عقب تسريبات كامبريدج أناليتيكا التي أضرت بالمعلومات الشخصية لما يصل إلى 87 مليون شخص على فيسبوك، أصيب مستخدمي الموقع بحالة من الارتباك الشديد بسبب كثرة الأقاويل حول ما يعرفه فيسبوك عنهم.
وبدأت الكثير من الأسئلة تظهر مثل: هل يقوم فيسبوك بالتجسس على مستخدميه، هل يطلع على الرسائل الخاصة، هل يتعقب تطبيق الفيسبوك مكالماتك وموقعك على الهاتف؟ هناك بعض من هذه الأسئلة أجاب عليها مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لفيسبوك خلال استجوابه من قبل المشرعين في الكونغرس الأمريكي، ولكن هناك المزيد من الأسئلة التي مازلت ُتطرح حتى الآن!
لذلك سنستعرض في هذا التقرير حقيقة تتبع الفيسبوك لمستخدميه لنتعرف على ماهو حقيقي وما هو غير ذلك – وما يمكننا فعله حيال ذلك كله.
أولاً: هل يتجسس فيسبوك عليك عبر ميكروفون هاتفك؟
الإجابة لا، نعلم جميعا أنه شعور مرعب أن تتحدث عن منتج ما وفجأة تجد إعلاناته تظهر لك في خلاصة الأخبار على الفيسبوك، هل حدث ذلك معك من قبل؟ أن تتحدث عن منتج أو شركة عشوائية ثم تشاهد إعلانًا لنفس الشيء بالضبط! ولكن هل يعني ذلك أن فيسبوك يتنصت على محادثاتك مستخدمًا ميكروفون هاتفك. نفي فيسبوك ذلك بشكل قطعي قائلًا “إن الخوف من التجسس عليك باستخدام ميكرفون هاتفك على مدار الوقت شيء يدور برأسك أنت فقط”
وحول هذا الأمر قال جو أوزبورن المتحدث باسم فيسبوك عبر رسالة بالبريد الإلكتروني لموقع USA Today: “لا يستخدم الفيسبوك ميكروفون هاتفك لاستهدافك بالإعلانات أو تغيير ما تراه فى خلاصة الأخبار، فنحن لا نعرض إعلانات استنادًا إلى ما تتحدث عنه بصوت عالٍ”.
ومع ذلك يطلب فيسبوك أذن للوصول إلى الميكروفون لنشر مقاطع الفيديو أو إجراء مكالمات باستخدام فيسبوك مسنجر، إذا كنت لا تستخدم أيًا من هذه الميزات فمن السهل إيقاف تشغيلها عبر إعدادات فيسبوك على هاتفك الذكي.
إذا كنت من مستخدمي هواتف آيفون يُمكنك إيقاف هذه الميزة بالانتقال إلى الإعدادات ثم خيار الخصوصية ثم اختر الميكروفون واضغط على مفتاح الفيسبوك لإيقاف تشغيله. ويمكنك أيضًا من نفس المكان إيقاف استخدام مسنجر وإنستاجرام للميكرفون.
أما إذا كنت من مستخدمي نظام التشغيل أندرويد يمكنك الانتقال إلى الإعدادات ثم خيار التطبيقات ثم اختر فيسبوك ثم خيار الأذونات ثم خيار تعطيل الميكروفون.
ثانيًا: هل فيسبوك يتتبع موقعك من خلال الهاتف؟
الإجابة نعم، يتتبع فيسبوك موقعك لأسباب متعددة بما في ذلك إمكانية تسجيل زيارتك لبعض الأماكن مما يتيح للأصدقاء والعائلة معرفة مكانك أو مكان وجودك، وهناك الكثير من المستخدمين يعمدون إلى استخدام هذه الميزة لمشاركة مواقعهم الجغرافية في الوقت الفعلي مثل: زيارة متجر ما أو السفر إلى مدينة معينة أو التواجد بمكان معين، وبناء عليه يستخدم فيسبوك هذه الميزة لعرض الإعلانات وفقًا لذلك.
يقول فيسبوك: “إن الأشخاص يمنحون التطبيقات إذنًا بإمكانية الوصول لموقعهم الجغرافي عند التسجيل بها ويمكن لهذه التطبيقات استخدام هذه المعلومات لعرض المحتوى أو الإعلانات التي تهمك ولكنك تستطيع التحكم في هذه الميزة.
ولإيقاف تشغيل ميزة تتبع الموقع الجغرافي على الهواتف الذكية، يمكن لمستخدمي نظام التشغيل iOS الدخول إلى الإعدادات على الآيفون أو الآيباد ثم الضغط على الخصوصية، ثم النقر على خدمات الموقع، ثم الضغط على فيسبوك، ثم النقر على إيقاف تتبع الموقع بعد قيامك بهذه الخطوات لن يكون لدى الفيسبوك أي قدرة لتتبع المواقع الخاصة بك.
