انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الأربعاء الموافق 4 آذار ( أبريل ) الفنان السوري القدير " عمر حجو " عن عمرٍ يناهز الرابعة و الثمانين عاماً في منزل ابنه بالعاصمة السورية دمشق. و كان الفنّان الراحل قد خضع لعملية جراحية في الظهر منذ شهر تقريباً، بمدينة طرطوس لكن تطوراً ما استدعى نقله لأحد مشافي العاصمة السوريّة، قبل أن يفارق الحياة صبيحة اليوم الأربعاء.
و لقد صرّح نجل الراحل، المخرج " الليث حجو " للصحافة قائلاً : " والدي توفي صبيحة اليوم في البيت بالعاصمة دمشق، و لم يكن يحتاج في أواخر أيامه إلى مستشفى، و هو تجاوز الحالة الحرجة التي تعرّض لها في مدينة طرطوس و أقعدته في مستشفاها لفترة من الزمن. ".
و أضاف " حجو " : " تخرّج من مستشفى طرطوس و نقلناه إلى دمشق و بقي في المنزل حتى توفي اليوم، و لا أعرف في أي مقبرة سيوارى جثمان أبي الثرى، لكن أتوقع أن تكون بين مقبرة الباب الصغير أو مقبرة الدحداح، و أستبعد نهائياً أن يتم الدفن في مسقط رأس العائلة في حلب، بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة في حلب. "
الجدير بالذكر أن الفنّان الراحل هو من مواليد مدينة حلب 31 آذار ( أبريل ) 1931، و هو من مؤسسي نقابة الفنانين السوريين، و هو والد المخرج " الليث حجو " و شقيقته الفنانة المعروفة " أميرة حجو " و ابن شقيقته المطرب " طلال المدرِّس ".
بدأ مسيرته الفنيّة من المسرح، حيث أسس فرقة مسرحية للهواة أواسط خمسينيات القرن الماضي في دمشق، و لجأ إلى فن الإيماء للهروب من الرقابة، بعد تضييقها عليه، بسبب احتجاج السفارة الأميركية ذلك الوقت على عرضٍ بعنوان " مبدأ أيزنهاور " قدّمه بالتزامن مع العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956. شارك في التمثيل إلى جانب عدد كبير من النجوم السوريين المعروفين مثل : " دريد لحام " و الراحل " نهاد قلعي ".
" حجو " من أوائل الفنّانين السوريين الذين نقلوا هموم الشارع السوري إلى المسرح في إطار كوميدي ساخر ينتقد الأوضاع السياسية و الاجتماعية المعاصرة، و ذلك عبر مسرح الشوك الذي أسسه في الستينيات، و من أبرز عروضه ( جيرك ) إخراج " دريد لحّام "، و تناول فيه أسباب هزيمة 1976 { نكسة حزيران }، و قُدِّم في النسخة الأولى من مهرجان دمشق المسرحي، و خلال العام ذاته ساهم الفنّان الراحل بتأسيس نقابة الفنّانين السوريين.
كما كان " عمر حجو " من مؤسسي أسرة تشرين المسرحية مع الفنّان القدير " دريد لحّام " و الكاتب الراحل " محمد الماغوط " في العام 1973، و قدّم مع هذه الفرقة : ضيعة تشرين 1974، غربة 1976، كاسك يا وطن 1979، شقائق النعمان 1987.
و اختتم " حجو " مشواره المسرحي مطلع العام 2011 بمشاركته إلى جانب " دريد لحّام " في كتابة و تمثيل مسرحية ( السقوط )، التي قُدِّمت على خشبة مسرح قطر الوطني، و اعتبرت هذه المسرحية محاولة لاستلهام مرحلة ( مسرح الشوك ).
في رصيد الراحل العديد من الأفلام السينمائية، و يعرف منها 11 فيلم، معظمها كانت مع " لحّام " نذكر منها : صح النوم 1975، إمبراطورية غوّار 1982، الحدود 1984، التقرير 1986، كفرون 1990، الحدود، حب و كاراتيه، اللص الظريف، الثعلب، خارج التغطية، المزيفون، غوار لاعب كرة، إمرأة تسكن وحدها، و كانت له تجربة وحيدة في التأليف هي فيلم ( غرام المهرج ).
دخل " عمر حجو " عالم التلفزيون في العام 1963، حيث قدّم أول أدواره التلفزيونية في ( ساعي البريد ) تحت إدارة المخرج الراحل " سليم قطايا "، و تلاه عشرات الأدوار على مدى خمسين عاماً تقريباً، طغى عليها الحس الكوميدي الساخر الذي يلامس المرارة، و كان الراحل من أبرز وجوه السلسلة الانتقادية الشهيرة ( بقعة ضوء ) حتى الجزء العاشر 2014، و ربما سيتذكر الجمهور السوري طويلاً دوره في مسلسل ( سنعود بعد قليل ) 2013، تحت إدارة ابنه المخرج " الليث حجو "، و أمام رفيق دربه " دريد لحّام ".
غادر " حجو " جسداً لكنه قدّم لنا أكثر من ست و سبعون عملاً ستبقى ذكرى فرح في قلوبنا، كما نقش اسمه على جدار الحركة الفنية و الفكرية في سورية، حيث يعتبر من روّاد المسرح السوري.
أسرة مجلة نـور الـصـحـافـة و باسم رئيسة تحريرها الإعلامية " نـور الـخـطـيـب " تتقدّم بأحر التعازي من أسرة الفنان القدير الراحل و تسأل المولى عزّ و جلّ أن يتغمّده برحمته الواسعة و أن يسكنه فسيح جناته و يلهم ذويه و محبيه جميل الصبر و السلوان. إنا لله و إنا إليه راجعون.