في خطوة غير اعتيادية بل ومفاجئة، اكتمل الإبداع بالعودة إلى الوراء، وكان التحدي في الانشداد لهذا الوراء الذي بات حياً أكثر من الحاضر، لتستعيد الشخصيات حضورها القوي، وتلغي مسافة زمنية استغرقت موسماً رمضانياً. إنه مسلسل «الهيبة العودة» الذي حاز على نسبة مشاهدة عالية في الموسم الرمضاني لهذا العام. وعنه كان موضوع حوارنا الذي أجريناه مع كاتب الجزء الثاني ومؤلفه باسم السلكا.
مسلسل«الهيبة العودة» خطوة جريئة كيف تم أخذ القرار بتنفيذ الفكرة بالعودة عشر سنوات للوراء؟
بعد حصده لعدد كبير من الجمهور ونيل إعجاب الكثير من المشاهدين، تم أخذ القرار بالعمل على جزء ثانٍ لمسلسل «الهيبة»، وعليه فقد تمت مناقشة طويلة ودراسة تفصيلية بيني وبين المخرج سامر البرقاوي أفضت إلى العودة بالزمن لعدة أسباب فنية أهمها المرور على تاريخ الشخصيات التي تعلق بها الجمهور ورصد الأحداث المهمة التي مرت بها هذه الشخصيات والتي لم يسلط عليها الضوء في الجزء الأول.
ألم تخش من المقارنة بين الجزأين؟
لا شك من وجود التحدي المستمر من منافسة عمل ناجح، لكن هذا لا يقتصر على عنوان «الهيبة» بل كان هذا التحدي موجوداً مع كل انطلاق بعمل جديد بعد عمل ناجح، ولو اختلف العنوان لا سيما أني شريك من مكاني وصفتي في الإخراج مع المخرج سامر البرقاوي في كل أعماله. فقلقنا مستمر بعد كل رمضان ومع نهاية كل عمل يحصد جمهوره العريض وسؤالنا المستمر دوماً، ماذا بعد..؟!
الكثير من المتابعين رأى أن العمل اتصف بـ«الرتم البطيء»، وكان هناك الكثير من الانفعالات والتصرفات الزائدة على الجزء الأول بشخصية جبل؟
مع تحفظي لكلمة (الكثير) فإن قصة هذا الجزء تروي رحلة صعود البطل الذي يتماشى سلوكه تبعاً للأحداث والظروف الدرامية التي تمر بها الشخصية.. وكثيرون هم من يتابعون العمل بأدق تفاصيله، وجميعنا نعلم أن شخصية جبل هي واحدة من أهم عوامل نجاح «الهيبة» وجماهيريته.
بالنسبة لك من كان الممثل المتعب في العمل وأنت تكتب شخصيته؟
لا شك أن شخصية جبل كانت من أكثر الشخصيات المتعبة كونها الحامل الرئيسي للقصة، وتكمن الحساسية بكتابتها لارتباطها الوثيق ببقية الشخصيات والأحداث التي تعيشها وتتعامل معها. وبالدرجة الثانية كان هناك عدة شخصيات متعبة لما تحمل من إرث محبة جمهور الجزء الأول، ولما لها في الوقت نفسه من بعض المشاكل والتناقضات الدرامية التي وجب تقويمها ووضعها بقالب المنطق الظرفي للعمل.
أن تكون الكاتب والمخرج المساعد في العمل، كم يساهم ذلك في إنجاح العمل؟
بالتأكيد هناك عدة نقاط إيجابية كوني ضمن المطبخ الفني للعمل الذي أكتبه. وشراكتي مع المخرج سامر البرقاوي تتيح لنا التعاون المشترك بدءًا من كتابة النص مروراً بتصويره وانتهاءً بنسخ الحلقة الأخيرة للمحطة التلفزيونية، الأمر الذي يغني العمل فنياً بأدق تفاصيله، ويحافظ على روح الدراما التي يحملها العمل.
التعامل مع المخرج سامر برقاوي الذي يصفك بشريك النجاح كيف كان؟
الأعمال التي قدمناها معاً في السنوات العشر الماضية تتكلم عن هذه التجربة الفنية الناجحة، والتي أكسبتني الخبرة والمعرفة، والتي أتاحت لي الفرصة لتقديم وجهة نظري بالعمل التلفزيوني.
هل يأخذ سامر بوجهة نظرك؟
بالتأكيد ولهذا حملنا لقب شركاء النجاح.
علمنا أنك قد أخرجت بعض المشاهد بكاميرا منفردة، هل هذا صحيح؟ وكيف تم التنسيق مع المخرج لتكون روح العمل نفسه؟
المخرج سامر البرقاوي هو أول من أعطاني ثقته بتكليفي لإخراج جزء من عدة أعمال تحمل اسمه، وهذا دليل على التفاهم المشترك وثقته الكبيرة بي كمخرج.
وهذه مسؤولية مزدوجة حملتها على عاتقي، فهناك مهمة النجاح بتنفيذ هذه المهمة، وهناك أمانة الحفاظ على روح العمل والنفس الذي يفرضه سامر، كونه المخرج الأساسي للعمل ولا يحق لأحد المسّ بهوية المسلسل.
ماهي السلبيات والإيجابيات في»الهيبة العودة» بكل صراحة؟
المقارنة بين الجزأين وحنين المشاهد وولاؤه للجزء الذي نال رضاه هي من الصعوبات التي واجهناها بتقديم الجزء الثاني، ينطبق هذا الأمر على كل جزء ثانٍ من كل عمل، وليس على «الهيبة» فحسب.
الكثير انتقد وجود نيكول سابا، برأيك هل كنتم موفقين باختيارها؟
تم انتقاء نيكول سابا بعد كتابة دور سمية التي ارتأى المخرج سامر البرقاوي أن نيكول خير من ستجيد هذه الشخصية، وباعتقادي أنها نجحت في لعب هذا الدور على أكمل وجه، وأحب أن أنوه إلى عدم الخلط بين شخصية سمية التي مرت بمراحل درامية ووجب على المشاهد أن يستقبلها بسلبية، وبين نيكول سابا بشكل شخصي. وأعتقد أن نجاح نيكول بتجسيد شخصية إشكالية كسمية هو الدليل على هذا الخلط.
شبابيك.. الطفل المدلل لديّ
مسلسل «شبابيك» عمل مميز وكنت أحد صانعيه، حدثنا عنه؟
إن كان كل مسلسل هو بمثابة طفل لدى أي مخرج، فـ«شبابيك» هو الطفل المدلل لديّ من مكاني ككاتب لبعض حلقاته ومخرج مساعد فيه. وأتمنى أن نكون قد نجحنا في إعادة نكهة الدراما السورية التي أحبها الجمهور وأشتاق لمشاهدتها مجدداً بعد غياب طويل. هذه النكهة المحببة كانت السبب الرئيسي لولادة المشروع منذ كتابته. وكانت الهم الأكبر لدى المخرج سامر البرقاوي، والذي رافقه لإنجازه.
متى سنراك في عمل منفرد من إخراجك؟
يتعلق هذا الأمر بتقديم عروض إنتاجية جيدة وفرص مناسبة أستطيع من خلالها صعود درجتي الأولى التي تسنح لي بالانطلاق في عالم الإخراج بالشكل المناسب دون أن أصرف من رصيدي، الذي عملت على بنائه خلال عشر سنوات.
من الممثل الذي تتمنى أن تشترك معه بعمل، ويكون تحت إدارة قلمك وكاميرتك؟
الفنان العرّاب ياسر العظمة.
من الممثلة التي تتمنى أن تشترك معها بعمل من إدارة كاميرتك وقلمك؟
الفنانة القديرة منى واصف.
خلاف كبير حصل حول من صنع من في الدراما المشتركة، كيف ترى هذا؟
الخلاف على صاحب الفضل بصنع الدراما المشتركة هو دليل على نجاحها، وهذا الجانب المضيء بالأمر، لكن المهم في هذه القضية هو الجمهور البريء وغير المعني بهذا الخلاف، فحكم المشاهد على نتاج العمل الفني ومدى وصول المسلسل له بصرف النظر عن صانعيه.
لمن تقول شكراً؟
أشكر المخرج سامر البرقاوي الذي مهّد لي الطريق طويلاً منذ البداية، وأشكر زوجتي الفنانة يسرى كنيفاتي التي تؤمن بجميع أحلامي، وتسعى معي إلى تحقيقها فعلاقتنا مبنية على الحب. والحب يصنع المعجزات.
أما الشكر الأكبر فلكل شخص عمل جاهداً على وضع العثرات أمامي، وانتظر صابراً إخفاقي، فهؤلاء هم الوقود الأكبر الذي أمدني بالإصرار للوصول إلى هنا والذي سيرافقني للاستمرار صعوداً في المستقبل بإذن الله.