تحذير: المقال به حرق لواحد من أهم أحداث المسلسل
.
.
«واحد من أكثر الشخصيات المكروهة التي ظهرت على شاشة التلفزيون الأمريكي يوماً قد ذهب، لا أصدق أنني لن أتمنى موته ثانية».. الناقد ديفيد مالتيز في مقال عن الحلقة في «واشنطون بوست»
على العكس من التمهيد الهادئ الذي غلف الحلقة الأولى من الموسم الرابع لمسلسل Game of Thrones.. جاءت الحلقة الثانية أكثر حدة ودرامية، وصولاً لنهاية لا تنسى.
يعرف محبو المسلسل أن الحلقة التاسعة في كل موسم هي أهم حلقة، وأنها ستحمل حدثاً استثنائياً يغير الموازين، في تلك المرة يتبدل الأمر، الحلقة الثانية، The Lion and the Rose، ستنافس بقوة في النهاية على أفضل حلقات الموسم كاملاً.
أحداث الحلقة:
النصف الأول من الحلقة اهتم في أغلبه بالشخصيات والخيوط التي لم تظهر في الافتتاحية، "ثيون" الذي أصبح عبداً وتابعاً لمعذبه "رامزي" طوال أحداث الموسم الثالث، "بران ستارك" الذي يواصل رحلته للشمال ويتعرف على القدرات التي صار يتمتع بها، و"ستانيس براثيون" والساحرة "ميليسندرا" ومحاولتهم التفوق في الحرب من خلال القرابين.
النصف الثاني من الحلقة كان لحفلِ زفاف "جوفري لانستر" على "مارجري تايرل"، حين بدأ المشهد لم أتخيل أنه سيظل على الشاشة طوال الثلث ساعة المتبقية، ولكن ما حدث أن كل خيوط الـ"لانسترز" تجمعت هناك، وحفل كل مشهد صغير بداخل المشهد الأكبر بتوتر مكتوم للغاية، وصولاً لنهاية الحلقة العاصفة بعد أن عزفت –قطعاً- Rains Of Castamere.. التي تعني أن شخصاً ما سيموت!
" frameborder="0">
رأي في الحلقة:
هناك شيئين كبيرين يميزان هذا المسلسل:
أولاً: حدة الصراع بين أطراف متعددة على "العرش الحديدي"
ثانياً: الشخصيات القوية والعلاقات الإنسانية المتداخلة بين الجميع
في تلك الحلقة، كان الارتكاز تماماً على الشخصيات والعلاقات فيما بينها، مثلاً المشهد القصير في البداية بين «تايرون» و«جيمي»، اثنان من أكثر شخصيات المشاهد المفضلة، القزم حاد الذكاء والفارس قاتل الملك، اجتماعهم لأول مرة منذ الموسم الأول.. بكل الخلفية التاريخية التي نعرفهم بها، انكسار "جيمي" ورغبة "تايرون" الصادقة في المساعدة، تجعل المشهد جميلاً فعلاً، خصوصاً مع لحظة تالية له حين يتدرّب فارس "لانسترز" الأهم على استخدام السيف بيده اليسرى، لحظات كبيرة لأن الشخصيات قوية جداً بالأساس.
الأمر نفسه يسير على العلاقة بين "رامزي" و"ثيون"، والصورة التي أخذتها حتى أصبح الأخير هو العبد "ريك"، أو حتى في المشهد الممتاز جداً، رغم كونه "كليشية" معروف عن الشخص الذي يشوه نفسه من أجل حماية شخص آخر، حين يتعامل "تايرون" بحدة مع "شاي"، ويهينها لآخر ما يستطيع كي تعبر البحر بالسفينة وتترك هنا، مشهد يأتي ثقله من معرفتك كمشاهد ما تعنيه "شاي" بالنسبة له، ومقدار العنف والأذى الذي قد يقع عليها من الأب والأخت.
كل هذا قبل أن يبدأ الجزء الأهم في الحلقة مع مراسم الزفاف، أنا معجب فعلاً بثقل الدراما بين كل الشخصيات، في هذا المشهد الطويل، الحوار العابر بين "جيمي" و"لوريس" عن "سيرسي"، أو بين "سيرسي" و"بريني" عن "جيمي"، أو الحدة والكراهية التي تنطق على الشاشة بين "تايوين لانسترز" و"أوبراين مارتيل" الذي أتى هنا فقط بغية الانتقام، كلها لحظات كبيرة فعلاً، وشديدة الحدة الدرامية دون أي قدر من الافتعال.
بعدها، يصل التوتر إلى أشده بين "تايرون" والملك "جوفري"، ذكاء الأول الذي يجعله يهين الأخير بشدة، ثم حماقة الملك التي تجعله يرد الإهانة بالطريقة الوحيدة والمباشرة التي يعرفها، إخراج الحلقة رائع جداً، ومشهد كهذا، بكل ما حققه من توتر، وكل القدرة التي أبرزها في "الضغط على المشاهد" –الذي ينتمي لجانب "تايرون" دون شك- يبين قيمة إخراج "أليكس جرافز" للحلقة، مجرد الاستماع للضحكات العابرة على شريط الصوت، أو التقطيع بين الوشوش للتأكيد على ثقل اللحظة ومد الزمن، وصولاً طبعاً لأداء "بيتر دينكليج" العظيم دوماً، وملامحه التي تمنحك احتمالية الانفجار في أي لحظة، كلها تفاصيل جعلت المشهد استثنائياً، قبل أن يصل حتى للحظة الأهم.
اللحظة الأهم هي التي انتظرها المشاهد طوال ثلاثة مواسم، موت "جوفري" ، أعتقد أن كل مشاهد للمسلسل كان يضع في باله كل السيناريوهات العنيفة المحتملة لموته، ويتخيل من هو الشخصية التي يريدها أن تفعل ذلك، الحلقة مكتوبة بشكل رائع لتخرج كل مشاعر الكراهية التي يكنها المشاهدين اتجاه "جوفري"، كل الحمق والغطرسة والإيذاء الذي يحمله اتجاه الجميع، لتصبح الدقيقتان التي يختنق فيهم في النهاية أشبه بمتنفس لمن يشاهد الحلقة، وصولاً للكادر الختامي الرائع لوجهة المختنق والدماء تطفح من كل مكان فيه.
تصفيق حاد، ليس أقل من ذلك!
«ليست فقط حلقة مميزة للموسم الرابع، ولكنها واحدة من أعظم حلقات المسلسل كاملاً».. الناقد كريس أوهارا.