الارشيف / أعلام و مشاهير

غرائب وألغاز عن نادية لطفي

لأني كنت مدمناً زمن المراهقة، وما بعدها بقليل، على أفلام الفنانة المصرية القديرة نادية لطفي، فقد حاولت الإطلاع في اليومين الماضيين على معلومات عن حياتها، بسبب ما انتشر الأحد من خبر مؤسف عن إدخالها في حالة حرجة إلى مستشفى "القصر العيني" القريب في "جزيرة المنيل" من حيث تقيم هي بحي "غاردن سيتي" في القاهرة.

ما قرأته بشغف، كان أكثر من 25 موضوعاً وتحقيقاً، مع الإطلاع على فيديوهات كثيرة في "يوتيوب" وغيره، ومجموع ما فيها قد يعادل كتاباً من المعلومات قديمة وحديثة، مع أن معظمها مكرر بكامله تماماً، فخرجت من الصيد في بحر الإنترنت، بسلة طلاسم وألغاز كثيرة تثير الاستغراب، وتمنيت لو أني في "أم الدنيا" هذه الأيام، لأعرف الصحيح من غوامض الفنانة المقرر خضوعها اليوم الثلاثاء لعملية جراحية حرجة بالمستشفى العريق.

من الطلاسم، ما يحيط باسم نادية لطفي، فالحقيقي هو "بولا محمد مصطفى شفيق" طبقاً لما نقرأه أيضاً في صورة بطاقة هويتها، وتنشرها "العربية.نت" أعلاه. ولأن اسم "بولا" غريب اللحن على العرب، فقد اعتقدت أنه من اسم بولندا، لأن والدتها بولندية، وحين ولدت نادية لطفي، رغب والدها تكريم والدتها، أي زوجته، فاستخرج من اسم بلدها Poland أول 4 أحرف، وجعلها اسماً أطلقه عليها.

* حيرة بتاريخ الميلاد ومكانه وبالاسم أيضاً

إلّا أنّ موقع Wikipedia نسف هذا الظن، حيث نجد أن الاسم هو Paula Mohamed Mostafa Shafiq بسيرة نادية لطفي الانجليزية فيه، وبأنها ولدت في 3 يناير 1934 لأب مصري وأم تركية، علماً أن نادية لطفي نفسها، تذكر أن والدتها بولندية. أما بسيرتها العربية في الموقع نفسه، فوارد اسمها مختلفاً، وهو بولا محمد لطفي شفيق (أي لطفي بدلاً من مصطفى) مع اختلاف أيضاً بتاريخ الميلاد، فهو 3 كانون الثاني1937 بحي عابدين في القاهرة.

وأكثر من 95 % ممن كتبوا عن الممثلة، يجعلون تاريخ ميلادها 1937 في محافظة المنيا، مع أن الوارد ببطاقة هويتها أنها ولدت في حي "الوايلي" وهو في منطقة العباسية، على حد ما قرأت "العربية.نت" عنه. أما اسمها فيكتبه الناشرون عنها بمواضيعهم، بولا محمد لطفي شفيق، لا كما ببطاقة هويتها. وقلة منهم تجعل ولادتها في حي عابدين بالقاهرة، لا في محافظة المنيا.

أما "بولا" فمن الغريب أن يطلقه أب مصري "صعيدي" متشدد على ابنته في ثلاثينات القرن الماضي، ويبدو أنه خطأ من مسجل أسماء المواليد باللغة العربية في دائرة الأحوال الشخصية ذلك الوقت، فربما قرأ Paula المدون بالإنجليزية زمن الاستعمار البريطاني لمصر، بلفظه Pola الفرنسي على ما يبدو، فكتبه "بولا" بدلاً من "باولا" بالعربية، وهذا مجرد اعتقاد فقط. كما من غير المعروف سبب إطلاق والدها هذا الاسم عليها.

* ابن وحيد، لا صورة له ولا معلومات تشبع الفضول

ويوجد عن ابنها الوحيد غموض كبير، فلا معلومات عنه بالمرة تقريباً، سوى أنّه من زواجها الأوّل، وعاش معها بعد طلاقها، وأن اسمه أحمد، متزوج وأب لابنتين، سلمى وريحان، نراهما في الصورة أعلاه تتسلمان نيابة عن جدتهما نادية لطفي "جائزة الحفاظ على التراث الوطني" بحفل توزيع جرى في نادي "ليونز العاصمة" بفبراير الماضي، ولم تتمكن لطفي من تسلمها "لأنها كانت مريضة" أو ربما لسبب آخر.

كما يكررون عن الابن أنه "تخرج من كلية التجارة ويعمل بمجال المصارف" مع أنها تذكر في فيديو عن إحدى المقابلات معها، وتبثه "العربية.نت" أدناه، أنه سافر للدراسة في الولايات المتحدة، والمقابلة كانت في 1970 بالتلفزيون المصري، أي حين كان ابنها بعمر 20 أو 21 تقريباً، وهو البالغ حالياً أكثر من 60 سنة، تقديراً.

">

أمّا الباقي عن الابن، فمجهول تماماً، وسيرة ناديا لطفي الذاتية، تكتمل أكثر بمعرفة متى ولد وما وظيفته في الحقل المصرفي، وأين يقيم، ولماذا انعزاله إلى درجة يصعب معها العثور ولو على صورة واحدة له، سواء مع أمه الفنانة أو من دونها، وكم له من أبناء غير الابنتين، وغيره مما يشبع فضول المعجبين بمن لا معلومات بالمرة أيضاً عن إخوتها، من هم وكم عددهم وأين يقيمون وماذا يعملون.

* زواجات متلاحقة انتهت بالفشل دائماً

وعن أبيه، زوجها الأول، فقد اقترنت به وعمرها أقل من 20 سنة "للهرب من تحكم والدها الذي رفض تمثيلها نهائياً" وكان اسمه عادل البشاري، ضابط بالبحرية وجار لعائلتها، واستمر زواجهما مدة قصيرة، أنجبت خلالها الابن الوحيد أحمد. وحين هاجر زوجها إلى الولايات المتحدة، وربما كندا، وبعضهم يكتب أن هجرته كانت إلى أستراليا "طلبت الطلاق منه لأنها لا تحتمل الحياة من دونه" واحتفظت بابنها معها، حتى تخرّج وتزوج وأنجب أطفالاً.

تزوّجت للمرة الثانية من المهندس إبراهيم صادق، وهو شقيق الدكتور حاتم، زوج منى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانتهى الزواج بعد 6 سنوات بالطلاق. ثم تزوجت للمرة الأخيرة من محمد صبري، المعروف وقتها بأنه كان "شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال"، وتعرف إليها أثناء قيامها بتصوير فيلم "سانت كاترين" وكان هو يستعد لتصوير فيلم له أيضاً، فعرض عليها الزواج، لكن الزواج مر بتوترات، انتهت بالطلاق بعد أشهر قليلة من شهر العسل.

* الوالدان، لا صور ولا معلومات، ولا حتى اسم الأم

والأغرب عن نادية لطفي، والمحيّر جداً، هي والدتها، الوارد عنها بموضوعين، أن اسمها "فاطمة" وفي بقية ما قرأته "العربية.نت" من موضوعات وتحقيقات، أنها من مدينة الزقازيق، ثم لا تجد اسم هذه الأم في أي مكان، ولا صورتها أيضاً، ولا حتى كلمة واحدة تؤكد الوارد في "ويكيبيديا" بأنها تركية، كما وعن كيفية تعرُّف والد ناديا لطفي إليها.

وربما لأمها وأبيها صورة، يمكن رؤيتها في فيديو "يوتيوب" عنوانه "أحلى النجوم حلقة نجمة الزمن الجميل نادية لطفي" فيما لو كانت لهما فعلاً. والفيديو هو مقابلة تلفزيونية معها، وتظهر ببدايته وخلفها صورة معلقة على جدار صالون البيت، لرجل واقف خلف امرأة جالسة، أوروبية الملامح، وقد تكون لوالديها، أو على الأقل صورتها هي مع أبيها.

حفيدتا نادية لطفي من ابنها " أحمد ": سلمى و ريحان إلى جانب الفنان " سمير صبري "

ونجد عن والدها كلاماً قالته لطفي بمقابلة عنوانها يشير إلى أنها ليست مسلمة، وهو "نادية لطفي (المسيحية الأوروبية) تفتح خزانة ذكرياتها" وأجراها معها في تشرين الأوّل 2004 محرران بمجلة تابعة لصحيفة "الجزيرة" السعودية، ولم تجد "العربية.نت" أنها تحدثت فيها عن ديانتها، طبقاً لما يوحيه العنوان، لكنها تحدثت قليلاً عمن كان يدلعها باسم "مومبي" وهو والدها.

ذكرت أنه رجل صعيدي النشأة "يتميز بقوة الشخصية والصلابة، لكنه من داخله كان رقيقاً ومثقفاً يجيد عدة لغات، وكان لهذا تأثير كبير على علاقته بوالدتي التي أحبته بجنون وتركت أوروبا وعاشت في صعيد مصر، وضحت بكل شيء من أجله، فعاشت معه في مسقط رأسه بالصعيد" مضيفة بالمقابلة أن اسمها "بولا شفيق" ولدت في 3 كانون الثاني1937 بمحافظة المنيا بصعيد مصر "من أب مصري صعيدي وأم بولندية" وحصلت في 1955 على دبلوم المدرسة الألمانية بالقاهرة. علماً أن الوارد ببطاقة هويتها هو ولادتها في "الوايلي" بالقاهرة.

* رتبة "الحمار الكبير" والرفق بالحيوان الصبور

نادية لطفي اكتشفها المخرج المصري رمسيس نجيب، وأعطاها اسمها الفني، وأسند إليها دوراً في 1958 بأول فيلم مثلته، وهو "سلطان" مع الراحل فريد شوقي، وبعدها مثّلت طوال 30 سنة في أكثر من 75 فيلما، إضافة إلى تمثيلية تلفزيونية واحدة، كما ومسرحية واحدة أيضاً، واشتهرت بحبها للرسم والطبخ والكتابة والتصوير، وبعشق غير طبيعي للحيوانات، نجد عنه شيئاً من الأغرب أيضاً، وقرأته "العربية.نت" منشوراً بتاريخ تموز 2013 بعنوان "نادية لطفي ولقب الحمار الأكبر" في موقع صحيفة "الأنباء" الكويتية.

في الموضوع أن تعلقها بالحيوانات وتربيتها، جعلها ترفض بعد موت كلبها "باتشو" اقتناء آخر، وعندما سألوها عن السبب، أجابت: "هل أستطيع أن أستبدل الصديق"؟ وأنها كانت تعشق الخيول بشكل خاص "حيث كان والدها يملك جوادين" وعندما انتقلت للعيش معه في الإسكندرية، التحقت بمدرسة تعليم الفروسية لمالكها اللواء سلطان، والد الملحن المعروف محمد سلطان.

وأكثر "ما كانت تعشقه كان الحمير" طبقاً للوارد في "الأنباء" التي لم تذكر مصدرها في الموضوع، المتضمن أنها كانت من أوائل المنضمين إلى "جمعية حماية الحمير" التي تأسست في 1930 وكان رئيسها الفنان الراحل زكي طليمات، ومعها انضم فنانون وصحافيون وكتاب مشاهير، كطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم، ثم هي والسيد بدير وأحمد رجب وغيرهم، ممن منحتهم الجمعية رتباً ودرجات بحسب عضويتهم، منها: الجحش والحمار الصغير أو الحمار الكبير، وهو ما كان في ستينات وسبعينات الزمن الجميل.

">

ونجد عن نادية لطفي ما قد يكون مجهولاً بشأنها لكثيرين لا يعرفون كيف كانت، خصوصاً من الجيل الجديد، عبر مقابلة أجراها معها في 1964 الصحافي المصري وجدي قنديل، الراحل "بمرض عضال" العام الماضي، وتبث "العربية" فيديو عنها أعلاه، تتحدث فيه عن حياتها وزواجها وابنها الذي كان عمره ذلك الوقت 7 سنوات، وعمرها كان 27 في حال ولدت في 1937 أو 30 إذا كان مولدها في 1934 وهو الأرجح.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى