كانت الأفلام القصيرة للثنائي "لوريل وهاردي" التي عرضها التلفزيون المصري في هذه الفترة تتجاور جنبا إلى جنب مع أفلام "توم وجيري" إلا أن الأخيرة تصارع البقاء، في حين اختفت الأولى تماما.
ربما رأى القائمون على جداول برامج التلفزيون أن الأفلام الصامتة غير مناسبة لجيل الألفية في مصر، أو قد يكون السبب تهالك الأشرطة أو اختفائها في ظروف غامضة. لا أحد يعلم بشكل كامل حقيقة منع أو عدم عرض التلفزيون المصري لهذه الأفلام القصيرة.
الطريقة التي اختفت بها أفلام لوريل وهاردي عن الجمهور المصري، تتشابه إلى حد كبير مع الطريقة التي اختفى بها الثنائي عن جمهورهما في العالم، بعد أن قدما معا مائة وأربعة فيلم قصير، وستة وعشرين فيلماً روائياً طويلاً.
لقد كوّن الممثل الأمريكي "هاردي" ثنائيا ناجحا مع صديقه الاسكتلندي "لوريل" بأفلام صامتة أغلبها قصير، لكن عندما نطقت السينما انطفأ نجمهما بسبب عدم تقبل الجمهور لصوت كل منهما مع الشخصية التي انطبعت في الذاكرة عبر الأفلام الصامتة، حتى أن الجميع يلاحظ أن لوريل لم يكن ينطق كثيرا في هذه الأفلام، بينما اكتفى هاردي بجمل بسيطة جدا. المهم أنهما حاولا، بل قدما عددا من الأعمال التي تفاوتت في نجاحها.
الاختفاء الحقيقي كان في بداية الأربعينيات عندما ظهرت اتجاهات جديدة في السينما الجماهيرية نافست الكوميديا بقوة. في هذه الفترة توقف الثنائي لفترة عن تقديم أعمالهما، بينما ذهب هاردي لأفلام رعاة البقر وقدم أفلاما مثل "The Fighting Kentuckian" أو "الكنتاكي المقاتل".
وعندما انتصفت الأربعينيات ظهر الثنائي مرة أخرى في فيلم فرنسي إيطالي ميزانيته ودعايته لم يسبق لها مثيل، وكان عنوانه " Atoll k"، لكنه لم يحقق النجاح المتوقع.
ولأنهما من الفصيل الذي لا ييأس، قاما بجولة مسرحية ناجحة جداً في بريطانيا. ثم قرر الثنائي أن يخوضا تجربة الأفلام الملونة، لكن القدر كان أسرع من هاردي الذي أصيب بنوبة قلبية، وفقد أكثر من 70 كيلو جراما من وزنه، ما أدى إلى تغير شكله المحفور في ذاكرة الجمهور، بينما قال زميله لوريل إنه كان يعاني من مرض السرطان. المهم أن ملامح الشخصية التي كان يؤديها انتهت.
مات هاردي بعد دخوله في غيبوبة لم يفق منها عام 1957 عن 65 عاما، بينما توقف لوريل عن التمثيل متأثراً بوفاة شريكه، ويُقال إنه لم يحضر مراسم دفنه أو جنازته لتأثره الشديد، ثم توفي عام 1965، عن 74 عاما.