انتهت المسلسلات الرمضانية، وكشفت أسرارها بعد سباق درامي شيق طوال الشهر الكريم عقب تكتم كبير على بعضها قبل الانطلاق. كيف يقيّم النقاد لـ «سيدتي» الأعمال الخليجية هذا العام وما هي أفضل المسلسلات وما هي المسلسلات الأقل حظاً؟
قدَّم «العاصوف» موضوعاً جديداً
الناقدة سهى الوعل
مسلسل أعجبني: «العاصوف».
النقاط الإيجابية: استطاع «العاصوف» جمع المشاهدين السعوديين أمام الشاشة على الرغم من عرضه خارج الفترة الذهبية، وهذا يُحسب للخطة التسويقية، التي رافقت العمل طوال أكثر من عامين. تمكَّن العمل كذلك من إخراج الدراما السعودية من طوق الحلقات المنفصلة، التي قيَّدت الإبداع، وأضعفت قدرة أعمالنا على المنافسة خليجياً وعربياً. ضمَّ العاصوف عديداً من النجوم الكبار، الذين تم توظيف أدوراهم بشكل جيد، يليق بهم، كما أعاد اكتشاف بعضهم من جديد. كذلك قدَّم العمل موضوعاً جديداً، العمل فتح أبواباً واسعة من النقاشات في مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الدراما السعودية.
النقاط السلبية: «العاصوف» أيضاً من أسوأ الأعمال على الرغم من وجود أعمال أضعف منه بكثير، والسبب في ذلك الطموحات الكبيرة التي علَّقها عليه الجمهور السعودي، وخذلهم جميعاً بضعف السيناريو، واعتماد البعد الواحد في الطرح. لم يستثمر القائمون على «العاصوف» السخاء الإنتاجي المخصَّص له بشكل إيجابي، لذا ظهر العمل هشاً واحتوى على المغالطات التاريخية والدرامية.
إشادة بـ «بدون فلتر»
الناقد عبدالرحمن الناصر
مسلسل أعجبني: «بدون فلتر».
النقاط الإيجابية: هو الأفضل من ناحية الأفكار الشبابية والإخراج، وهذا بحد ذاته ما يعطي توهجاً وتميزاً للعمل، على أن حلقاته الأولى جاءت صادمة للمشاهدين بحكم أن بطلها هو عبدالله السدحان، الذي تمكَّن من تحويل المسار إلى الأفضل انطلاقاً من الحلقة الثالثة، لينال إعجاب الجمهور، وثناء النقاد، الذين أشادوا بالعمل.
النقاط السلبية: رأى الناصر ضرورة أن تكون أفكار المسلسل جديدة، ولم يعتد عليها الجمهور، وأن يعتمد أفضل التقنيات الحديثة، وطرق الإخراج السينمائي المتطورة لمفاجأة الجمهور. وأكد أن الوقت لم يساعد القائمين على المسلسل في إنتاجه بشكل جيد، فبعض الحلقـات ما إن تنتهي حتى تعرض فوراً، ومثل هذا العمل يحتاج إلى وقت كافٍ حتى يكون مكتمل الأركان.
أسوأ مسلسل: «شير شات»، و«عوض أباً عن جد» هما الأسوأ بين الأعمال السعودية هذا العام، فالأول بسبب الاستعجال في التصوير إذ قدَّم صورة نمطية لم تخرج في شيء عن الأعمال الدرامية السابقة لأبطاله، لجهة الشخصيات المكررة، والأفكار المستهلكة في مسلسلات عدة، منها «طاش ما طاش». أما الآخر، فكان عبارة عن اجتهادات شخصية وأفكار عشوائية عن حقب زمنية غير معلومة، بالإضافة إلى جذب الجمهور باستخدام مطربات لا يمتلكن قاعدة جماهيرية.
«شير شات» وقوالب «متجمدة»
الكاتب محمد العمر
أسوأ مسلسل: «شير شات» يدور في قوالب «متجمدة». لا أعلم أين الخلل، هل هو في صاحب الفكرة، أم كاتب السيناريو، أم المنتج؟ فلا جديد في المعالجة الدرامية على الرغم من أننا تجاوزنا الأداء الذي يمكن قبوله قبل 20 عاماً، وحتى إن تناول العمل بعض الأفكار الهادفة، يبقى إخراجه رديئاً. وأضاف: «هناك أمر آخر، وهو تكرار كركتر الشخصيات، ما يُظهر الفنان ضعيفاً على الرغم من أن في إمكانه الظهور في أدوار قوية ومؤثرة، تُسجَّل في تاريخه الفني، وقد شاهدنا أبطال المسلسل في أدوار سابقة، كانت محل تقدير وإشادة».
وقال: «مع تزاحم الأعمال في القنوات الفضائية، وتنافسها لكسب المشاهد، من منطلق تجاري، من الطبيعي أن نرى زخماً إنتاجياً كبيراً، خليجياً وعربياً، وهذا من وجهة نظري شيء إيجابي، بشرط أن يتميز السيناريو بحبكة مقبولة، ويناقش قصة جديدة. ولكن مشاركة البطل في أكثر من مسلسل في شهر رمضان يشتِّت المشاهد».
واختتم «الإيجابية الوحيدة في وجود البطل في أكثر من عمل، حجزه مقعداً لنفسه لمشاهدة أعماله بعد رمضان بعرضها في أكثر من شاشة وفي أوقات مختلفة».
جرأة «الخطايا العشر»
الناقد طارق البحار
مسلسل أعجبني: «الخطايا العشر» فهو من أفضل المسلسلات الرمضانية الرائعة المعروضة ضمن الموسم الرمضاني 2018.
النقاط الإيجابية: المسلسل يقدم صورة ورؤية جديدة لشكل من أشكال الظلم الأسري والخيانة الزوجية وازدواجية الشخصية من خلال أحداث كُتبت وصُورت وقُدمت بصورة جميلة وهو يُعتبر الحصان الأسود في موسم المسلسلات في هذا الشهر. ومن أبرز الإيجابيات أيضاً في المسلسل، أن الدراما في المسلسل غنية بأحداثها، والعمل ناجح بالمجمل خصوصاً مع شكل الممثلين الذين قدموا فيه صوراً وأبعاداً كبيرة للشخصيات التي يؤدونها. ويشكل المسلسل عودة قوية للأعمال البحرينية التي تبشر بمستقبل جديد في الدراما في المواسم القادمة.
النقاط السلبية: أضاف المسلسل جرأة كبيرة في طرح موضوع، قد لا تكون مسبوقة في أعمال خليجية تم عرضها على الشاشة، وهي مسألة الخيانة والتي ربما لا تتناسب مع الشهر الفضيل، مع أن المخرج علي العلي معروف بهذه التجاوزات والجرأة، بالرغم من تفوق الحبكة والتقنيات الفنية.
«عطر الروح» دراما بكائية
الكاتب والناقد والمسرحي صالح العم
مسلسل أعجبني: «العاصوف» الذي يُعتبر من أهم وأفضل مسلسلات هذا العام.
النقاط الإيجابية: يتناول «العاصوف» العديد من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها السعودية في العقود الخمسة الأخيرة بداية من السبعينات والتغيرات التي شهدتها في تلك الفترة المهمة، وتأثير التيارات الدينية والفكرية والثقافية على المتجمع من خلال عمل في إطار درامي اجتماعي. ويمتلك المسلسل مقومات العمل الدرامي الراصد لحقبة تاريخية، وظف لها كل الإمكانيات الفنية والمالية من الكوادر المعروفة من فنانين من الصف الأول، والنص والرؤية الإخراجية وتسلسل الأحداث، فحقق المتابعة والمشاهدة الجيدة التي حصدها خلال عرضه.
النقاط السلبية: ورد في العمل عددٌ من الأخطاء التي بدت واضحة، وخصوصاً في الماكياج الذي ظهرت به الممثلات. فالفنانة ليلى السلمان التي تنافس الممثلات الصبايا، هي الجدة التي لا توجد في وجهها أي تجاعيد، وكأن المخرج لم ينتبه لهذه النقطة التي تداولها مغردون.
أسوأ مسلسل: «عطر الروح» فهو دراما بكائية، تعتمد على نص مطروح كثيراً في الدراما وفي السينما، وإلاخراج لم يرتق للمستوى المطلوب، لاعتماده على نص مستهلك ولم يقدم أي رؤية جديدة أو إبداعية، والأحداث فيه متكررة وممللة، وحتى المادة العلمية تحتوي على بعض الأخطاء التي كان يجب الانتباه لها، لأنها تشكل استهزاءً بعقل المشاهد، بالإضافة إلى ترسيخ المسلسل لفكرة الانتقام والإصرار عليها.
«مع حصة قلم» غير تقليدي
الكاتب والناقد السينمائي أحمد بوحسان
مسلسل أعجبني: «مع حصة قلم».
النقاط الإيجابية: يقدم نصاً متداولاً، ولكن برؤية خليجية، وخصوصاً أنه عمل درامي من بطولة نجمة الخليج حياة الفهد، والتي كانت متفوقة في أدائها للدور وبطريقة عفوية جداً، بالإضافة الى أنه من المسلسلات الرمضانية المعروضة ضمن الموسم الرمضاني 2018، التي حصدت أعلى متابعة، وقد استطاع المخرج توظيف العمل بصورة محكمة، والحبكة التي سارت بها الشخصيات بالعمل. هو عمل قدم معاناة مجتمعية بنص غير تقليدي يحمل رسالة مهمة.
النقاط السلبية: عدم وجود توظيف حقيقي للواقع الذي نعيشه، كذلك الشجار والصراخ في المسلسل اللّذين يعززان المظاهر السلبية في مجتمعنا.
أسوأ مسلسل: «عطر الروح»: فمن سلبياته أنه لم يقدم أي رؤية، وليس له أي هدف، ولم يرتق لا نصاً ولا إخراجاً لعقلية المشاهد الخليجي.
الممثلات وأطنان المكياج
الكاتبة والناقدة منى علي المطوع
مسلسل أعجبني: «العاصوف»
النقاط الإيجابية: العمل سلط الضوء على فترة زمنية لا يعرفها الجيل المعاصر، ويعد مسلسلاً توثيقياً لذلك الزمن أكثر من أن يكون مسلسلاً رمضانياً فقط. الكادر يضم عمالقة، وهناك تتابع زمني متطابق برؤية إخراجية متميزة، أعطت لكل فاصل من المسلسل حقه، من الأزياء واختيار الأماكن والحوارات والحبكة الدرامية وحتى المؤثرات الصوتية والدرامية.
النقاط السلبية: أطنان الماكياج على وجوه بعض الممثلات، وكثرة عمليات التجميل لبعض الممثلات التي أفقدتهن القدرة على إجادة الملامح التعبيرية لهن كممثلات.
أسوأ عمل: «عطر الروح» فمن سلبياته أنه مسلسل فيه صراخ وبكاء وشجار وكراهية، وسلبياته لا تنتهي، ولم يستطع المخرج توظيف العمل بطريقة إخراجية تحمل رؤية نص مبدع، والعمل يوظف لقصة قد تكون مأخوذة من أعمال أو أفلام أجنبية، بالإضافة الى المغالطات العلمية الكثيرة التي رافقت حلقات العمل، ومشاهد القصور الفارهة وحياة البذخ والاستهتار.
ضعف في أداء بعض الممثلين
الناقد والصحافي حافظ الشمري
مسلسل أعجبني: «الخافي أعظم».
النقاط الإيجابية: أداء ومعايشة بطلة العمل هيا عبدالسلام لكافة مراحل تطور الشخصية مع الأحداث والتي جسدتها في العمل.
النقاط السلبية: هناك ضعف في أداء بعض الممثلين، كذلك توقيت عرض العمل في تلفزيون الكويت ومحطة فضائية خليجية أخرى.
أسوأ مسلسل رمضاني: «مع حصة قلم». من إيجابياته: حضور حياة الفهد على الشاشة فقط. ومن سلبياته: العمل لم يحمل نصاً ولا فكرة، بل خرج ضعيفاً درامياً وإنتاجياً.
فكرة النجم الأوحد تسيطر
الناقد الصحافي أحمد ناصر
أسوأ مسلسل: «مع حصة قلم» و«عبرة شارع». أما من إيجابيات العملين، فحضور حياة الفهد وسعاد عبد الله الرمضاني. وبخصوص «عبرة شارع» تميز بعض الفنانين مثل داود حسين وعبد الله الطراروة. ومن السلبيات عدم إتاحة الفرصة للفنانين للحصول على مساحة أكبر. فما زالت فكرة النجم الأوحد تسيطر على صناع الدراما.