يستمر معكم (السينما.كوم) مجددًا في هذا التقرير تناول ما أسفر عنه التعاون الفني بين عدد من الفنانين، وهذه المرة مع الفنان عادل إمام والكاتب يوسف معاطي.
قبل التعاون:
عادل إمام: في النصف الثاني من حقبة التسعينات، كان الفنان عادل إمام في مواجهة تحد كبير يتطلب منه الحفاظ على المكانة التي وصل إليها بين الجماهير، خاصة أن هذه المكانة كانت مهددة مع بزوغ موجة الأفلام الشبابية التي اكتسحت السوق السينمائي المصري في تلك الفترة، مما دفع عادل إمام للبحث عن معادلة جديدة تضمن له البقاء فوق القمة التي تربع فوقها، وهو ما وجده من خلال عمله مع الكاتب يوسف معاطي.
يوسف معاطي: قبل الازدهار الكبير الذي شهده رصيده الفني مع حلول الألفية الثالثة وتعاونه مع الفنان عادل إمام، كان اسم الكاتب يوسف معاطي يتردد على مهل بين عالمي الكتابة الأدبية الساخرة والكتابة المسرحية، واستطاع من خلال الأخيرة أن يحقق عدة نجاحات لافتة في الوقت الذي كان لا يزال فيه للمسرح جمهور عريض، حيث كتب العديد من المسرحيات الناجحة، على رأسها "حب في التخشيبة" و"الجميلة والوحشين" و"بهلول في اسطنبول".
بعد التعاون:
وصل رصيد التعاون بين الفنان عادل إمام والكاتب يوسف معاطي إلى 7 أفلام (الواد محروس بتاع الوزير، التجربة الدنماركية، عريس من جهة أمنية، السفارة في العمارة، مرجان أحمد مرجان، حسن ومرقص، بوبوس) وثلاث مسلسلات تليفزيونية (فرقة ناجي عطا الله- العراف- صاحب السعادة)، ومسرحية واحدة (بودي جارد)، وسيتم التركيز في هذا التقرير على الأعمال التليفزيونية الثلاثة التي جمعت بينهما في ثلاث سنوات متعاقبة.
فرقة ناجي عطا الله (2012): كانت الشعبية الكاسحة التي حققها عادل إمام على مدار مشواره الفني قائمة على أعماله السينمائية والمسرحية، إلا أنه طيلة هذه السنوات لم يستغل هذه الشعبية عبر الدراما التليفزيونية سوى مرتين فقط، الأولى من خلال مسلسل (أحلام الفتى الطائر) والثانية في (دموع في عيون وقحة)، وبعد توجه الدفة في السنوات اﻷخيرة نحو التليفزيون، كان لابد لعودة عادل إمام للتليفزيون أن تكون عودة مدوية، فيقوم (يوسف معاطي) بصياغة قصة عن ناجي عطا الله، الموظف الدبلوماسي في السفارة المصرية في تل أبيب الذي يقوم بتكوين فرقة من أجل سرقة أحد البنوك اﻹسرائيلية من أجل استرجاع اﻷموال التي استولت عليها السلطات هناك.
في البداية، كان من المفترض أن يخرج (فرقة ناجي عطا الله) كفيلم سينمائي، لكن الصعوبات الإنتاجية حالت دون تحقق ذلك، ليتحول بعد ذلك إلى مسلسل تليفزيوني، كما قام يوسف معاطي بإصدار قصة المسلسل من خلال عمل روائي في نفس العام.
العراف (2013): بعد النجاح الكبير الذي حظى به (فرقة ناجي عطا الله)، كان لابد من تثبيت اﻷقدام في الدراما التليفزيونية أكثر فأكثر، ومن خلال فكرة جذابة آخرى، والتي تتمركز هذه المرة حول نصاب احترف انتحال كافة الشخصيات، وله أبناء من كافة بقاع مصر، ومن مختلف التيارات الفكرية والسياسية، ومن شتى المستويات الاجتماعية، وكل ذلك من خلال قصة تتداخل بشكل كبير مع ما جرى في البلاد قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.
صاحب السعادة (2014): على غرار (العراف)، ينسج يوسف معاطي من جديد في (صاحب السعادة) الذي يعرض حاليًا على شاشات الفضائيات دراما عائلية بالغة التشعب، مركزها هو (بهجت أبو الخير)، الرجل الثري الذي يقرر التفرغ لحياته العائلية مع زوجته وأبناءه وأحفاده، لكنه طوال الوقت لا يناله من ذلك الاهتمام سوى المشاكل التي يحاول إيجاد حلول لها طوال الوقت.