في مختبر جامعة بوليتكنك فلسطين بمدينة الخليل في الضفة الغربية تعكف طالبتان على ابتكار جهاز طبي تأملان في أن يساعد المرضى الذين يعانون من مشكلات في الكلى.
و تدرس كلٌ من " هيا سلهب " و " رغدة جعبري " الهندسة و تتخصصان في مجال تصميم المعدات الطبية، و طوّرتا في الآونة الأخيرة جهازاً استلهمتا فكرته من تدريب ميداني في مستشفى الخليل الحكومي.
و قالت " هيا سلهب " : “ الفكرة انطلقت من خلال التدريب الميداني في مستشفى الخليل الحكومي و زياراتنا لقسم غسيل الكلى. فيه عدد كبير، القسم مكتظ بالمرضى الذين ينتظرون دورهم لفترات طويلة ”.
و خرجت الطالبتان من التدريب بفكرة جهاز محمول للغسيل الكلوي يشبه السترة أو الصديري و تأملان أن يتوفر للمرضى بسعر معقول. و على الرغم من وجود سترات أخرى مشابهة، فإن هذا الابتكار يتميز بطبيعته الشعبية.
و قال " رمزي القواسمي " المشرف على المشروع “ المشروع بحد ذاته يعتبر إنجازاً. ليس لأنه الوحيد من نوعه على مستوى العالم. فهناك مشاريع شبيهة لكن لأنه يُنفذ في ظروف صعبة في ظل إمكانيات شحيحة و في ظل صعوبة في توفير جميع ما يلزم لتنفيذه ”.
و فاقم الحصار الإسرائيلي ميزانية المشروع البسيطة، و ذلك بتعقيده عملية استيراد المعدّات و اللوازم الطبية الضرورية لتطوير السترة أو الجهاز.
و التفت الطالبتان على تلك المعوقات بتواصلهما مع مهندسين طبيين آخرين و استخدام أجزاء من آلات غسيل كلى قديمة أُحيلت للتقاعد.
و على الرغم من عدم تجربة الجهاز على الإنسان بعد، فإن هناك تفاؤلاً بأن هذا المشروع سيساعد المرضى و ذويهم على الاعتناء بهم على المدى البعيد.
و هناك خطط تطوير على المدى البعيد و خطط لإنتاجه على نطاق واسع بمساعدة برنامج جامعي يوصل الطلاب و مبتكراتهم بالمستثمرين المحتملين.
و على الرغم من عدم توفر إحصاءات بشأن عدد المرضى الذين يعانون من مشكلات في الكلى في الضفة الغربية، فإن هذه المشكلات شائعة و هناك حالات حادّة تتطلّب عمليات غسيل كلوي بشكلٍ مستمر نتيجة الإصابة بفشل كلوي.