أما مستخدمي نظام أندرويد فيمكنهم الانتقال إلى الإعدادات ثم خيار إعدادات الحساب ثم خيار الموقع واضغط عليه لإيقاف تشغيله ومن نفس المكان أيضًا يمكنك تعطيل خاصية الاحتفاظ بالمواقع التي تزورها.
ثالثًا: هل يَبيع فيسبوك بياناتك للمعلنين؟
الإجابة لا، ولكن يجني الفيسبوك الجزء الأكبر من أمواله من خلال الإعلانات بالموقع وبشكل افتراضي يستخدم معلومات ملفك الشخصي – مثل اهتماماتك وعمرك وموقعك والصفحات التي تتبعها – لعرض إعلانات تهمك ويأمل الموقع أن تتفاعل معها، لكن المعلنين لا يحصلون على معلوماتك الشخصية.
وهذا يعني أن الفيسبوك لا يبيع بياناتك للمعلنين ولكنه يبيع لهم حق الوصول لك عن طريق الإعلانات من خلاله حيث اتجهت إليها شريحة كبيرة من الشركات والمؤسسات التجارية مع وصول عدد مستخدمي الموقع لأكثر من 2 مليار مستخدم الأمر الذي لم يحدث مع أي مواقع تواصل اجتماعي آخر.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وهذا ما أكده مارك زوكربيرج للسيناتور جون كورنين خلال شهادته الأسبوع الماضي: “هناك اعتقاد خاطئ شائع بأننا نبيع بيانات المستخدمين للمعلنين ولكننا لا نفعل ذلك بالطبع ما نسمح به هو أن يخبرنا المعلنون بمن يرغبون في الوصول إليه ومن ثم نقوم بعرض الإعلان للجمهور المناسب، ونقدم للمعلنين تقارير حول أنواع الأشخاص الذين يرون إعلاناتهم وكيفية أداء إعلاناتهم على الموقع، ولكننا لا نبيع المعلومات التى تحدد هويتهم الشخصية”.
ولكن الضجة التي أثيرت حول الكشف عن تسريبات كامبريدج أناليتيكا أجبرت فيسبوك على إجراء تغييرات على كيفية استخدام المعلنين للموقع، مما أزاح الستار عن الآلية المستخدمة في استهداف الإعلانات.
في أواخر شهر مارس المنصرم قال فيسبوك: “إنه سينهي خاصية كانت تسمح للمعلنين باستهداف مستخدمي فيسبوك بمعلومات يتم جمعها من خلال تطبيقات الطرف الثالث مثل: مشترياتهم التي تتم خارج الإنترنت أو السجلات العامة، وعلى الرغم من ذلك لا يزال بإمكان المعلنين رفع المعلومات التي لديهم حول المستخدمين (مثل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف) واستهدافهم استنادًا إلى تلك المعلومات باستخدام إعلانات فيسبوك.
إذا كنت ترغب في منع استخدام تلك البيانات لإظهار الإعلانات، فيمكنك إغلاقها من خيار “الإعلانات المفضلة” الموجود بالموقع.
رابعًا: هل يقرأ فيسبوك رسائلك النصية ويستمع إلى مكالماتك؟
الإجابة لا، ولكن يحتوي تطبيق فيسبوك الموجود بهاتفك على ميزة تتيح لك مزامنة رسائلك النصية ومكالماتك مع تطبيق فيسبوك مسنجر، ولكن هذه ميزة تحتاج لتسجيل مسبق بمعنى أنه يجب عليك إعطاء إذنًا لفيسبوك للقيام بذلك وهي متوفرة فقط على الهواتف العاملة بنظام أندرويد.
أما الذين يستخدمون فيسبوك مسنجر عبر هواتف آيفون فبإمكانهم اختيار مزامنة قائمة جهات الاتصال مع التطبيق ولكن لا يمكنهم مزامنة المكالمات والرسائل النصية.
يقول فيسبوك: “إنه يوفر ميزة مزامنة المكالمات حتى يُمكنك بسهولة من العثور على أصدقائك وعائلتك على تطبيق مسنجر من خلال دفع المتصلين المتكررين إلى أعلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بك”، والحقيقة أن هذه الميزة تتضمن تتبع تاريخ مكالماتك ومراسلاتك النصية فقط.
ويضيف إنه لا يستمع فعليًا إلى المكالمات أو يقرأ محتوى أي رسائل نصية ترسلها، ولكنه يلاحظ التاريخ والوقت ومن الذي كنت تتحدث معه أو تراسله، ويفحص تلقائيًا الروابط والصور المرفقة لتأكد من عدم احتوائها على برامج ضارة أو مواد بها انتهاك جنسي للأطفال”.
وفي أوائل شهر أبريل الحالي قال فيسبوك: “إنه يخطط لحذف جميع السجلات التي مضى عليها أكثر من عام وتقليص نوع المعلومات التي يحتاجها العملاء لتقديم هذه الميزة”
يمكنك إزالة كل هذه المعلومات بسهولة – حتى إذا كنت قد وافقت بالفعل على تفعيل هذه الميزة، وذلك ضمن إعدادات تطبيق مسنجر قم بإيقاف تشغيل “الاتصال المستمر ومكالمات الرسائل القصيرة”، وسيقوم فيسبوك بعدها بحذف جميع البيانات المخزنة مسبقًا. كما يمكنك أيضًا إفراغ سجلات المكالمات وجهات الاتصال على الويب باستخدام صفحة سجل المكالمات وجهات الاتصال على فيسبوك.
خامسًا: هل يمكن أنّ يَتتبع فيسبوك كل تحركاتك على الويب؟
الإجابة نعم، حيث يعتمد نشاط الإعلانات في الفيسبوك على معرفته بأمور تثير إعجابك أو عدم إعجابك قدر الإمكان، ويحصل على بعض معلوماته من مواقع الويب الأخرى التي تزورها. وهناك ميزة تسمى فيسبوك بكسل Facebook Pixel، يمكنها التجسس على عاداتك أثناء تصفح الإنترنت حتى عندما لا تكون في داخل فيسبوك، وتستخدم البيانات التي تجمعها لرسم صورة أكثر دقة عن هويتك.
ولكن يمكنك التحكم في ما إذا كان فيسبوك يستخدم البيانات التي يجمعها لاستهدافك بإعلانات محددة، انتقل إلى حسابك الشخصي بفيسبوك من خلال الحاسوب الشخصي أو الهاتف، ثم انقر على الإعدادات واختار الإعلانات ثم “إعدادات الإعلان Ad setting” ويمكنك إيقاف “الإعلانات التي تستهدف الاهتمامات” بالضغط على خيار “إيقاف التشغيل – off”.
وهناك خيار آخر وهو إضافة أدوات على متصفح الويب الخاص بك تمنع أي موقع من تتبعك، مثل Ghostery الذي يسمح لك بتعطيل المواقع التي تتبعك على صفحات الويب، أو أداة “Facebook Container Extension“، التي تُساعدك في عزل هويتك أثناء تصفح موقع فيسبوك داخل حاوية منفصلة، وبالتالي تَمنع فيسبوك من تتبعك وتسجيل بياناتك أو استهدافك .عندما تقوم بتثبيت أداة “Facebook Container Extension” ستقوم بحذف ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك على الفيسبوك وتسجيل خروجك منه، في المرة التالية التي تزور فيها موقع فيسبوك، سيتم فتحه في علامة تبويب جديدة في المتصفح، والتي تُعرف باسم “علامة تبويب الحاوية”.
سادسًا: هل يُمكن لفيسبوك تتبع ما تشتريه عندما تكون غير متصل بالإنترنت؟
الإجابة نعم، حيث يساعد فيسبوك المعلنين على تتبع ما يُطلق عليه “التحويلات التي تتم دون اتصال بالإنترنت”، وهي عبارة عن عملية شراء داخل المتجر. ليس من السهل تقريبًا متابعة هذه الأنواع من عمليات الشراء مقارنةً بتلك التي تقوم بها مباشرة من متصفح ويب، ولكن من خلال الشراكة مع موفري خدمات الدفع مثل: شركة سكوير Square لبطاقات الدفع الائتمانية ومجموعات مراكز الاتصال وبرامج الولاء لمتاجر التجزئة، يمكن لفيسبوك أن يظهر للمعلنين ما إذا كانت إعلاناتهم تعمل على الأشخاص المناسبين.
للأسف ليس هناك حل سهل لهذا الأمر، ولكن يمكنك اتخاذ بعض الخطوات للحفاظ على خصوصية عمليات الشراء الخاصة بك. على سبيل المثال احتفظ ببطاقات الدفع الخاصة بك بعيدًا عن فيسبوك باستخدام عنوان البريد الإلكتروني ومعلومات التسجيل التي لا ترتبط بحسابك على فيسبوك. تجنب الإيصالات الرقمية عندما يكون ذلك ممكنًا نظرًا لأن هذه طريقة أخرى يستطيع بها بائع التجزئة الحصول على عنوان بريدك الإلكتروني وإجراء الاتصال بك. الإلتزام بهذه الإجراءات سيمنع شركات جمع البيانات من الحصول على معلومات كاملة عن سلوكك الشرائي خارج الإنترنت، وبالتالي لن يتمكن فيسبوك من تتبع حركة الشراء التي تقوم بها خارج الإنترنت.