انتهى المارثون الرمضاني وانتهى معه الصراع بين النجوم، لكن مازال جميعهم في محل تقييم من الجمهور الذي تابع السباق منذ بدايته وعلى مدار 30 يوماً، وكذلك من النقاد الذين كشفوا لـ"سيدتي نت" عن رأيهم في أداء أبطال المسلسلات في موسم رمضان 2018 وحللوا اختياراتهم هل كانت موفقة أم لا.. من منهم أخفق في السباق وفقد بوصلته في الاختيار؟ وما هي نصيحتهم لهؤلاء النجوم الذي خانهم الحظ هذا العام؟
الآراء التي كشفها النقاد بعضها كان متوقعاً وموافقاً لرأي شريحة كبيرة من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الآراء كانت صادمة وغير متوقعة على الإطلاق.
هذا النجم يجب أن يختفي عن الشاشة
الناقدة ماجدة خير الله ترى أن عادل إمام على رأس النجوم المفترض عليهم أن يعيدوا ترتيب أوراقهم الفنية العام المقبل. صحيح أنه غيّر جلده بتغيير المؤلف يوسف معاطي والتعامل مع مجموعة من المؤلفين الشباب في مسلسله «عوالم خفية»، وهي خطوة تُحسب له، لكن الحقيقة أن التغيير لم يكن كافياً لأن «العيب» عنده هو وليس لدى المؤلف، فعادل إمام ما زال يلعب بنفس أدواته القديمة التي عفا عليها الزمن». وتكمل خير الله قائلة: «عادل إمام أصبح يعاني من الاستسهال في كل شيء، في خياراته وأفكاره وحتى في أدائه الحركي. فهناك نجوم من سنه ويعانون من مشاكل صحية ورغم ذلك يتحركون أمام الكاميرا بشكل جيد، مثل سمير غانم وعزت العلايلي، ولو نظرنا إلى الفنان يحيى الفخراني، سنلاحظ كم يبدو رشيقاً أمام الكاميرا رغم زيادة وزنه، لكن عادل إمام ربما يتخيل أنه ليس في حاجة لبذل أي مجهود حركي أمام الكاميرا دون أن ينتبه إلى أنه يسحب من رصيده الفني لدى الجمهور».
«علي ربيع أيضاً من النجوم الذين أدوا بشكل سيء هذا العام»، هكذا ترى ماجدة خير الله، مضيفةً: «بل يجب أن يختفي من على الشاشة نهائياً، فأداؤه قديم وتيمة الصعيدي المبهور بأضواء المدينة تم تقديمها في العديد من الأفلام منذ سينما علي الكسار». وتكمل: «علي يلعب في مساحة كوميدية ضيقة لا تتحمل التجديد، ورغم أن وائل إحسان مخرج مسلسله «سك على أخواتك» متميز في السينما ولديه بصمة فنية متفردة، لكنه لم يتمكن من تقديم أي شيء مميز هذه المرة بسبب إصرار ربيع على إعادة تقديم إفيهاته المستعملة في مسرح مصر».
وتعتبر ماجدة: «رغم النجاح الذي حققه مسلسل «طايع» لعمرو يوسف، لكني أرى أن عليه التجديد العام المقبل واختيار فكرة مختلفة. فتيمة الثأر متهالكة إلى حد كبير وكان عليه أن يفكر قبل تقديمها في مسلسل يُعرض في 2018. ونصيحتي له بضرورة التجديد لأنه يمتلك موهبة جيدة لكن عليه أن يستغلها بشكل أفضل. وهي نفس النصيحة التي أقدمها لياسر جلال الذي يصر على تقديم نفسه كبطل أكشن «بيفهم في كل حاجة من نظرة عين». ورغم نجاح مسلسله «رحيم» هذا العام، لكن عليه أن يتوقف عن تقديم نفس الشخصية والتفكير في ما هو مختلف العام المقبل».
أسوأ الأعمال الفنية لهذا العام
اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن عطاء عادل إمام الفني أصبح قليلاً وأنه أخفق هذا العام في مسلسله «عوالم خفية». ويكمل الشناوي قائلاً: «تخيلت أن عادل سيقوم بقفزة تعوّض إخفاقاته خلال السنوات الماضية لكنه أصر على الفشل من جديد، ونصيحتي له بضرورة الاجتهاد في اختيار فكرة أفضل وزيادة نسبة عطائه الفني في المرات القادمة».
