتَ الزَّيفُ نهجاً
وبــالــتّلْفِيقِ تُــصْــطَنَعُ الإشــادةْ
.
فــيا أهــلَ الــمودة، فانــصَحوهمْ
لــعلَّ تُــفِيدُ فــي النّصحِ الإعادةْ
.
فــمــا حصلَ الــتّقدمُ فــي مــكانٍ
وفــيه الــناسُ أهــونُ من جرادةْ
.
إذا لـــمْ يــصبح الإنــسانُ حــراً
فـــلا وطــنٌ يَــعِزُّ ولا ســيادةْ
.
عبد الناصر عليوي العبيدي
 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى