مع انتهاء موسم العرض الرمضاني وانتهاء الأعمال المقدمة اختلفت التقييمات لحضور النجوم و النجمات في موسم 2018 والمستوى الذي ظهروا به حيث يرى العديد من النقاد الدراميين أن هناك عدداً من النجوم الذين أخفقوا في خياراتهم الدرامية على صعيد الدراما السورية والمشتركة ولم يكونوا على قدر الطموح طالبين منهم مراجعة خياراتهم الفنية في الموسم المقبل
محمد الأحمد ورشيد عساف لم يقدما أي جديد
الناقد عامر فؤاد عامر يرى أن النجم محمد الأحمد حقق حضوراً ملفتاً في الموسمين السابقين، لكن في هذا الموسم خبا نجمه، وقال عامر: «ربما هي حالة من الاسترخاء أصيب بها فنراه في مسلسل «وهم» للمخرج محمد وقّاف يتصدّر البطولة، لكنه غير مبال في منح شخصيّة بيان كلّ العزم والاجتهاد الذي يملكه. ولذلك، عليه مراجعة خياراته بدقة أكبر في الموسم المقبل بحثاً عن الأفضل الذي اعتدنا عليه». كما يرى عامر أن الفنان رشيد عسّاف في مسلسل «الواق واق» للمخرج الليث حجو؛ حمل على عاتقه بطولة العمل مع تكرار واضح في أدائه، وتشابه كبير في استخدام أدواته كممثل له باع كبير في الدراما، وهذا ما أبعد الضوء عنه قليلاً في هذا الموسم، على الرغم من تصدّر اسمه قائمة أبطال المسلسل.
وقال عامر: «النبرة العالية التي استخدمها رشيد عسّاف لم تكن عامل جذب بل عامل نفورٍ، وعلى ما يبدو جاء استخدام هذه النبرة القويّة لتتوافق وشخصيّة الجنرال المريضة في حبّ السيطرة واعتلاء المناصب، لكن ذلك خفف من بريق الشخصيّة من ناحيةٍ أخرى». وأضاف: «لكن، يبقى لهذا الفنان حضوره وتاريخه الكبير وهذا ما يحتّم عليه في المستقبل القريب دراسة الشخصيّات التي يمكن أن يُسلّط عليها الضوء أكثر».
ويرى عامر أن النجمة ديمة قندلفت وعلى الرغم من نجاحها في مسلسل «فوضى» وفي مسلسل اليوتيوب «الشّك» للمخرج مروان بركات، وفي عددٍ من لوحات مسلسل «شبابيك» لكنها لم تكن كذلك في تجسيد دور رباب في مسلسل «المهلب بن أبي صفرة»، وقال: «نراها مرتبطة بتفاصيل خارجية كثيرة للشخصيّة، مثل شكل الشعر المستعار، ولونه، والحلي والملابس الأنيقة اللامعة التي ترتديها، على الرغم من كونها جارية. لكن الملاحظة الأهمّ هي عدم وجود تجاعيد على وجهها على الرغم من تقدّمها في العمر، في حين أن جميع ممثلي العمل يهرمون، وتظهر ملامح الشيخوخة على محياهم وشخصيّتهم، لتبقى بشرة رباب مشدودة وقامتها ممشوقة! فهل هو خطأ من المخرج أمّ هناك قصد آخر خفي على الجمهور تبريره؟! ومستقبلاً لا بدّ من الالتفات لهذه التفاصيل المهمّة في الشخصيّة من قبل الفنانة ديمة قندلفت سعياً في المحافظة على المستوى الذي تحققه في كلّ موسم درامي».
بسام كوسا وقصي خولي أخفقا
من جهته، الناقد طارق العبد يرى أن النجم السوري بسام كوسا لم يحقق المأمول منه في مسلسل «روزانا» للمخرج عارف الطويل وقال: «ممثل بحجم بسام كوسا دائماً ما تتوقع منه شيئاً جديداً ومختلفاً ومبهراً بسبب امتلاكه كاريزما وحضوراً كبيرين وهو ما لم نلمسه إطلاقاً في «روزانا». وأضاف: «ولكن، ما شاهدناه هو تفاصيل مكررة كثيراً وقدمت أكثر من مرة ولم يأتِ بأي شيء جديد كما أن بسام كوسا قدم أهم الأعمال التي ارتبطت باسم مدينة حلب مثل مسلسلات «خان الحرير» و«سيرة آل الجلالي» وهي أعمال ذات قيمة عالية وهذا الموسم عاد وقدم مسلسلاً بأفكار سطحية وغير مترابطة وقصة مشتتة. فكان الأمر مخيباً للآمال. ولذلك، أتمنى أن يعيد خياراته وأن يفكر بدقة أكبر وخصوصاً أنه لا يقدم أكثر من عمل واحد بالعام ونجم بحجم بسام كوسا لا يجب أن يمر مرور الكرام في الموسم الدرامي».
ومن النجوم الذين يرى الناقد طارق العبد أنهم خيبوا الآمال في موسم 2018 النجم السوري قصي خولي من خلال مسلسل «هارون الرشيد» وقال: «هذا العمل يقدم في موسم 2018 بينما قدمه نور الشريف قبل 20 عاماً. وفي ذلك الوقت، امتلك أدوات عمل بمقتضيات ذلك التاريخ. ولذلك، لم أر قصي الممثل السوري المميز بأي عمل تاريخي. فدائماً ما عودنا النجم السوري على تجاوز كل الصعوبات والمطبات وتقديم الشخصية التاريخية بأبهى وأجمل حلة. ولكن قصي لم أره كذلك ولم يقنعنا بأدائه. وبرأيي، ليس قصي الذي رأيناه على الأقل بمسلسل «سرايا عابدين» فلم نره كما اعتدناه وهو يمسك مفاتيح الشخصية ويسيطر عليها». وأضاف: «قصي أكثر ممثل مطالب بالتركيز على خياراته بالسنوات الأخيرة واختيار مفتاح العودة الصحيح».
خيبة الأمل
يرى الناقد وسام كنعان أن كل نجوم «الواق واق» قد أخفقوا في خياراتهم بهذا المسلسل وعلى رأسهم رشيد عساف وباسم ياخور وشكران مرتجى وقال: «جميع هؤلاء هم نجوم من الطراز الرفيع بالكوميديا وأعتقد أن رغبة صنّاع المسلسل بالعمل على إنجاز حالات إسقاط على الواقع أكثر من العمل بالكوميديا وأيضاً عدم المغامرة تجاه أماكن أخرى بالنسبة للممثلين. فعلى سبيل المثال لو غامر باسم ياخور باختيار لهجة أخرى غير التي أداها في مسلسل «ضيعة ضايعة» لكان من الممكن أن يظهر بحلة جديدة ويترك حالة ساخرة أو انطباعاً مختلفاً».
وأضاف: «أعتقد أن خيبة الأمل أيضاً نابعة من رفع سقف التوقعات بالنسبة للعمل، وخصوصاً أن صانعيه هم من أيقونات الكوميديا السورية، وبالتالي إن العمل لم يكن رديئاً وإنما مقارنته بإنجازات صانعيه ولّدت خيبة الأمل هذه».
ولا يخفي الناقد السوري خيبة أمله من مشاركة النجم باسل خياط في مسلسل «تانغو» ونوعية المسلسل ومستوى أدائه وطريقة تقديمه لدور ليس بمستواه حسب تعبيره وقال: «رأينا باسل وكأنه هارب من مسلسل مكسيكي سواء بالنسبة للصوت ومقترح الأداء وكأنه يريد أن يظهر مثل «إيغناسيو» أو الشخصيات التي نعرفها في هذا النمط من المسلسلات وكأن باسل يشارك في مسلسل مدبلج وهو بعيد كل البعد عن الفطرية والعفوية والاحترافية العالية التي عودنا عليها في غالبية أعماله في السنوات الأخيرة». وأضاف: « باسل ممثل مهم ومجتهد ومن أهم الأسماء في الوطن العربي وكل عام يقدم خطوة هامة للأمام، أما في موسم 2018 فأعتقد أن «تانغو» هو «سقطة» لباسل الذي يعتبر من الأعمال الفارغة التي تقدم مجموعة من قصص الخيانة المتشابكة على مدار ثلاثين حلقة. ولكن، ربما ما يغفر له حضوره في مسلسل «الرحلة» هذا الموسم». .