الارشيف / صحة و رشاقة / اليوم السابع

اضطراب السلوك لدى الأطفال.. كيفية تجنبه وطرق علاجه

اضطراب السلوك هو سلوك متكرر ودائم من الطفل، يتعدى فيه على حقوق الآخرين، ولا يتفق مع التقاليد وقواعد المجتمع الذى يعيش فيه، ينتشر هذا المرض فى الأولاد أكثر من البنات.

يوضح الدكتور جميل صبحى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن أسباب اضطراب السلوك هو إصابات المخ والأمراض العضوية، مؤكدا أن أى مرض يصيب المخ، قبل أو بعد الولادة، يؤثر على سلوك الطفل، مثل تناول الأم عقاقير ضارة بالطفل أثناء الحمل، أو أن تكون الولادة متعسرة وأدت إلى إصابة، ولو طفيفة، فى مخ الطفل، أو أسباب وراثية وجينات، أو المشاكل العائلية، موضحا أن الطفل الذى يفتقر الحياة الدائمة وسط عائلة مستقرة يكون عرضة لكثير من الأمراض النفسية، وعلى رأسها اضطراب السلوك، مثل أطفال الشوارع، فكثير من هؤلاء الأطفال هربوا من منازلهم نتيجة الفقر وإهمال الأهل والمشاكل الاجتماعية، وينتهى بهم المطاف للحياة فى الشارع، حيث يكتسب هؤلاء الأطفال السلوك العدوانى كنتيجة طبيعية لهذه الحياة، ويكون هذا السلوك وسيلة للحصول على المال أو وسيلة لحماية النفس.

ويبين "صبحى"، كيفية تجنب السلوك العدوانى لدى الطفل، وذلك بوضع قواعد عامة للمنزل، مثل تحديد مواعيد الوجبات، المشاركة فى بعض الأنشطة، كالرياضية والثقافية، ووضع ملامح محددة للسلوك المرغوب فيه، وتوضيح ذلك للطفل بصورة مبسطة، ومتابعة سلوك الطفل وما يفعله والتحدث معه عن مشاعره وما يشغله أو يزعجه، وكذلك تجنب المغالاة فى الحب أو العقاب أو التذبذب فى المشاعر من الحب الشديد إلى العقاب الشديد فى أحيانا أخرى، مشيرا إلى أنه فى فترة المراهقة يتأثر المراهق بالبيئة والمجتمع، خاصة أصدقائه، فيحاول تقليدهم فى كل شىء، ويكون تأثير شلة الأصدقاء على المراهق عميقاً.

يقول "صبحى"، إن من أخطر العوامل هو تعرض الطفل لفترات طويلة من الاعتداء البدنى أو النفسى أو الجنسى، مما يؤدى إلى تراكم عنف داخلى وحقد على المجتمع داخل الطفل، ولأن الطفل لا يستطيع التعبير بالكلام فى معظم الأحيان، ولكنه يعبر عن مشاعره بالسلوك العنيف والأعمال التخريبية.

ونتيجه لذلك قد يتجه بعض الأطفال إلى السرقة، خاصة إذا كان سلوكا متكررا فى مواقف عدة، السلوك العنيف تجاه الناس والحيوانات والانحراف الجنسى، مثل ممارسة الجنس فى سن صغيرة، واغتصاب الأطفال أو الشذوذ الجنسى، الهروب من المدرسة، وغالبا يبدأ قبل سن 13 عاما والتأخر فى التحصيل والفشل الدراسى، السهر خارج المنزل والهروب منه، وأخيرا الإدمان.

ويؤكد استشارى الأمراض النفسية والعصبية أن علاج اضطراب السلوك لدى الطفل يبدأ بوضع خطة ، علاجية لكل طفل على حدة حسب ظروفه، لافتاً إلى توعيه الوالدين بمعاملة الطفل والتفاعل معه بطريقة تمتص غضبه وتحد من العنف الداخلى لديه حتى يستطيع الطفل تعديل سلوكه العدوانى، ولكن إذا نشأ هؤلاء الأطفال فى عائلات مضطربة ومفككة فيجب علاج العائلة ككل، ومساعدتها إلى خلق نظام عائلى أكثر استقرارا وتحسين التواصل والحوار بين جميع أفراد العائلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى