هذا الموقف كفيل لشرح أهمية وقيمة جوني ديب، الممثل الذي يعشقه الجمهور حول العالم ولديه شعبية وجماهيرية كبيرة في المنطقة العربية، لذلك يقدم لك FilFan هذه المعلومات التي قد لا تعرفها عن بطل "قراصنة الكاريبي".

ينحدر جوني ديب من أصول إنجليزية فرنسية، جده الأكبر بيير ديب هاجر من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1700، وأثناء طفولته تنقل جوني ديب مع أهله للعيش في أكثر من 20 منزل مختلف، ولم يعرف معنى الاستقرار حتى انفصل والديه جون كريستوفر ديب وبيتي بالمر.

عرف عن جوني ديب في طفولته حبه الشديد للموسيقى فأنضم في سن الثانية عشر إلى عدد من الفرق الموسيقية الصغيرة في مناطق سكنه، وفي سن الثانية عشر حصل على الهدية التي كانت عنصراً هاماً في مسيرته وكانت عبارة عن جيتار، وبعد انفصال الأهل قرر ديب أن يُظهر التمرد الأول في حياته إذ قرر ترك المدرسة ليصبح مطربا، ولكنه تراجع عن قراره بعد أسبوعين وحاول العودة للمدرسة لكن ناظر المدرسة نصحه أن يتابع السعي نحو حلمه في الغناء والموسيقى، ربما يكون قرار الناظر في هذا الوقت هو أهم عامل دعم لتمرد واختلاف جوني ديب.

في بعض الأحيان يقوده جنانه إلى القيام بتصرفات غريبة وعدوانية حيث قام في عام 1994 بتحطيم غرفة إقامته في الفندق وأزعج النزلاء وتم القبض عليه وبرر ديب تصرفه هذا بأنه وجد فأرا في الغرفة، بينما قام في عام 1998 بالتعدي على أحد مصوري فضائح المشاهير بعدما تتبعه طوال اليوم أملاً في التقاط صوره، وتم وضع جوني ديب في الزنزانة حتى تم تسوية الأمر ودفع تعويض للمصور.

وتأكيداً على شخصيته المعقدة والمركبة، جوني ديب شخص شديد الخجل فهو يخجل من الرقص ولا يرقص إلا في أفلامه فقط إذا تطلب الأمر، ويقال أن السبب هو شعوره بالخوف أثناء الرقص، كما يخجل جوني أيضاً من مشاهدة أفلامه إذ يشعر بالإحراج الشديدة عندما يرى نفسه على الشاشة.

أول ظهور لجوني ديب كان من خلال فيلم الرعب A Nightmare on Elm Street، الفيلم حقق نجاحا جماهيرياً ونقدياً ، وفي العام التالي حصل ديب على دور أكبر في الفيلم الكوميدي Private Resort ، بعدها اختاره المخرج أوليفر ستون للمشاركة في الفيلم الحربي Platoon الذي حصد 4 جوائز أوسكار، بعدها الخطوة الأهم في مسيرته حينها عندما تم اختياره لبطولة مسلسل 21 Jump Street.

التمرد الفني الأول لجوني ديب جاء بعد النجاح الكبير لمسلسله 21 Jump Street، إذ انهالت عليه عروض لأفلام عديدة تجارية، لكن في تلك اللحظة قرر جوني ديب أن يرفض تلك العروض وأن يشارك فقط في الأفلام التي يشعر أنها مناسبة له وتمنحه فرصة لتقديم شيء جديد ومختلف حتى إذا كانت على حساب النجاح التجاري.

تمرد جوني ديب كان سيكلفه خسارة دوره التاريخي لشخصية "جاك سبارو" في سلسلة أفلام Pirates of The Caribbean، ديب أضاف الكثير من التفاصيل غريبة الأطوار لشخصية سبارو مما جعل الشخصية تبدو في الأيام الأولى في التصوير مختلفة تماماً عن الشكل الذي كان يريده مسؤولو أستوديو" ديزني" وحاولوا استبداله بممثل أخر ولكن في النهاية استمر جوني ديب ليقدم واحدة من أبرز وأشهر الشخصيات الخيالية.

ولحسن حظ جوني ديب أنه وجد شريكه الذي يشاركه نفس الفكر ويقدمه بالشكل الذي يحلم به ديب، ليشكل الثنائي تيم بارتون وجوني ديب واحدة من أبرز وأنجح الثنائيات السينمائية بين مخرج وممثل.

تعاون ديب وبارتون استمر منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا من خلال 8 أفلام، أولهمEdward Scissorhands الذي يعتبر البداية الحقيقية لنجومية ديب واختلافه عن النمط السائد للنجم السينمائي، ثم تجربة Ed Wood الناجحة المبنية على قصة حياة المخرج إيد وود، ثم تجارب أخرى وصفها الجمهور بالمجنونة والفريدة كأفلام Sleepy Hollow وSweeney Todd: The Demon Barber of Fleet Street، كما قام بارتون بالمشاركة كمنتج في أخر أفلام جوني ديب Alice Through the Looking Glass.

