أصبح السُبكي هو الفزاعة التي تظهر كلما تم توجيه نقد لأي فيلم أخر، فبمُجرد البدء في انتقاد أي فيلم يبدأ معجبوه فوراً بالتلويح بفزاعة السُبكي! ولماذا لم تنتقد السُبكي؟ أو تتحدث عنه وعن البلطجية والراقصات؟
وكأنه من المفترض أن يصبح السُبكي محوراً لكل انتقاد مُوجه لأي فيلم، فأنت ستبدأ في انتقاد أي فيلم لتتحدث عن فظائع السُبكي وكوارث أفلامه مُتناسياً أنك تتحدث عن فيلم أخر لا علاقة له بالسُبكي، وكأنما تحول السُبكي لوحدة قياس ومُقارنة إن اختلف الفيلم عنه وابتعد عن أسلوبه أصبح ناجحاً، بغض النظر عن أي عوامل أخرى.
أتذكر عبارة منسوبة للفنان الراحل أحمد زكي لا أستطيع تأكيد نسبها إليه، وهي أنه لولا أفلام مثل "إستاكوزا" و"كابوريا" لما نجح في إنتاج أفلام مثل "البريء".
عامةً بغض النظر عما إذا كان قد قال ذلك أم لا فالعبارة منطقية، الجمهور يذهب للسينما رغبة في رؤية أفلام بشكل مُعين، بينما المُعجب بالأشكال الأخرى يكتفي بمُشاهدتها أو تحميلها من الإنترنت أو في التلفاز، مما يعني أن الأفلام المُنتمية للأشكال الأخرى ستخسر حتماً من الناحية السينمائية، حتى لو حققت نجاحاً جماهيرياً بالعرض في الفضائيات.
فمن الذي سيقوم بإنتاج أفلام تُحقق خسائر مالية فقط لمُجرد أن جمهور التلفاز والإنترنت يرغب في ذلك؟
أتذكر أنني شاهدت أكثر من فيلم للسُبكي بلا إيحاءات فظة ولا مشاهد خادشة للحياء مثل فيلم "ساعة ونص" عن قصة قطار العياط الشهيرة، وأعجبني الفيلم كثيراً، برغم النهاية البدائية لتصوير مشهد احتراق القطار، ولكن كم مُشاهد شاهد الفيلم في السينما؟ كم كانت أرباح السُبكي من إنتاج فيلم مثل هذا على الأرجح سيعجب جمهور التلفاز؟
مقولة "الجمهور عايز كدة" التي أُطلقت في الثمانينات عن أفلام المُقاولات، أثبتت صحتها في الوقت الحالي بفشل عدة أفلام سينمائياً برغم جودتها، لتُحقق النجاح الجماهيري بالعرض على التلفاز فيما بعد، ولكن ذلك النجاح لن يُعوض المُنتج عما خسره من إيرادات الشباك، وهو ما قد يضطره بعدها لتقديم أفلام تُرضي جمهور السينما ليُحقق الأرباح التي يبحث عنها حتماً كمُستثمر تحدى كل الظروف التي تُواجه كل مُنتج سينمائي في مصر في الوقت الحالي ولا يبحث عن شيء بقدر بحثه عن الأرباح.
والأهم هنا مُحاسبة الجمهور الذي تسبب في ذلك، سواء من يدخلون أفلام السبكي ويدفعونها لصدارة اﻹيرادات، أو من يحجمون عن حضور الأفلام التي تنتمي لأشكال أخرى في دور العرض، والاكتفاء بمُشاهدتها عبر التلفاز أو عبر الإنترنت.
قد يرد البعض على المقال ويتهمني بأن المقال مدفوع الأجر، وهو أمر مردود عليه فالاولى بالسُبكي أن يدفع لكاتب معروف ومشهور له شعبيته وليس مُجرد زائر لموقع السينما.كوم لا يعرفه أحد ولن يستمع إليه أحد ولن يُقنع أحد بوجهة نظره إلا لو كان مُتفق معه من البداية.