هي الراقية بحضورها، العفوية بأدائها، الصادقة بابتسامتها، تقدّم نفسها بثاً عبر الأثير و تغريداً على مواقع التواصل الاجتماعي فتمدّك بثالوث الطاقة و الأمل و التفكير الإيجابي.
ريما نجيم .. إنها وجه إعلامي اجتماعي من لبنان
استطاعت الإعلامية اللبنانية “ ريما نجيم “ البقاء في بث متواصل لأكثر من 46 ساعة متواصلة عبر قناة تلفزيون و راديو ( أغاني أغاني ) مما جعلها تدخل كتاب غينيس للأرقام
القياسية. استضافت خلال بثّها شخصيات فنية منها : وليد توفيق، نوال الزغبي، وائل كفوري و شخصيات سياسية كـالوزير السابق “ زياد بارود “، و وزير الداخلية “ مروان شربل “
و غيرهم، فضلاً عن تواصلها مع المستمعين و الرفاق من خلال اتصالهم بها على الهواء مباشرةً. و في هذا الإطار تعتبر “ ريما “ أن تواصلها مع الجمهور كان عاملاً مساعداً
لصمودها و كسرها الرقم القياسي.
لم يقتصر إنجاز “ ريما نجيم “ على العامل الزمني بل تعدّاه إلى خطوة إنسانية كانت تهدف لجمع التبرعات على الهواء للطفلة “لاريسّا “ التي تبلغ من العمر 13 سنة و كانت
تعاني من مشاكل في القلب، و احتاجت لجراحة كلّفت حوالي 20 ألف دولار أميركي، و قد أجريت الجراحة للطفلة بعد جمع المبلغ المطلوب خلال فترة بثّها التي امتدت لأكثر
من 46 ساعة دون انقطاع.
خطوة “ ريما “ جاءت بعد انقطاع عن البث لمدة عشرة أشهر كانت قبلها تبثّ برنامجها الصباحي ( يا ريما ) عبر أثير إذاعة صوت الغد اللبنانية، و ذلك لمدة خمسة عشر عاماً
ابتداءاً من العام 1997 و قد عادت “ ريما “ لتبثّ برنامجها بنفس العنوان عبر راديو و تلفزيون ( أغاني أغاني ) بعد أسبوع من كسرها الرقم القياسي.
خلال فترة استراحتها التي أخذت مدة عشرة أشهر - من 6 شباط لغاية 5 كانون الأول 2013 -لم تغب “ ريما “ عن محبيها، حيث كانت لها عدة لقاءات معهم فضلاً عن تواصلها
المستمر مع جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و تغريداتها اليومية في الإيمان و المجتمع و الوطن، و حلولها ضيفة في أكثر من برنامج إذاعي و تلفزيوني، و إعادة إحيائها
للتراث الغنائي اللبناني و الذاكرة الفنية من خلال تكريم عمالقة الغناء في لبنان عبر برنامج ( أغاني و ذكريات ) التي أعدّته و قدّمته عبر شاشة الـ ( أم تي في ) في تشرين الثاني
( نوفمبر ) من العام الماضي، عدا عن إطلاقها لإذاعتها الإلكترونية عبر الإنترنت ( ريما نجيم راديو ) و التي كانت تحضّر لها مسبقاً بمعزل عن بقائها أو مغادرتها لـصوت الغد.
لجأ بعض المتضررين من مسيرة “ ريما “ إلى قرصنة صفحاتها الإلكترونية خلال شهر شباط 2013، فلم يزدها ذلك إلا تصميماً و إيماناً برسالتها في الفرح و الأمل و التوعية
و تقديم نموذج إعلامي لا يهدف تسطيح المستمع و المشاهد بل تغذية الأفكار التغييرية البنّاءة في المجتمع و الدفع باتجاه فعالية الفرد في وطنه.
لقد كان كسر الرقم القياسي للبث المتواصل تتويجاً لمكانة “ ريما “ في قلوب محبيها نظراً لما تبثّه فيهم من طاقة و شحنات تفكير إيجابي و رؤية وحدوية في بلد متعدد الأطياف
و الاتجاهات كـلبنان، فضلاً عما ينهله جمهورها في العالم العربي و باقي دول العالم من أفكار إيجابية و قبسات حكمة و جرعات أمل، و هي المنفتحة على كل الآراء و الاتجاهات،
و المحترمة لتوجّهات الآخر و التي تكسر الحواجز الطائفية و المذهبية، إذ أنها تستقطب المعجبين من كل الطوائف.
تقول “ ريما “ : [ الأرقام يمكن تتغيّر، بيجي حدا بيكسر الرقم بساعات أكتر بس القيمة معنوية ، و هذا ما نراه جليّاً في البعد المعنوي و الاجتماعي و الفكري و الوجداني لرسالة
“ ريما نجيم “ المعنوية.
في برنامجها الذي يُبّث من الاثنين إلى الجمعة ابتداءاً من الثامنة صباحاً بتوقيت بيروت، تشارك “ ريما “ المواطنين الذين تعتبرهم ( رفاق و مش مستمعين ) أفراحهم و
شجونهم و هواجسهم، لتُشعر من يسمعها أنها تخاطبه شخصياً من القلب إلى القلب، و ذلك نابع من إيمانها بما تبّث و تقديمها لخلجات نفسها عبر الهواء، فضلاً عن موهبة تتمثّل
في القدرة للنفاذ لأعماق المتلقّي عن طريق مخاطبة ذكائه العاطفي، أي تفاعل العقل و القلب و ليس الغريزة كما يفعل الإعلام الترويجي، [ بقدّم الشي اللي بيشبهني ] كما تقول “ ريما “.
إضافة إلى ذلك، فالبرنامج مفتاح لتلبية الحاجات الماسّة للناس غير الميسورين من مأكل و ملبس و هدايا الأعياد للأطفال، و في زمن الميلاد يكون البرنامج تحت عنوان
( يسوع .. أنت العيد ) بما يختزنه هذا العنوان من استحضار لحياة السيد المسيح عليه السلام كرمز للتواضع و الإيمان و المحبّة و الفرح و الرجاء، و العمل على استدخال قيم
السيد المسيح في اليوميات، و عدم اقتصار العيد على المظاهر الاحتفالية السطحية، بل حضور “ صاحب العيد “ في المناسبة خصوصاً و اليوميات عموماً، هذا ما ترمي إليه
“ ريما “ في زمن الميلاد.
ريما نجيم .. نحن معك في رسالتك السامية و نسأل الله تسديد خُطاك.. لقد رفعت اسم لبنان عالياً، و ارتقيت بالفرد نحو التأمّل بدل استهلاك الأفكار الجاهزة.