ديب ذكر في أحدى الحوارات الصحفية أنه يثق في إمكانيات بارتون كمخرج ثقة عمياء، وأنه ينفذ كل ما يأمره به بارتون أثناء التصوير، وأكد ديب أنه مستعد لفعل أي شيء يطلبه منه بارتون لأنه مخرج ذكي ولديه رؤية مميزة ومختلفة.

علاقة جوني ديب وتيم بارتون تخطت مرحلة الصداقة في العمل، ديب هو الأب الروحي لأبن بارتون وكذلك بارتون هو الأب الروحي لأبن جوني ديب، كما أن ديب وصف بارتون بأنه يعتبره صديقه وأخيه، شخص شجاع و مميز، إذ قال عنه: "سأفعل أي شيء من أجله لأنني متأكد بأنه سيقوم بالمثل".

مسيرة جوني ديب تشمل 80 دورا ما بين سينمائي وتليفزيوني، جوني ديب قدم العديد من الأفلام الدرامية أبرزها في فترة التسعينات التي شهدت قمة تألقه وتوهجه تمثيلياً، وشارك مع عدد كبير من النجوم مثل آل باتشينو في فيلم Donni Brasco ، مارلون براندو في عدة أفلام ، كريستوفر والكن في Nick of Time ، بالإضافة إلى واحدة من أبرز أفلامه What's Eating Gilbert Grape الذي شهد بداية الممثل الشاب حينها ليوناردو دي كابريو الذي نال دعماً كبيراً من جوني ديب.

ديب أيضاً لديه تجربة مميزة في أفلام الرسوم المتحركة من خلال فيلم Rango من إخراج جوري فيربينسكي، الفيلم حقق نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا وأكتسح جميع الجوائز المقدمة لأفلام الرسوم المتحركة وأبرزها الأوسكار والبافتا.

جوني ديب ترشح للأوسكار في 3 مناسبات عن أفلام Finding Neverland والجزء الأول من سلسلة أفلام Pirates of the Caribbean وأخيراً في عام 2008 عن فيلم Sweeney Todd ولم يستطع أن يحصد التمثال الذهبي بالرغم من الدعم والحشد الجماهيري الكبير له الذي يرى محبيه حول العالم أنه يستحق جائزة واحدة على الأقل، ومازال الدعم الإعلامي وعبر شبكات التواصل الاجتماعي مستمر حتى العام الماضي بعدما طالب عدد كبير من الجماهير بأن يترشح جوني ديب عن دوره في فيلم Black Mass إلا انه لم ينل الترشح.

نحس جوني ديب لم يتوقف عند الأوسكار بل أمتد في بقية الجوائز، إذ نال 3 ترشيحات لجوائز البافتا، 5 ترشيحات لأكاديمية الخيال العلمي والفانتازية والرعب الأمريكية وترشيح في مهرجان كان، وفشل ديب في حصد أي جائزة في تلك المناسبات، لكنه استطاع أن يحصد جائزة اختيار الجمهور في 10 مناسبات وفشل في 4 فقط مما يعكس تفضيل وحب الجمهور الشديد له دوناً عن الأكاديميين والنقاد الذين منحوه جائزة جولدن جلوب واحدة فقط بعد 8 ترشيحات.

جوني ديب فنان شامل، لم يكتف فقط بالتمثيل، ففي عام 1997 أخرج ديب فيلمه الأول The Brave الذي شارك في بطولته مع مثله الأعلى مارلون براندو الذي كان يؤمن بموهبة ديب ووصفه بأنه الممثل الأفضل في جيله، الفيلم عرض في مهرجان كان السينمائي ولكن لم يحصد أي جائزة، ولم ينجح الفيلم جماهيرياً بالشكل المأمول ليتوقف جوني ديب عن الإخراج حتى عاد هذا العالم ليبدأ مشروع فيلم وثائقي عن مطربه المفضل كيث ريتشاردز الذي استوحى ديب منه العديد من تفاصيل شخصية "جاك سبارو".

ديب أيضاً شارك في تأليف كلمات العديد من أغاني ألبوم P فريقالغنائي P الذي كان احد أعضائه والمسؤول عن عزف الجيتار به، كما شارك كعازف جيتار في أغنية Fade In-Out من ألبوم Be Here Now لفريق "الروك" الشهير Oasis، كما قام بكتابة وتلحين بعض الأغاني لحبيبته السابقة المغنية فانيسا باردايس.

ديب نفذ أيضا بعض الموسيقى التصويرية لعدة أفلام أبرزها Once upon a time in Mexico وChocolate وInto the Woods.