طارق الشناوي اختار أيضاً مسلسل «ضد مجهول» ووضعه في قائمة أسوأ الأعمال الفنية هذا العام من وجهة نظره، مشيراً إلى أن غادة عبد الرازق تخطىء دائماً بتركيزها على اختيار الشخصية وعدم الاهتمام بجودة العمل ككل، قائلاً: «عليها أن تتجاوز هذه المرحلة لأنها أكثر فنانة مهددة بعدم التواجد في السباق الرمضاني ربما في 2019 أو 2020 إذا استمرت في التفكير بالطريقة نفسها، لكنها للأسف ليست قادرة على استيعاب خطورة الموقف الذي تمر به».
«مصطفى خاطر من النجوم الذين صُدمت بأدائهم في أولى بطولاته المطلقة»، هكذا يقول الشناوي، موضحاً أن خاطر فنان موهوب لكنه ليس قادراً على التخلص من عباءة «مسرح مصر». ويكمل: «أنصحه بالتجديد وعدم الاعتماد على الاسكتش الفني فربما كان هذا الأمر مقبولاً في الخمسينيات عندما قدمه نجوم «ساعة لقلبك» لكن في 2018 من الصعب تقبل أن يعتمد المسلسل على الاسكتشات الفنية القصيرة».
المسلسلات الكوميدية أخفقت
يرى الناقد الفني نادر عدلي أن كل المسلسلات الكوميدية أخفقت هذا العام ولم تكن موفقة إلى حد كبير، قائلاً: «للأسف القنوات تعاملت معها باعتبارها مجرد فواصل كوميدية بين الأعمال الدرامية الجادة. لذا كان هناك استسهال في صناعتها واختيار أبطالها وكذلك في إنتاجها»، وضرب عدلي مثالاً مسلسل «عزمي وأشجان» الذي قام ببطولته حسن الرداد وإيمي سمير غانم، مؤكداً أنه الأسوأ بينها كلها على الإطلاق، فهو مسلسل سخيف وممل وليس فيه مواقف كوميدية». ويكمل: «خفة يد» لبيومي فؤاد ومحمد سلام وكذلك «سك على أخواتك» لعلي ربيع من أسخف ما يكون»، معتبراً أن المسلسل الكوميدي الوحيد الذي نجح في جذب المشاهدين هذا العام هو «أرض النفاق» لمحمد هنيدي لأنه احترم عقلية الجمهور وقدم له مواقف كوميدية حقيقية. «أما الآخرين»، وفق عدلي، «فقد سخروا من المشاهدين واستهلكوا أنفسهم بأعمال غير موفقة لا تهدف إلا لجمع الأموال بأقل ميزانية إنتاجية ممكنة حتى لو كان هذا التوفير على حساب جودة العمل الفني».
وبعيداً عن الأعمال الكوميدية، يرى نادر عدلي أن مسلسل «رحيم» من الأعمال السيئة وأنه اختيار غير موفق لياسر جلال رغم أنه لعب على قضايا تشغل ذهن المصريين، وهي تهريب الأموال خارج مصر وتجارة المخدرات والسلاح، لكنه للأسف نجح في كسب تعاطف الناس مع بلطجي بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وذلك من خلال مضمون فني فارغ. وعن السر وراء نجاح مسلسل «رحيم» جماهيرياً رغم ضعف مستواه من وجهة نظره، يقول عدلي إن «اللعب على وجود لغز بوليسي ما زال قادراً على جذب المشاهدين طوال الثلاثين حلقة من باب الفضول وليس بسبب جودة المنتج الفني»، مضيفاً: «وإن كنت لا أثق في أرقام ونسب المشاهدات التي يقوم صنّاع المسلسلات بترويجها على الإنترنت، وأشعر أن هناك تدليساً وتلاعباً قد يكون وراء ملايين المشاهدات التي تحققها بعض الحلقات بعد ساعات من عرضها على يوتيوب».