الارشيف / سينما و تلفزيون / السينما كوم

Game of Thrones (حلقة 4): لا متعة خارج أرض الـ«لانسترز»

- هل تسألني فعلاً إذا كُنت قد قتلت ابنك؟
- وهل تسألني فعلاً إذا كنت أنوي قتل أخي؟

المشكلة التي أشرت إليها في ريفيو الحلقة السابقة بدت واضحة بشكلٍ أكبر في تلك الحلقة، أن هناك جوانب صراع مُشتعل في خطٍ من خيوط المسلسل، مع رتابة وتمهيد وبطء إيقاع في بقية الخيوط، وفي آراء الجماهير حول الموسم الرابع من Game of Thrones.. اعتبروا أن الحلقة الرابعة هي الأضعف حتى الآن، «جيمي لانستر» فقط كان الشيء الوحيد الحي بها.

أحداث الحلقة:

تبدأ الحلقة بعشرِ دقائق لاقتحامِ دانيرييس تارجريان لمدينة «ميرين»، ورفع علم التارجريانز عليه، بعد أن دفعت عبيد المدينة لـ«كسر أغلالهم» والثورة على السادة.

ننتقل بعدها لـ«كينجز لاندينج»، بطل الحلقة الرئيسي «جيمي لانستر» يتحسن كثيراً في استخدام السيف بيده اليسرى، صار قريباً من العودةِ إلى الحرب بفضل «برون»، حارس شقيقة «تايرون» الذي يخبره بضرورة زيارته، مشهد الزيارة التالي هو أفضل مشاهد الحلقة، وكل مشهد سيضم «جيمي» و«تايرون» سيحمل الكثير من الحدة الدرامية التي تدفعه ليكون مشهداً عظيماً، «جيمي» صار مُوقناً الآن ببراءة شقيقه، وكل شيء يبدو مُنكشفاً وواضحاً، وهو سيحاول مساعدته بكل ما يستطيع، بحماية إحدى مساعديه على الأقل.

في مشهدٍ لاحق يطلب «جيمي» من «بيرني» أن تغادر «كينجز لاندينج»، وأن تبحث عن «سانسا»، وتحميها كي تحقق وعدها ووعده لـ«ليدي ستارك» قبل وفاتها، «جيمي» في أفضل نقطة نعرفه عليها الآن، وهي بالضرورة أبعد نقطة عن «سيرسي» لدرجة البدء في عداءٍ صريح.

الجدة تخبر «مارجري تايرل» بشكلٍ واضح أنها ضمن المخططين لقتل جوفري: «لم أكن لأتركك تتزوجين هذا الوحش»، و«مارجري» تبدأ خطتها في السيطرة على الملك الجديد «تومين» في مشهدٍ رائع إخراجياً.

وعلى الجانب الآخر يقرر حراس الحائط، بقيادة «جون سنو»، أن يقوموا بالهجوم على المنقشين من أجل منعهم من منح أسرارهم للهَمَج، المنشقون أنفسهم يقومون باختطاف «بريان ستارك» ورفقته، مما يعني أن لقاءً محتملاً ومنتظراً بشدّة سيجمع بين أفراد عائلة «ستارك» بعد وقت طويل جداً من التشتت، وهو نفس الأمر الذي قد يحدث في ناحية أخرى.. حيث تتجه «أريا» مع «ذا هاوند» و«سانسا» مع «لورد باليش» نحو خالتهم.

وفي نهاية الحلقة نرى «الموتى البيض»، في ظهورهم الأول هذا الموسم، ولا نعرف إذا كانوا سيدخلون فعلاً في سياقِ الأحداث أم أن التمهيد سيظل مستمراً.

رأي عن الحلقة:

من الغريب أن يتحول الخط الأفضل في الموسم السابق، الذي يخص «كاليسي»، إلى أكثر خيوط الموسم الجديد رتابة حتى الآن، ما من شيءٍ حدث فعلاً طوال أربعة حلقات حتى الآن، ميزانية المسلسل تمنع من تنفيذ بعد المشاهد الحربية بالقدر الذي وصفت به في الكتاب، ويتم اختصارها في دقائقٍ قليلة، والمشكلة أن ما من دراما حقيقية في الحدث، تسير «دانيريس» بجيشٍ ضخم، تصل إلى مدينة وراء أخرى، تقوم بفتحها وتحرير العبيد بداخلها، نحن نعلم أن هذا سيحدث، الصراع في أقل نقطة منه.

مشاهد الجدار، سواء بين «جون سنو» ومجموعته، أو المنشقين وطقوسهم الغريبة، لم تكن جيدة في ذاتها، ولكنها تمهيداً مهماً لما قد يحدث في الحلقة القادمة حين يقوم بالهجومِ عليهم، وهو أمر يُطبق بدرجةٍ أقل على «الموتى البيض»، الذين يتم التعامل معهم حتى الآن باعتبارهم مفاجأة العمل، ويُعاملوا بالكثير من التقدير في كل ظهور، ولكن الأمر لم يتجاوز التمهيد حتى الآن، مما جعل ختام الحلقة ليس مهماً بأي شكل.

في المقابل فإن كل ظهور لـ«جيمي لانستر» هو أكثر ما يستحق المشاهدة في الحلقة المتوسطة، العظيم فعلاً متابعة التطور الذي تسير به شخصيته، واختلاف شعورنا العاطفي به، بدءً من أنه أكثر شخصية كريهة في العمل عند دفع «بريان» في الحلقة الافتتاحية بالموسم الأول، قبل أن نفرح بالقبض عليه، نبغضه بشدة عند قتل الحارس، نسعد عند قطع يده، قبل أن نبدأ بالاقترابِ منه كثيراً بالتزامن مع وجود العملاقة «بيرني» والعلاقة العظيمة الموجودة بينهم، لم نعد فقط نرى الجانب الآخر من «جيمي»، ولكن الأهم أن الجانب الأسود بداخله يتغيَّر.

يسأل «بيرني» بعد أن منحها السيف الفولاذي عن الاسم الذي تسميه إياه، تجيبه بمحبة حقيقية: «حافظ العهد»، ينظر لها ويدرك أنها تعنيه، تمنحه الاحترام الذي يستحقه بعد أن ظل طوال حياته مطارداً بكونه «قاتل الملك»، شيئاً رائعاً وعميقاً جداً بشأنِ الشخصية والعمل، وهو أمر يمكن متابعته في علاقته بـ«تايرون»، بـ«سيرسي»، وبكل شيء آخر.

كان من الممتع كذلك متابعة (إخراج) مشهد «مارجري» في غرفة «تايمون»، الملك المنتظر، فرغم إخراج متوسط للحلقة، إلا أن تلك اللحظة تحديداً كانت رائعة، دخول «مارجري» من الباب الأيمن، الإضاءة الزرقاء التي تكسرها بشدّة إضاءة أخرى حمراء من الشمعة التي تحملها، قبل أن يحتفظ الكادر بمراهقٍ صغير متردد كـ«تايمون»، يغلب على وجهة اللون الأزرق الباردة المَكسور بالإضاءة الآتية من الشمعة، في مُقابل طاقة حسية قوية من فتاة مغوية ومتلاعبة كـ«مارجري»، ممتلئة بإضاءةٍ حادة.

مجملاً هي أضعف حلقات الموسم الرابع حتى الآن، لا يوجد اهتمام حقيقي من المشاهد اتجاه أي شيء يحدث خارج أرض «اللانسترز»، ولكن بعض أحداثها تجعل من المنتظر حلقة خامسة بمشاهد كبيرة، على رأسها هجوم «جون سنو» ورفاقه على المنشقين، واحتمالية بدء محاكمة «تايرون».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى